24 ديسمبر، 2024 7:04 م

نيرانها قد تصل للثياب البغدادية .. ثورة محافظات الجنوب تتحدى الفساد والقمع والعنف الأمني !

نيرانها قد تصل للثياب البغدادية .. ثورة محافظات الجنوب تتحدى الفساد والقمع والعنف الأمني !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

استمرارًا للاحتجاجات العراقية، أغلق محتجون غاضبون، طرقًا رئيسة في 4 محافظات، جنوبي “العراق”، اليوم الإثنين، للمطالبة بالوظائف والخدمات، حسب شهود عيان.

وأبلغ شهود في محافظات: “ذي قار، والبصرة، وواسط، وميسان”، (جنوب)، بأن مئات المتظاهرين الغاضبين المطالبين بالوظائف والخدمات الأساسية، أغلقوا طرقًا رئيسة وسط المحافظات الأربع، من خلال إضرام النيران في إطارات المركبات.

وأوضح الشهود أن من بين المتظاهرين؛ حملة للشهادات الجامعية، وعاطلين عن العمل مطالبين بالوظائف، وآخرين مطالبين بتوفير الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء.

وتبلغ نسبة البطالة في البلد الغني بـ”النفط”، 27 بالمئة، فيما تبلغ نسبة الفقر 31.7 بالمئة، وفق أحدث إحصاء لـ”وزارة التخطيط”.

وفي سياق متصل، أظهرت المراقبة المنتظمة لـ”برنامج الغذاء العالمي”، في كانون أول/ديسمبر الماضي؛ أن نحو 3 ملايين شخص في “العراق”، منهم 731000 نازح داخليًا، ليس لديهم ما يكفي من الطعام.

وشهدت محافظتا: “النجف وبابل”، جنوبي “العراق”، أمس الأحد، احتجاجات، للمطالبة بإقالة محافظيهما، وتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد.

اتهام بالفساد وسوء الإدارة..

وأفاد شهود عيان، بأن الاحتجاجات تجددت في محيط مبنى المحافظة، بمدينة “النجف”، (مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته)، للمطالبة بإقالة المحافظ، “لؤي الياسري”، ومحاربة الفساد، وتحسين الأوضاع المعيشية والخدمات العامة.

هذا وحاول عشرات المتظاهرين الوصول إلى مبنى المحافظة، لكن قوات مكافحة الشغب صدتهم بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع، ما تسبب بإصابة 5 متظاهرين بجروح طفيفة، وفق الشهود.

وأضافوا أن المتظاهرين أغلقوا عددًا من الطرق المؤدية إلى مبنى المحافظة بإطارات السيارات المشتعلة.

وهذا الاحتجاج يتكرر لليوم الثاني على التوالي، والثالث من نوعه في غضون 4 أيام، إذ يتهم المتظاهرون، “الياسري”؛ بـ”الفساد وسوء الإدارة”.

مطالب بتغيير محافظ بابل..

وفي “بابل”، قال ملازم أول في شرطة المحافظة، إن: “عشرات المتظاهرين أغلقوا مكتب مجلس النواب، (البرلمان)، وسط مدينة الحلة، (مركز المحافظة)، احتجاجًا على عدم تأييد المجلس لمطالب المتظاهرين في تغيير محافظ بابل بالوكالة، حسن منديل، ومحاربة الفساد وتوفير فرص عمل”.

وتابع المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن: “المتظاهرين توعدوا بتصعيد حملتهم الاحتجاجية، الإثنين، بإغلاق جميع مكاتب أعضاء مجلس النواب في بابل”.

وأشار إلى أن احتجاجات متقطعة تشهدها المحافظة، منذ نحو أسبوعين، للمطالبة بإقالة المحافظ.

وكانت محافظة “ذي قار”، جنوب “العراق”، قد شهدت احتجاجات مماثلة، الشهر الماضي، حيث أدت إلى إقالة محافظ “ذي قار”، “ناظم الوائلي”، الذي يتهمونه: بـ”الفساد وسوء الإدارة”.

غير أن المتظاهرين، في “ذي قار”، لم يعجبهم تكليف “الكاظمي”، رئيس جهاز الأمن الوطني، “عبدالغني الأسدي”، بتولي منصب المحافظ بدلاً من “الوائلي”، وواصلوا احتجاجاتهم رغم دعوات “الكاظمي” إلى التهدئة وإعطاء وقت للمسؤول الجديد.

