حددت معاجم اللغة كلمة “بخت” وهي مصدر معناه الحظ, وكلمة “بخيت” تعني المحظوظ وكلمة ” مبخوت” وتعني المحظوظ ايضا, فيما حددت ثقافتنا الشعبية وموروثنا الاجتماعي كلمة “بخت” بان المنعوت بها يعني ذا شأن, وتُرسم حوله هالة قريبة من حالة القدسية, فنقول فلان صاحب حظ وبخت, اي بمعنى انه لا يمكن ان يكون كاذبا ولا انانيا ولا طماعا, انما باذلا للمعروف, قائلا بالصدق, ناطقا بالحق, واما البخيت ايضا اطلقت عل صاحب الحظ والبخت وايضا عل المحظوظ الذي تضحك له الدنيا او تجنبه الاخطار والشرور.
اختلف موروثنا الشعبي عن المعاجم في معنى كلمة المبخوت, فهي في موروثنا تعني الشخص المُستجار, الذي يستجير بالناس فيبختونه ويأمنونه, فنقول يا فلا انت مبخوت اي بمعنى انك دخلت تحت سور البخت وانك بأمان.
على كلا المعنيين لكلمة المبخوت –في المعجم او في الموروث- لا نعرف ما الذي اراده وزير الزراعة من نعته رئيس الوزراء الكاظمي بالمبخوت, فهل ان هناك من آمن الكاظمي وحماه فصار مبخوتا بالمعنى الشعبي, ام لان الكاظمي خدمه الحظ فحصل على منصب رئيس الوزراء دون تعب او عناء ودون كفاءة او خبرة.
واضح جدا ان الكاظمي محظوظ جدا, فهو تسنم رئاسة العراق وقبلها رئاسة جهاز المخابرات دون اي منجز شخصي او وطني, وكان اسم الكاظمي نكرة الى وقت اندلاع تظاهرات تشرين وفتنتها التي عمت مدن الوسط والجنوب.
حظ الكاظمي واضح جدا في سكوت الناس عنه, دون ان يذكره احد بسوء, رغم ما يجدونه من شدة وجهد وبلاء يومي يعيشونه, فالأسعار مرتفعة, والخدمات معدومة والبطالة مستحكمة, والفساد مستشري.
خلاصة القول ان الكاظمي جاء نتاج فتنة كبرى, واجندات كانت تخطط للإطاحة بالعراق وافشال تجربته الجديدة, والتي نراها نجحت في تغيير وجه العراق, وقتل الحلم الذي كنا نامل تحقيقه في ان نجد بلدنا بلدا متطورا حديثا ديموقراطيا تنمويا.