ليلة 17/3/1999 كانت البصرة مع حدث يشكل صفعة قوية وجهت الى مقرات حزب البعث في مدينة البصرة وسميت تلك الحركة العسكرية بانتفاضة 71/3/.
الأعمال البربرية التي تبنتها منظمات حزب البعث الارهابي من خلال سياسته العدوانية ضداهل البيت(ع)وشيعتهم. ابتدأت بخطوات تصاعدية يسمى ارهاب الدولة. كانت خطوات ظالمة, من خلال الضغط والاكراه , اهونها منع ممارسة الشعارات الدينية, واجبار رجال الدين والسياسة والاساتذة وضباط الجيش والشرطة والطلاب والعمال والفلاحين للانتماء الى حزب البعث قسرا. تمكن البعث من خلال سيطرته على العراق ان يفرض هيمنته على جميع الاحزاب السياسية اليسارية فانقادت وراء قياداتهم .
الجهة الوحيدة التي استعصت على حزب الزمن الاسود, هي الحوزة العلمية في النجف الاشرف ,رفع البعثيون شعارا استراتيجيا بعدوانية طائفية ضد الشعائر الحسينية اما العتبات المقدسة فقد تم ضمها تحت سلطتهم, واغلقت الحوزات العلمية في العراق خاصة كربلاء والكاظمية وسامراء, لم يبق في جنوب العراق أي نشاط ديني حوزوي .
الجهة الوحيدة التي وقفت بوجه ( البكر صدام) هي المرجعية الدينية الشيعية, ونال طلاب الحوزة نصيبا من الظلم والطغيان والتعالي, وتم اعدام السيد محمد باقر الصدر (قدس) وحلت أجواء قاتمة لا يمكن لاي كاتب ان يصف الرعب والاستهتار الحزبي تلك الفترة,
فجأة ظهر صوت شق ضجيج الارهاب البعثي,رجل ذو لحية بيضاء ليقود المجتمع , ابتكر اساليب غير معهودة بينت ان القيادة الشيعية لن ولم تموت ,احيى صلاة الجمعة المغيبة خةفا عن العبادات الشيعية لقرون عديدة. سمع الناس منها نبرة ثورية في ركام الخوف . كلا كلا امريكا, كلا كلا للظالم ..الناس يعرفون الظالم , لا يوجد ظلم اكثر من ظلم البعثيين.
وجاءت ردة فعل الطغاة بتصفية القيادات الشيعية(المراجع)ابتدأت بقتل المرجع الشيخ اية الله البروجردي(قدس), بعدها اعقبه قتل اية الله الشيخ علي الغروي(قدس) . وتبين بعد مقتل المرجعين ان النجف والمجتمع الشيعي في وضع العاجز مما سمح للوضع الامني اغتيال المرجع السيد محمد صادق الصدر(قدس) الذي عرف بمعارضته للنظام البعثي فتم اغتياله يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع عشر من شباط 1999 .
كانت البصرة على موعد يوجه فيه الثوار صفعة لحزب البعث افقدتهم توازنهم فكانت ليلة 17/3/1999 موعدا للانتفاضة, اصبحت جميع المقرات الحزبية والامنية هدفا مرشحا للاقتصاص من القاتل, وسقطت المقرات التي توجه لها الثائرون وهرب البعثيون منها يختبئون في اماكن امنة لهم … ثلاثة ايام المعارك بين كر وفر تجري ليلا من شارع الى شارع ,وارسلت بغداد المجرم الدموي علي حسن المجيد . وقد كتبت منظمات حقوق الانسان عن تلك الفترة , تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش :عن مذبحة البصرة عام 1999.ان ضباط الامن والجهاز الحزبي اعدموا 120 شاباً من مدينة البصرة وضواحيها قتلوا بأمر من علي كيمياوي,الذي هدم دورهم وحرق اخرى وتم اعتقال النساء والاطفال ,إن التفاصيل المودعة في هذا التقرير مثيرة للحزن والغضب تلقي الضوء على ما فعلته عصابة صدام بالمواطنين من قمع وحشي لا مثيل له.واخيرا اقول ان هذه الانتفاضة يصح لي ان اسميها الانتفاضة المنسية (كونها بصرية بامتياز), وسوف تمحى من التاريخ بعكس انتفاضات المناطق العراقية الاخرى.