احتجاجات مستمرة على نحو متقطع..

ويشهد “العراق” احتجاجات مستمرة على نحو متقطع، منذ تشرين أول/أكتوبر 2019؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، واستمرار الفساد المالي والسياسي، فيما تعهد “الكاظمي” بمحاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

ويعتبر الفساد من أهم العراقيل التي تواجه الحكومة العراقية الحالية، حيث أن البلاد تُصنف في المراتب الأخيرة في مجال الشفافية ومكافحة الفساد.

لكن في المقابل؛ تقوم الحكومة بجهود كبيرة لمواجهة الفساد عبر إقالة عدد من الضباط والموظفين المتورطين في تجاوز القانون.

توقعات بزيادة التصادمات بين الأمن والمتظاهرين..

تعليقًا على تلك الاحتجاجات، يرى الصحافي، “خالد الجابر”، أن شرارة التظاهرات التي تتسع في المحافظات الجنوبية، جاءت نتيجة لتردي الواقع الخدمي وإستشراء الفساد فيها، الأمر الذي حفز المتظاهرين على الخروج والمطالبة بتغيير الحكومات المحلية، مرجحًا امتداد مساحة التظاهرات في المحافظات الجنوبية حتى إسقاط محافظيها، ومتوقعًا أن: “تشهد الأيام المقبلة زيادة في الصدامات بين الأمن والمتظاهرين” .

ويرى “الجابر”، أن ما جرى في “الناصرية”، من إقالة المحافظ، حفز متظاهري المحافظات الأخرى، وأعطاها دافعًا للتحرك المماثل.

ويكشف “الجابر”؛ أن أحزاب وقوى سياسية في تلك المحافظات، تسعى إلى إنهاء التظاهرات من طريق إستمالة الوجوه البارزة فيها، مؤكدًا أن أغلب تلك الجهود فشلت بإستمالة المتظاهرين.

من جهتها، تؤكد الناشطة في الحراك، “عبير الشمري”، أن المحافظين فشلوا في إدارة المحافظات إدارة مهنية، وهيمنوا على مقدرات المحافظات، وهم شركاء بالفساد، ولم يحققوا شيئًا، منذ سنوات، مؤكدة ضرورة استمرار التظاهرات إلى حين إسقاط ما أسمتهم: “أعمدة الفساد” بالمحافظات.

يُشار إلى أن المحافظات العراقية عمومًا، والجنوبية الغنية بـ”النفط” على وجه الخصوص، تعيش واقعًا مزريًا لجهة الخدمات والإعمار وتوفير فرص العمل، إذ تسيطر أحزاب متنفذة على إداراتها المحلية، التي تمكنت من فرض هيمنتها على مقدرات المحافظة وحرمان الأهالي.

قد تمتد للعاصمة..

إلى ذلك، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة (كون) للتنمية البشرية، الناشط المدني، “حميد جحجيح”؛ أن: “مسار التظاهرات تغيرت من مطالب وطنية تتمثل بإصلاح العملية السياسية، إلى تظاهرات تطالب بإقالة المحافظين، كما حصل في محافظات الناصرية والسماوة والنجف والحلة، والتي لم يتغير معها أسلوب الحكومة في استخدام العنف ضد المتظاهرين”.

وتابع “جحجيح”؛ بالقول: “التظاهرات بدأت في جنوب العراق، وأخذت تزحف وصولاً إلى محافظة بابل، حيث كان التأثير واضحًا على المواطنين، ذلك أن أغلب المحافظات العراقية تُدار بواسطة حكومات محلية منتمية للأحزاب التي تقود الدولة بشكل سييء، وهذه التظاهرات أشبه بحريق كبير قد يمتد إلى العاصمة بغداد”.

وأضاف “جحجيح”؛ قائلاً: “الآن الصراع بين جمهور المحافظات وبين الكتل والأحزاب السياسية المهيمنة على المحافظات، والتي تملك القوة والمال والسلاح ويسيطرون على موارد المحافظات، لذلك فإن رأس الحكومة المحلية في المحافظات يمثل في العادة مصالح تلك الأحزاب”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة