22 نوفمبر، 2024 10:35 م
Search
Close this search box.

حديث مع بقايا وطن!!

نعلم جيداً أن الوطن هو الحياة لمن لايملكها،وهو الأستقرار أن توفر،والأمل بغدٍ أفضل وأن بعُدت لحظاته،ولمن لايملك تلك الحروف المكونة للرمزية الأبدية بمعانيها الخالدة ،أشبه مايكون بمتسول على بقايا أرصفة خاوية،متجولاً بين شوارع مليئة برائحة الموت،بين بيوت تئن بإصوات الثكالى وأنين الأيتام،وبين هذا وذاك يبرز ماتبقى من وطني الجريح لإجل ٍغير معروف،ترافقهُ أصوات نشاز من أشباه رجال باتو بثقل حواجز الكونكريت الموضوعة رغماً عنا بحجة حمايتنا،بقايا وطن شامل وجامع لكل أبناءه اسمه العراق،أو عراق الحرية كما يسميه القادة الجدد!وإن شحت تلك الحرية المزعومة،وطن لم يعرف مسميات التهجير والقتل على الهوية لغاية الأمس القريب ،بات يستخدمها بل يدمن أستخدامها ولحد الثمالة ،وندان أحياناً بأن الوطن لايملك الأرادة لاحداث ذلك فكيف يتهم وطن أصبح مجبراً ليكون مرتعاً لحثالات الأفكار المشوهة وأنصاف المتدينين من كل الطوائف،بأنه الآمر بذلك؟
أقول نعم أيها الوطن أنت سبب معاناتنا قبل غيرك؟
أنت من أتيت بنا من شتى أنحاء العالم تاركين بلدان يحترم فيها الوطن لمواطنية ولايسمح بإهانتهم،أنت من قدمنا أغلى مانملك في سبيل أن تكون شامخاً كبقايا نخلك الخاوية بلا ماء وأنت تملك دجلة والفرات،أنت من زرعت حبك بداخلنا وجعلت محبيك يموتون بصمت وأنت تنظر لهم،أنت من سلطت علينا اوناساً لانعرفهم لينهبوك ويسلبو خيراتك التي أصبحت مصدر الثروات لهم، أنت من فتح يديك لتستقبل الشواذ من قادة الموت لينسفو أجسادهم النتنة بين ثنايا شوارع الجميلة،انت من يهجر أبناءه عنوة داخلك دون أن تسألهم لماذا،أنت من يضعنا كل يوم نذرف الدم والدموع أيذاناً بتوديع من نحبهم بعد أن عجزتَ بكل كبريائك أن تحميهم،أنت من سمح لإناس جلبتهم رغماً عنا يلعنون أبناء جلدتهم وتكتفي بالتفرج عليهم،أنت من حول بغدادك قبلة العاشقين الى بقايا حطام كما بقيت أنت لانها قلبك الشامخ، أنت من تركت بصرتك تغص بماء مالح رغم أنك تملك الفرات ودجلة،أنت من ترك ناصريتك وعنفوان أبداعك الشعري والأدبي تصنف الأفقر بين بلدان المنطقة وهي تطفو على بحر من الثروة،أنت من ترك أنبارك تتحول لمنصة للسب والقتل لعمائم زائفة بقيادة الافي والملافي،أنت انت انت الخ….
آما آن الأوان لتنهض من سباتك أيها المتبقي من الوطن؟آما هزتك رائحة الموت لمن لم يستطع تركك رغم قسوتك؟ألم تهتز مشاعرك وأنت تنظر لشبابك وهم يودعوك ببكاء وعويل الى المجهول،؟أين كبريئاك وأنت من صنع فينا القوة وخلد بيننا الرموز الأبدية،؟ هل فرحت يوماً وأنت تنظر لمن غادروك مكرهين وأنت تشاهدهم مبدعين في بلاد المهجر،وأنت تملك الحق بإرجاعهم اليك،؟
نعم نشعر بالحزن ونحن نناديك وطننا وأنت أصبحت بقايا من وطن،نلتمس منك جزءاً بسيطاً من حب أعطيناه لك بإكمله وتعجز أن تبادر بشئ منه،نلتمس منك صحوة بعد أن أطفئت ملامح النوم كل عنفوانك،ننتظرك بصبر مفقود وعيون باكية أملاً بغدٍ أفضل،ننتظرك وطنناً كباقي الأوطان ،أم انك أتخذت قرارك بأن تكون بقايا شيُ اسمهُ الوطن؟؟

أحدث المقالات