خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
في خطوة غير مسبوقة، حذر الجنرال “كوخافي”، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، من تداعيات سياسات إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، تجاه “إيران”، بل إنه هدد بدراسة الخيار العسكري تجاه “طهران”، حال عودة “الولايات المتحدة الأميركية”، لـ”الاتفاق النووي”.
ورغم حداثة تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بالنسبة للرأي العام العالمي، إلا أنه كان قد اتخذ سابقًا مواقف مشابهة من فكرة المواجهة العسكرية مع “إيران”.
ولطالما كان التهديد ضد مختلف القوى في “محور المقاومة”، أحد الركائز الأساسية في الخطاب السياسي والعسكري لتيار اليمين داخل “الكيان الصهيوني”، مع هذا لا يمكن تجاهل التطورات التي طرأت على هذا الخطاب، خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد صعود “دونالد ترامب” إلى السلطة وانسحاب “الولايات المتحدة”، من “الاتفاق النووي”.
والطريف أن هذا التطور لم يقتصر على الساسة، وإنما شمل قطاعات مهمة من المراكز السياسي ومراكز الدراسات الصهيونية.
على سبيل المثال، وصف تقرير (مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي)، العام الماضي، مخاطر الحرب مع “إيران”؛ بالجادة، وقدمها باعتبارها: “أولى حروب الشمال”.
وكتبت صحيفة (العربي الجديد)، مع نشر مقتطفات من هذا التقرير؛ ومواقف بعض الشخصيات أمثال: “أفيف كوخافي”، وفيه: “المؤشرات الموجود تبين أن التهديدات الإسرائيلية بشأن المواجهة العسكرية مع إيران، لا تنحصر فقط في البرنامج أو المنشآت النووية الإيرانية، وإنما تشكل كل مصالح طهران في مواجهة شاملة. وقد بدأت هذه الرؤية بهجمات متعددة على محطات الطاقة المحسوبة على إيران، داخل الأراضي السورية، وقد تتسع دائرة الصراع بمرور الوقت”. بحسب “سياوش فلاح پور”، في صحيفة (همشهري) الإيرانية؛ المقربة من بلدية “طهران”.
حرب ناقلات النفط..
نشرت صحيفة (وال استريت جورنال)، تقرير عن هجمات “الكيان الصهيوني” على السفن الإيرانية، وكشفت بذلك عن زواية جديدة في الحرب الصهيونية الصامته ضد “إيران”.
ووفق التقرير؛ فقد استهدف الجيش الإسرائيلي، منذ العام 2019م، (بالتوزي مع تغيير لهجة شخصيات مثل: كوخافي)، 12 سفينة إيرانية على الأقل في مسارها نحو الموانيء السورية.
يضيف التقرير: “كانت هذه السفن تحمل النفط والسلاح وبعض المواد المحدودة. وقد استخدم الكيان الصهيوني في هذه العمليات أساليب جديدة؛ مثل زرع الألغام البحرية وهجمات الطائرات المُسيرة”.
في تقرير مفصل، استعرض الموقع التحليلي الأميركي (Warzone)، المعني بدراسة التطوارت العسكرية حول العالم، إدعاءات (وال استريت جورنال)، وكتب: “رغم عدم تقديم أي من السفن الإيرانية، تقرير خسائر عن الهجمات، لكن تؤكد مصادر مطلعة عودة إثنين من السفن باتجاه الخليج إثر هجمات مريبة، في العام 2020م. من جهة أخرى، فقد كانت سوريا الوجهة النهائية لكل هذه السفن التي تعرضت للهجمات، إلا أن هذه الهجمات لم تقع بالأساس في البحر الأبيض؛ وإنما كان البحر الأحمر أيضًا جزء من ساحة الحرب الصامته بين طهران وتل أبيب. وللتوضيح يمكن الإشارة إلى حادث الهجوم على حاملة النفط، (سابيتي)، بالبحر الأحمر قرابة سواحل جدة. ورغم إدعاء بعض الوسائل الإعلامية مسؤولية السعودية عن الحادث، إلا أن المؤشرات الجديدة توضح دور الكيان الصهيوني في الهجوم. وفي العام نفسه أعلنت منظمة الموانيء والبحرية الإيرانية، عزوف السعودية ومصر والسودان عن نجدة السفية الإيرانية. وقد تم نشر هذه التقارير بعد تعرض حاملة النفط الإيرانية، (شهر كرد)، لحادث جديد في البحر الأبيض. ووفق صور الأقمار الصناعية فقد اندلعت النيران بالسفية، قرب ميناء (بانياس) السوري”.
وكتب موقع (Warzone) ، نقلاً عن مصادر مطلعة: “بطء حركة السفينة؛ ثم توقفها تمامًا، يؤشر إلى وجود حادث، لكن لا يمكن الجزم بتعرض السفينة لحادث، نظرًا لعدم الكشف عن الملابسات”.
سوريا الميدان الرئيس..
تتجاوز هجمات “الكيان الصهيوني”، ضد المصالح الإيراينة و”محور المقاومة”، (بحسب وسائل الإعلام الغربية)، “سوريا” وتشمل “العراق” كذلك.
ووفق موقع (ميدل ايست آي) الإخباري التحليلي، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية مواقع لـ (الحشد الشعبي)، على الحدود “السورية-العراقية” مرارًا.
علاوة على ذلك؛ تمثل العمليات الإرهابية والخطف جزءً من الإستراتيجية الصهيونية الدائمة في المواجهة ضد “إيران”، وسائر أنصار “تيار المقاومة”.
وفي هذا الصدد يقول “حسن نافعة”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “القاهرة”: “تسعى إسرائيل بوضوح إلى جر إيران للحرب. وهذا الكيان يعلم حيدًا أنه غير قادر، منفردًا، على المواجهة العسكرية ضد إيران، ولذلك تسعى لكسب الدعم الأميركي وجرها إلى المنطقة عبر تحفيز إيران على الرد العسكري”.