“يوم صار بكاؤهم دليلا على أنهم على قيد الحياة ولم يموتوا جوعا بعد” هذه هي خلاصة مضمون ،ولا أقول منطوق الرسالة التي وصلتني على الايميل قبل أيام من احدى المنظمات الصحية الدولية فأحزنتني كثيرا ونصها الاتي : ((إن الأطفال لا يبكون حين يتضوّرون جوعاً، اذ لا تستطيع أجسامهم الضئيلة استهلاك أية طاقةٍ في البكاء، فتحتفظ بناء على ذلك بكلّ سعرةٍ حراريةٍ متبقية لضخّ الدم إلى أعضائهم الحيوية !!)) .
بمعنى أن بكاءهم وبرغم ما يكتنفه من ألم وحسرة ،صار دليلا ومع شديد الاسف على تجاوزهم مرحلة التضور جوعا وخطر الموت من جرائه، بمعنى” أطعمهم لتزد من طاقتهم وترفع من معنوياتهم وبما يعينهم على البكاء كدليل ملموس على تجاوزهم مرحلة الخطر جوعا “،تماما كبكاء الاطفال حديثي الولادة فور خروجهم من بطون امهاتهم كدليل على أنهم على قيد الحياة،اما في حال ولادة أحدهم ساكنا من غير بكاء فهذا دليل على أن الطفل اما ميت، وأما انه يشارف على الموت،ولابد من ابكائه لضمان نجاته،ولم نسمع يوما في حياتنا كلها بأن طفلا جاء الى هذه الدنيا الفانية ضاحكا أو مستبشرا،ربما لعلمنا فطريا ونحن أجنة في بطون امهاتنا بأن كل ما في هذه الدنيا لايستحق الفرح والسرور،فندشنها باكين لا ضاحكين ،فإحرص يارعاك الله على أن تغادر دنياك ضاحكا وكل من حولك يبكون حزنا عليك والى وداعك والدعاء لك بالرحمة والمغفرة يتنافسون..على النقيض من يوم ولادتك ، يوم ولدت باكيا وكل من حولك يضحكون والى تقبيلك وإحتضانك يتسابقون !!
وتعني الرسالة ايضا ان تطعمهم بعد البكاء لتزيد من حيويتهم وتدخل البهجة والسرورعلى قلوبهم المتعبة لتعينهم على الضحك الذي لايعرفه الجياع الا لماما”بعضهم يبتسم للكاميرا مجاملة وقلبه يعتصر الما، فتكتب رئاسات التحرير التافهة تحت الصورة وبعيد بثها في نشراتها الاخبارية” ياااه ما اروع الفقراء وما اسعدهم …حقا ان السعادة ليست بالمال وانما بضحكة بريئة من قلب فقير !!” هذه العبارة الانتهازية التي تساوي وزنها ذهبا عند الرأسماليين والجشعين والمحتكرين والمرابين والفاسدين والمفسدين في الارض، لأن سعادة الفقراء بفقرهم على زعم المجلة ، الصحيفة ، القناة التي نشرت الصورة والعبارة المشؤومة المكتوبة تحتها = مزيدا من الافقار المتعمد ، أو بقاء الاوضاع المزرية على ما هي عليه من دون ادنى تغيير مادام البوساء سعداء ببؤسهم ..ياااااه ما اشرس الفقر وما أصبر الجائعين، وما أقسى البخلاء والمتخمين ، ابكوهم من الفرح يرحمكم الله بلقيمات يقيمون بها أودهم ويسندون بها صلبهم ،ثم اضحكوهم بالمزيد من الاطعام والعطاء والجود والكرم فإنهم يستحقون، وحيثما سمعت بقرقرات المعي الفارغة فأعلم بأن في هذه البقعة يمنع الماعون ويكثر المتخمون وعلى إطعام الجياع والمحرومين لايحضوون، ثم يأتيك بعضهم بعد ذلك كله ليسأل”لماذا لا نُرحم ، لانُوفق ، لا نُنصر ، لا يحكمنا الراحمون ولا العادلون ؟ لك هو اذا انت ظالم وطالح وبخيل وسيبندي في محيطك المجتمعي والاسري والعائلي والمناطقي والعشائري، وتريد بعد ذلكم الظلم المتواصل كله من العادلين والصالحين والمصلحين ان يحكمونك بالعدل والانصاف ..ترى من اين سيهبط عليك أمثال هؤلاء القديسين بإستثناء الطائرات الاجنبية التي تقصفك وتدمر بلادك تارة..وترمي عليك اسوة بالنفايات الطبية والغذائية والاشعاعية وبولاة أمور ولاؤهم المطلق للخارج وبلد الجنسية والجواز الثاني وربما الثالث حيث كانوا ومازالوا هم وابناؤهم وازواجهم يقيمون وللمساعدات والرواتب بذريعة المعارضة السياسية واللجوء الانساني يتلقون ، وحيث وبعد افتضاح أمر سرقاتهم واختلاساتهم التي لاتحصى من أموال الفقراء والمعدمين طيلة تسنمهم مناصبهم في العراق المظلوم بالمحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والعشائرية والعصبية القومية والطائفية المقيتة سيهربون، تارة اخرى ؟!
