تختفي في ظل الضجيج السياسي، والفوضى الأمنية وتردي الخدمات، الكثير من المشاكل الاجتماعية وتزداد معاناة شرائح مجتمعية عديدة، ولاسيما الحلقة الأضعف الطالب بشكل عام وطالب المرحلة الابتدائية بشكل خاص، وفي خضم هذا الجو السياسي المرتبك، تهتم المنظمات المجتمعية بالدفاع عن حقوق الإنسان وتسعى لمعالجة أية ظاهرة سلبية من شأنها أن تؤثر على تماسك مؤسسات الدولة والمجتمع لكن تتوارى مشاكلها الى الظلمة دون ان تبحث في المشاكل الاكثر عمقاً، والبحث عن معالجات لها و إظهارها كمشكلة يراد لها حلول ومعالجات, مثل ظاهرة تهديم وترميم المدارس مع بداية العام الدراسي والتي أصبحت شائعة في اغلب مناطق بغداد والمحافظات هذه الايام بل حديث الشارع لما لها من انعكاساتها تربك اجواء العملية التربوية وتترك اثار سلبية على الطلبة والمعلمين على حد سواء حيث يصل اعداد الطلبة الى 80طالب في الصف بالإضافة الى انها تساعد على تفشي آفة الامية نتيجة اضطرار الكثير من الأهالي حرمان اولادهم من الدارسة نتيجة بعد المسافة وعدم القدرة على سد النفقات وتردي الوضع الامني وخصوصا على البنات في المناطق الريفية ,ان هذا الدمج ستكون له سلبيات كبيرة وتبعات على واقع التعليم وعلى ادراك واستيعاب الطالب و هناك مشاكل عدة ستواجه التعليم في خلال السنوات القادمة بسبب هذا الإجراء الغير مبرر حيث يتحدث البعض وفي محافظة كربلاء دمج كل خمس مدارس في بناية واحدة، شيوع هذه الظاهرة التي وصفها المراقبين بالخطيرة على المستوى العام للتربية والتعليم في البلاد. البعض يقول بان هذه المشكلة متجذرة منذ وقت طويل و تعود الى ايام النظام السابق الذي حرم المحافظات الجنوبية من بناء اية مدرسة جديدة طيلة سنوات حكمه اما الان فيبدو ان هناك عدالة في عملية الهدم والترميم شملت بغداد وجميع المحافظات ، الامر الذي انعكس على واقع التعليم الحاضر’، ‘كيف يستطيع المعلم او المدرس ايصال المعلومة لهذا العدد الهائلفي الصف الواحد وفي ظل أوضاع مزرية من الناحية الامنية والخدمية والاقتصادية وواقع بناء طيني لا يحمي من برد الشتاء ولا يقي من حر الصيفنحن كاباء ومراقبين وكتاب نحذر من مغبة هذا البرنامج الغير مدروس والذي يصفه البعض ( كلمة حق يراد بها باطل) ومن سوء التخطيط والتوقيت ومن خطورة هذه الإجراءات على العملية التربوية ،لاسيما وان اغلب المدارس المحالة للهدم والترميم هي مدارس ابتدائية’ .
