23 ديسمبر، 2024 7:24 م

نعم لحوار “عراقي” شجاع

نعم لحوار “عراقي” شجاع

دعوة الحوار الوطني التي اطلقها السيد الكاظمي ليست جديدة بالنسبة لنا ، فقيادات من الطبقة السياسية نفسها سبق ان اطلقت مبادرات من طراز التسوية التأريخية واخرى الشاملة ودعوات للحوار الوطني العام والعراقي العراقي ، لكن الواقع السياسي ومعطياته والمصالح الحزبية الضيقة اضاعت كل فرص الحوارات التي كانت بعضها تتوقف او تفشل في منتصف الطريق وربما قبل ان تبدأ حتى !
لنكن واقعيين ، فالجمهور العراقي المحتج منه والصامت والمنتظر لايثق بدعوات طبقة سياسية أدت بالبلاد الى ماهي عليه من تراجع في نواحي الحياة كافة ، وبالتالي يحتاج هذا الجمهور الى طرح مغاير للحوار يعتمد اسساً جديدة ولايعيد لوك التجارب الفاشلة السابقة .
وكالعادة انقسمنا بين مؤيد لدعوة الكاظمي ومعارض لها ، لكن الانصاف في كلا الموقفين يدعونا للتوقف عند تغريدة الامين العام للمشروع العربي خميس الخنجر الذي كان من أوائل خندق المؤيدين للمبادرة الغامضة ، لكنّة اشترطها بان تكون ” شجاعة ” و ” وشاملة ” و ” عراقية ” و ” غير اقصائية ” وبعيدة عن ” الثأر والانتقام ” ..
وجاء فيها ” ندعم الحوار الوطني الذي دعا اليه السيد الكاظمي ونتضامن مع جميع المساعي التي تحاول انقاذ العراق من الوضع الصعب . أملنا ان يكون الحوار شجاعاً هذه المرّة وتتسع طاولته لجميع من يحمل صفة ” عراقي” بعيداً عن منطق الثأر والانتقام . فالعملية السياسية وحدها لايمكن لها لان تصنع الاستقرار ” ..
اذا اراد الكاظمي ان تنجح مبادرته ، التي عارضها نصف من رفعوه بالأمس الى سدّة رئاسة الوزراء ، فعليه المضي قدما بشجاعة حقيقية وليست شعاراتية براغماتية مهمتها سحق الزمن والمط به حتى الوصول الى الانتخابات المبكرة أو حتى مواعيدها الدستورية ، وهو الاغلب واقعياً .
الشجاعة تتطلب موقفاً واضحاً من لصوص البلاد التي افقروها ، فاللصوص لايمكن ان ينجحوا حوارا ولا ان يبنوا بلداً ..
الشجاعة تتطلب موقفا واضحاً من قوى اللادولة المسلحة منها وغير المسلحة ووضعها في مكانها الصحيح ، لان قوى الفوضى لاتنجح حواراً بل من مصلحتها وضع العصي في عجلته فهو الوضع الامثل لها لمصادرة الدولة ..
الشجاعة تكمن في محاسبة قتلة المحتجين ومن تلطخت اياديهم بدماء العراقيين ماضيا وحاضراً ، فالحوار مع القتلة هو حوار الطرشان !
الشجاعة تعني ابعاد كل ماهو غير عراقي التي قوّس مفردتها الخنجر في اشارة الى ان يكون الحوار عراقياً عراقياً خالصاً صافيا بعيدا عن الولاءات الخارجية على اختلاف تنوعاتها والوانها ..
الشجاعة الحقيقية هي في الغاء عقدة الثأر والانتقام القائمة على التضليل والخداع وتخوين الآخر ودفع اثمان أخطاء الماضي بعيدا عن لغة القانون ومخرجاته ..
والسؤال :
هل يستطيع السيد مصطفى الكاظمي ان يمضي بحوار على هذه الاسس ، وهي اسس انطلاق صحية وممكنة ووطنية !
ذلك ماستجيب عليه الاحداث القادمة في المشهد السياسي العراقي البالغ التعقيد !