في أحد الأيام استيقظت على صراخ أمي، لا أعلم ما الذي حدث! أتيتها من أجل أن أستعلم عن سبب هذا الصراخ، ماذا حدث؟ هل حل مكروه؟
بدأت ترشق الجميع باللعن والتذمر، ونال أبي حصة الأسد من ذلك. أبوك لا يعتمد عليه ويتعمد إزعاجي، القطعة التي طلبتها من أسبوع لم يأتِ بها، وحلّ النزاع زيارة خالتي، عند دخولها بدأت بمدح المكان وجمال التنسيق، وهذا لم تجده أمي، لم تتمكن بأن تستمتع بما لديها، وظلت باحثة عن القطعة الناقصة، ولا أنسى أخي حينما أتى متذمراً من عمله، حتى زاره صاحبه يخبره أنه متعب بسبب البطالة وعدم حصوله على عمل، هنا استشعر أخي قيمة عمله وقبلها كان منزعجًا، يبحث عن القطعة الناقصة وفوّت على نفسه الإحساس بالرضا.
يضيع العمر بالهم والكدر نبحث عن القطعة المفقودة، وننسى السعادة الموجودة، ونفوّت على أنفسنا الاستمتاع بتذوق مابين أيدينا، جارنا المهموم من مشاغبة أطفاله، ولم يعش معهم طفولتهم ولايراهم نعمة عليه أن يسعد بها، حتى أخبره أبي أن هناك قريب له صرف من العمر الكثير، ومن المال الوفير باحثًا عن أمل ليكون لديه طفل، وذلك الجار المسكين أضاع عمره باحثًا عن القطعة المفقودة.
لقد أشار العالم الأمريكي د. نيس براجر لهذه الحالة (متلازمة المربع المفقود)،
وهنا لا أدعوك تتكاسل وتقبل بأنصاف الحلول، ولكن لا تنسى أن تعيش السعادة التي تمتلكها بين يدك، وتفوّت كلا الأمرين عليك باحثاً عن الكمال المفقود،
(كل نفس ذائقة الموت إلا أن الحياة لا تتذوقها كل الأنفس) جلال الدين الرومي.