إمسح خشمك ومش بوزك ..أو حل كيسك واخرج للفقراء وذوي الدخل المحدود ولو جزءا يسيرا من كنوزك المخزونة وطلع ..فلوسك”.
المطلوب اليوم وكجزء من الحل العمل بـ مشاريع الخير المتعدي مزدوج المنفعة، فمع تزايد أعداد الفقراء والمساكين والعاطلين في العراق بشكل مطرد ومقلق للغاية، ولأن البطالة القسرية اضافة الى الاختيارية هي اس البلاء وتكاد ان تكون رحما ولادة لجل المفاسد وفي اي مجتمع من المجتمعات لتفرز لنا” التسول ، التشرد ، النشل ، السرقة ، الاحتيال ، التعاطي ، الادمان ، الانتحار ، الكآبة المرضية ، انواع الفوبيا ،استغلال بعض ضعاف النفوس منهم من قبل عصابات الجريمة المنظمة علاوة على الجماعات الارهابية والمسلحة والوقحة والمنفلتة والخارجة على القانون وما اكثرها في بلاد ما بين – النارين – !!” وذلك بالتزامن مع حظر التجوال المتكرر، والحجر الصحي وارتفاع صرف الدولار وانخفاض قيمة الدينار وغلاء الاسعار وارتفاع بدلات الايجار،وتراجع فرص العمل ، صار لزاما تغيير بعض أنماط واساليب الانفاق الخيري التقليدية على الفقراء ” ذاك ان اعطاء الفقير مالا وبالمباشر من المنفق الطيب الى المستفيد المحتاج ، من اليد العليا الى السفلى ، بإستثناء الحالات المستعجلة والضرورية والملحة والملجئة بطبيعة الحال، لم يعد اسلوبا ناجعا ولا نافعا ولا موفقا لخدمة الفقراء ورعايتهم من جهة ، وغيرمجد في القضاء على الفقر والحد منه من جهة اخرى ، لاسيما بعد تخطي اعداد الفقراء في العراق حاجز الـ 10 ملايين فقير في اغنى بلد بالعالم بسبب الفساد المالي والاداري والسياسي وووو…المجتمعي ” حتى لانبرئ ساحة المجتمع وننأى به بعيدا عن مسؤولية تغول الفساد واستمرار دوامة الشح المطاع والهوى المتبع والدنيا المؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه مطلقا ” وصار لزاما التفكير بأساليب اخرى اكثر جدوى وانجع علاجا وأبعد اثرا ، لأنك لو اعطيت فقيرا 100 الف دينار على سبيل المثال اليوم لمساعدته فسيأتيك بعد اسبوع ان لم يكن اقل طالبا 100 الف اخرى وهكذا طوال العام ، وربما لعقد من الزمن ولا اقول ذلك جزافا ومن بنات افكاري ولا من خيالاتي وأوهامي بل عن تجارب شخصية مستقاة من الواقع ، ولاشك ان الفقراء كلهم أحبابي وتاج راسي الا ان بعضهم والحق يقال كسالى ، وبعضهم تنبل ابو رطبة ، يكاد ان يكون متكئا على المساعدات التي تـأتيه من هنا وهناك ومكتفيا بها من دون ان يحرك ساكنا قط ، كما ان بعضا منهم يفتقرون عموما الى حسن التدبير، وبناء عليه فلابد من اعمال خيرية متعدية ومزدوجة التأثير وعلى النحو الاتي انموذجا :
– يتبرع عدة اشخاص من اصحاب اليسار بمبلغ وقدره ستة ملايين دينار مثلا لرعاية الفقراء والعاطلين ، هذا المبلغ بإمكانك ان توزعه خلال ثلاثة ايام لا اكثر بين الشريحتين الانفتين بواقع 100 الف دينار مع حصة غذائية متكاملة = 15 الف دينار الى حد التبخر كما جرت عليه العادة على وفق الاسلوب التقليدي – الفاشل – في العراق منذ ايام الحصار الاميركي الغاشم والى يومنا مع بقاء الحال على ماهو عليه ، لماذا ؟ لأن كل من وزعت بينهم الـ 100 الف دينار اضافة الى الحصة وبعد اسبوع واحد فقط سيكون كل واحد منهم – هب بياض ..لا فلس ولا باره ولا عانه – كالعادة ، ما يضطرك الى الشروع بحملة اغاثية جديدة وهكذا دواليك في دور وتسلسل غير منتج ولانهائي وسيأتي اليوم ” مجرب ميدانيا ” الذي يضيق بنا الحال تماما وتتداعى من حولنا الاوضاع الاقتصادية عموما فيمتنع من كانوا يتبرعون عن التبرع مجددا اما لسفرهم ، او لهجرتهم خارج العراق ، لتغير اوضاعهم المادية نحو الاسوأ ، كذلك احوالهم المعاشية نتيجة للظروف القاهرة ، هنا سيأتيك نفس الفقراء طلبا للمساعدة الا انك ستقول لهم هذه المرة والاسى يعتصر قلبك ” آسف ..لايوجد شيء لكم عندي حاليا ، وربما نهائيا !” والمطلوب كما قلت الجنوح الى خير متعد ومزدوج النفع …شلون ؟ اني اكلك …
بدلا من ان توزع المبلغ المذكور بين 50 فقيرا وعاطلا بواقع 100 الف دينار + حصة ستتبخر كلها بظرف ايام مع بقاء الفقراء والعاطلين على حالهم البائس كما هو ، لتكن الخطة هذه المرة هي القضاء على بطالة عدد منهم وإنتشالهم من مستنقعات الفقر المدقع وذلك من خلال مشاريع صغيرة متعدية النفع للاخرين وفق الانموذج التالي ” سعر – الستوتة – المستعملة بحالة جيدة جدا او الجديدة ذات العربة الخلفية والتي تصلح للحمل والنقل والتي اثبتت نجاحها في العراق بجدارة وامنت دخلا لابأس به لذوي الدخل المحدود تتراوح بين ( مليون – مليون و750 الف دينار ) وتأسيسا على ذلك يتم شراء اربع ستوتات لأربع عاطلين ولنفترض ان كل واحدة منها مع اوراقها الثبوتية وكامل عدتها بـ مليون و500 الف دينار ، فتشترط على كل واحد منهم تسديد مبلغ وقدره 250 الف دينار شهريا من واردات الستوتة نفسها ..ومن ثم يصار الى تقسيم هذا المبلغ على اربع صناديق ..صندوق لرعاية الايتام والارامل …صندوق للعاطلين ..صندوق للمشردين ..صندوق الستوتة !
بمعنى ان تضع 50 الف دينار من الـ 250 في الصندوق الاول ..ومثلها في الصندوق الثاني ، ومثلها في الصندوق الثالث ..مقابل 100 الف دينار في صندوق الستوتة “هذا الصندوق مخصص لاستعادة ثمن شراء الستوتة لسببين ، اولهما لإهداء هذه الستوتة بعد سداد ثمنها المتأتي من وارداتها الى صاحبها الذي يعمل عليها حاليا لتصبح ملكا له ومن غير شرط التسديد بعد ذلك مطلقا وكأنه قد اشتراها بالاقساط ولكن من دون زيادة ولا فوائد بتاتا بخلاف الاسواق التعاونية التي تحمل سعرا مضافا على التقسيط وبخلاف المصارف التي تفرض فوائد مجحفة على السلف والقروض الربوية…وثانيا لشراء ستوتة ثانية جديدة لعاطل آخر من – صندوق الستوتة – كل ذلك بعد استكمال اقساط العاطل الاول ليعمل الثاني على ستوتته الجديدة التي ستصير ملكا له وبذات الالية وهكذا لنقضي على بطالة هؤلاء الاحبة تباعا ” …اما عن الصناديق الاخرى فسيكون عندنا ومن مجمل واردات الستوتات الاربع في كل صندوق 200 الف دينار هي التي سيصار الى توزيعها بالطرق التقليدية المعتادة بما يؤمن حصصا غذائية شهرية لمساعدة 13 عائلة متعففة ..وبما يؤمن اعطاء 50 الف دينار لثماني عوائل كريمة منهم شهريا ، او تحويل المبلغ كله الى العوائل الاشد حاجة والاكثر تضررا ..!
