قالت مجلة فورين بوليسي إن القادة السياسيين في كل من بغداد وأربيل خائفون من أن تأمر طهران الميلشيات الموالية لهم بالإقدام على اغتيالهم إذا ما قاموا علنا باتهام إيران أو إلقاء اللوم عليها فيما يتعلق بالهجمات التي تشنها ميلشيات موالية لها ضد المصالح الأمريكية في العراق. واعتبرت مجلة فورين بوليسي أن الهجوم الأخير الذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في أربيل وشنته ميلشيات موالية لإيران، ثم رد الولايات المتحدة على هذه الهجمات في سوريا بمثابة بداية سوف يكون لها توابع لحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران . ووصفت فورين بوليسي هجوم أربيل بأنه يمثل تصعيدًا كبيرًا وشكل أول هجوم خطير من قبل الجماعات المتحالفة مع إيران تحت إشراف إدارة بايدن ، وهو الهجوم الذي دفع بعد 10 أيام قرار الولايات المتحدة بضرب الجماعات المسؤولة عن الهجوم في سوريا.
وأشارت فورلين بوليسي ، التي تعتبر من المؤسسات الإعلامية لنافذة في السياسة الدولية ، إلى أن إيران لديها سجل حافل في دفع وكلاء لها واستخدام جماعات الميليشيات لمهاجمة خصومها وتعتمد على وكلائها لتقليل مسؤوليتها عن الفظائع المرتكبة وخلق حالة من الإنكار حول دروها في مثل هذه الهجمات. مشيرة إلى إن مشاركة إيران على مدى العقود الأربعة الماضية في إنشاء وتعبئة وإدارة الوكلاء الذين يقومون بهذه الهجمات لتشكيل بيئة جيوسياسية مواتية يشير إلى أن النظام متواطئ ومسؤول بشكل مباشر.
لكن في نفس الوقت أجابت فورين بوليسي عن السبب الذي امتنعت من أجله كل من لن أربيل وبغداد علنًا عن الإشارة لمسئولة ضمنية لإيران حول هذه الهجمات، وقالت فورين بوليسي في أول تصريح من نوعه أن السبب ببساطة هو أن القادة السياسيون في كل من بغداد وأربيل خائفون من أن يتعرضوا هم أنفسهم للاغتيال إذا ما أقدموا على مثل هذا الاتهام.
لكن مع ذلك فقد اعترفت فورين بوليسي بأنه عادة ما تفعل الجماعات المسلحة التي تعمل بناءً على عطاءات الحكومات ذلك خارج السياق المؤسسي والقانوني المحلي (في هذه الحالة ، الدولة العراقية ونظام الحكم فيها) وكذلك الخارجية (الدولة الإيرانية وأجهزتها). بعبارة أخرى ، من الصعب ، إن لم يكن من المستحيل ، تحديد التعليمات والتوجيهات الدقيقة التي تعمل بموجبها بشكل كامل – فضلا عن الإسناد إلى مؤسسة رسمية أو جهاز تابع للدولة.