كذلك الحال مع شراء ” تكتك ” لأحد العاطلين ” اسعار التكتك تختلف بحسب النوعية والنظافة والموديل وتتراوح في المتوسط بين 2 مليون الى 3 ملايين دينار ، وبعضها اقل ، او اكثر من ذلك بقليل ، كذلك الحال مع تجربة شراء كشك صغير لبيع الشاي مع عدة العمل وتجهيزاتها ومؤنتها كاملة ، اضافة الى كشك صغير لعمل الفلافل بتجهيزاته ومواده كاملة ، وقس على ذلك ماشئت من امثلة ونماذج ولعل هذا هو الاسلوب الذي الامثل الذي عمل بمقتضاه او قريبا منه رجل الخير الكويتي المعروف على مستوى العالم عبد الرحمن السميط رحمه الله تعالى ، فلم يكن يفضل اعطاء الفقراء مالا بصورة مباشرة انطلاقا من ذات المبدأ ” بدلا من ان تطعم الجائع سمكة ..علمه كيف يصطاد ، ثم اهده السنارة والقارب والطعم وشباك الصيد كلها مجانا ليغادر بؤسه وبطالته نهائيا !” كان رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته يفضل تحويل الفقراء والعاطلين الى اناس منتجين وعاملين ، الى مجدين ومثابرين ، لا الى مجرد خاملين ومتقاعسين يجلسون القرفصاء بلا حراك بإنتظار المعونات الدورية لفترة طويلة ، وذلك ليقوموا بأنفسهم بعد ذلك بالتصدق لمساعدة فقراء آخرين بعد ان يوفقهم الله تعالى في عملهم الجديد الذي علمهم اياه وساعدهم عليه من خلال تدريبهم وتوفير ادواته كاملة لهم ، وبالفعل فقد تحول مئات العاطلين غير المنتجين وبعد توفير فرص عمل لهم وتدريبهم عليها وتزويدهم برأسمال كل عمل منها وادواته الى أهم داعمي صندوق الزكاة والصدقة ومن حر مالهم الحلال فيما بعد ..وهو المطلوب .
وبمعنى أعم واشمل بإمكاننا تدريب وتشغيل العاطلين عبر ورش ومعاهد التدريب المهني ذات النفع المزدوج ..فاذا كانت الخمر أم الخبائث ، فإن البطالة وﻻشك هي أم الرذائل واﻷحقاد والثورات الطبقية التي تجنح الى العنف والفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة ، وفي ذلك قال المفكر الكبير الدكتور محمد الغزالي رحمه الله “في أحضان البطالة تولد آﻵف الرذائل” فمن رحم البطالة تولد اﻷمراض النفسية ، إدمان الخمور والمخدرات ، الإنتحار ، السرقة ، التسول ، النصب والاحتيال ، هجرة الشباب، الطلاق ،التفكك اﻷسري ، الأغتصاب ، الإرهاب ، العنف ، وأي مجتمع لايعير إهتماما لتشغيل العاطلين إنما يحكم على نفسه بالفناء إن عاجلا أو آجلا في وقت تشير فيه الإحصاءات الى أن ” نسبة البطالة بين الشباب تتراوح بين 22.6″ بحسب الجهاز المركزي للاحصاء ” وتصل النسبة الى 40 % بحسب ” صندوق – الحقد – الدولي.
وبما ان الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق الناس بها ، فلابأس ها هنا بالاستشهاد بحكمتين في هذا المضمار، اﻷولى صينية تقول” إذا أردت عاما من الرخاء والثراء، إزرع حبوبا. إذا أردت 10 سنين من الرخاء، ازرع أشجارا ، إذا أردت مئات السنين من الرخاء، إزرع أناسا”، فيما تقول نظيرتها الهندية ” الفقر يصنع لصوصا ، كما أن الحب يصنع الشعراء ” وقد اصاب عالم الاجتماع المعروف الدكتور علي الوردي حين قال وبالحرف ، إن ” وجود الغنى الفاحش بجانب الفقر المدقع في مجتمع واحد يؤدي إلي الإنفجار “، كل ذلك مصداقا لما جاء في اﻷثر منسوبا الى الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري رضي الله عنه”عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، ألا يخرج على الناس شاهرًا سيفه” .
ويتوجب علينا وفي ظل هكذا ارقام مفزعة عن البطالة في العراق والتي زاد من حدتها ورفع من نسبتها وباء كورونا لما تسبب به من حظر للتجوال وحجر صحي رافقه تضخم وركود حاد وارتفاع بأسعار المواد الغذائية والدوائية والانشائية وغيرها عموما الامر الذي تمخض عن افلاس العديد من الشركات والمؤسسات واغلاق ابوابها وتسريح موظفيها او تقليص رواتبهم الى النصف .
وهناك مقترح ضمن “أي مشروع انساني وخدمي هادف بـ 1000 دينار ..” يتمثل بإفتتاح ورش عمل مهنية صغيرة هي اقرب للمعاهد التقنية منها للمصانع الانتاجية تتولى مهمة تدريب وتطوير مهارات العوائل المتعففة لاسيما الارامل والمطلقات والعوانس والعاطلين والايتام وذوي الدخل المحدود وتعليمهم مهنة ما يتكسبون منها :
– اقامة ورش عمل بكامل تجهيزاتها لتعليم فنون الخياطة والحياكة والتطريز للنساء المتعففات ولمدة شهرعلى سبيل المثال بواقع ثلاثة ايام في الاسبوع على ايدي خياطين وخياطات مهرة تمنح المتخرجة بعدها شهادة من المعهد مع ماكينة خياطة – هدية – اضافة الى كل مستلزمات الخياطة والحياكة والتطريز من صوف و قماش وماشاكل يكون لها بمثابة رأس مال لتتولى اعالة نفسها من خياطة الملابس والدشاديش ونحوها ، على ان يقام معرض خيري لعرض منتجاتهن بغية شرائها كلها وبأسعار السوق بغية تشجيعهن على الاستمرار بالعمل وضمان زيادة مواردهن ليتم توزيعها كلها وبعد شرائها بين دور الايتام والاطفال المشردين وسكان العشوائيات والنازحين وامثالهم اضافة الى العوائل المتعففة .
– اقامة ورشة بكامل تجهيزاتها للنساء لتعليمهن فنون الطبخ ولمدة شهر تمنح بعدها شهادة تخرج على ان تكون فنون الطبخ ملائمة للسوق ومربحة لهن تجاريا بمعنى – فن صناعة البيتزا بانواعها ، الكنتاكي ، اللحم بعجين ، الكبة بانواعها ، المعجنات والحلويات المطلوبة تجاريا وكيفية تغليفها وتعليبها وتسويقها بما يناسب حاجة السوق ..اضافة الى تعليمهن فنون الطبخ الجماعي الخاص بالمناسبات “على نحو وجبات فطور وسحور جماعية في رمضان ..” تمهيدا لمطابخ الخير المجانية التي ستعمل على توظيف هذه الطاقات والخبرات فيها ” …على ان تمنح المتخرجة عدة الطبخ بعد تخرجها مع المواد الاولية كاملة بما يكفيها للانطلاق والاعتماد على نفسها ومساعدتهن على تسويق نتاجاتهن في الاسواق والمطاعم والمولات ونحوها في بداية مشوارهن على الاقل ، شريطة ان يتم شراء جزء من نتاجها لتوزيعه بين دور الايتام والمتعففين وسكنة العشوائيات والمشردين والنازحين لتعظيم مواردهن من جهة ولمساعدة المحتاجين واطعامهم من جهة اخرى …وهذه الخطوة اضافة الى خصوصيتها على المستوى الفردي لفائدة المتخرجة ، تعد تمهيدا لمشروع اخر كبير جدا لابد من ان يجد طريقه في العراق اسوة بمشروع سواعد الاطعام / مطابخ الخير المصري الناجح والذي بدأ بمطبخ واحد قبل فترة وجيزة وهو في طريقه الان ليصل الى 1000 مطبخ في عموم المدن والمحافظات المصرية ، الا وهو ” مطابخ الخير” الشعبية المجانية بما فصلناه في مقال سابق .
– وهكذا دواليك وعلى ذات المنوال ، اقامة ورشة لتصليح اجهزة الموبايل ، الحلاقة ، التصوير ، النجارة ، الحدادة ، اللحيم ، ميكانيك السيارات ، تصليح اجهزة التبريد والتكييف ، تصليح الدراجات النارية ، الدراجات الهوائية ، وبنفس الالية تمنح في ختامه ” شهادة تخرح معتمدة من وزارة التربية او العمل والشؤون الاجتماعية مرفقة بتجهيزات وعدة عمل كاملة تعد بمثابة رأس مال اولي للانطلاق والاعتماد على النفس ” .
كل ذلك مجانا ومن دون مقابل ضمن” أي مشروع انساني وخدمي هادف بـ 1000 دينار ..” .اودعناكم اغاتي