في العراق والوطن العربي ومعظم دول الشرق .. يغلب على الحياة الجمود والنمطية وغياب نقد الذات ، بل أكثر من هذا الناس يدافعون بشراسة عن التخلف بسبب غياب المعايير المنطقية عن التفكير والسلوك ، وفي هذه الشعوب يتعرض الفرد الى إستنزاف دائم للجهاز العصبي والفكري ، وإنتهاك متواصل لآدميته وحقوقه الإنسانية في جميع الأوقات وأفراد المجتمع فيما بينهم عرضة للتقلبات المزاجية العدوانية في علاقاتهم سواء داخل الأسرة ، أو بين الأصدقاء ، أو في الاحتكاكات اليومية ، ولا يتورعون عن الاعتداء اللفظي والجسدي على بعضهم البعض .
وفي هذه الشعوب يرددون مقولات في منتهى السخف والهمجية دون الشعور بالخجل منها ، فلا يوجد وعي حضاري لخطورتها ، تعالوا نستعرض بعض مايردده العراقيون:
– مقولة : تسمح لي أنتقدك ؟
يردد العراقيون هذه المقولة في علاقاتهم فيما بينهم والمصيبة ان الذي ينطقها يتوهم في نفسه انه مؤدب ومحتضر لدرجة يستأذن الطرف المحاور له في توجيه الإهانة له .. الغباء هنا يتجلى في الجهل ان الإنسان طوال حياته يسعى لإنتزاع إعتراف المجتمع به على أنه ذكي وطيب القلب وشجاع وسمعتة جيدة ، ويظل يحرص على تعزيز هذه الصورة طوال حياته ، وأي تجاهل أو إنكار لها من قبل الآخرين حسب الثقافة العربية – الشرقية يحدث جرحا نرجسيا في داخل الشخص .. بينما يأتي شخص ما يرتبط به بعلاقة ما بكل سهولة يطلب منه السماح له بتوجيه النقد له أي تترجم حسب التحليل النفسي توجيه الإهانة الى كيان الآخر وحرمانه من الإعتراف به الذي يبحث عنه وغالبا الجدال يتم في قضايا تكون نسبية قابلة لعدة إحتمالات ولايوجد فيها مطلقات جازمة مثل الهندسة والرياضيات !
– مقولة : المرأة تحتاج الى خيال بضبط الرسن .
ومعنى هذه المقولة السخيفة هو تشبيه المرأة بالحصان الهائج الذي يتحرك بدون عقل ، وإن الرجل دائما هو صاحب العقل والذكاء والحكمة ، والرجل الحيوان الذي يرددها يتجاهل ان كافة الحروب وجرائم القتل والتعذيب في السجون ، وعصابات المافيا وغيرها يقوم بها الرجال وليس النساء ، وان مصدر الشر على الأرض هم الرجال ، وان العلاقة وفق هذه المقولة التافهة هي علاقة عبودية حقيرة بعيدة عن القيم الإنسانية .
– مقولة : إذا دخلت للبيت ينكطع النفس وما تسمع حتى حس الأبرة .
وهي مقولة يتباهى بها أصحاب العوائل ويتفاخرون بسلوكهم العدواني المريض مع عوائلهم وممارسة القمع لزوجاتهم وأطفالهم تعبيرا عن إصابتهم بإضطرابات عقلية حقيقية تدفعهم الى الإعتداء ومصادرة حريات الآخرين ، والعجيب هنا ان الكثير من الأمراض النفسية والعقلية نجد المجتمع الجاهل يضفي عليها صفات قوة الشخصية والشجاعة مثل قمع العائلة ، أو سلوك المعلم أو مدير الدائرة العدواني .
– مقولة : فلانة خفيفة متعجبني تضحك بالشارع .
وهي مقولة تكشف عن حجم همجية المجتمعات وقمع روح الفرح في داخل الإنسان ، ومحاسبة المرأة على روحها المرحة المتفائلة السعيدة ، وربط ضحكتها بالرزانة والشرف والأخلاق .
شعب بارع فقط في ترديد عنتريات العراق بلد الحضارات : سومر وبابل وآشور .. بينما مضى علي تأسيس الدولة المعاصرة 100 عام ولغاية ولاتوجد مجاري الصرف الصحي في المدن ، وغير قادر على إيجاد نظام لتنظيف الزبالة من الشوارع ، ويفكر ويتصرف هذا الشعب بطريقة بدائية في غاية التخلف والإضرار بنفسه ، وكل يوم يتراجع أكثر لحين إنحداره الى درك إنخراط بعض أفراده في التنظيمات الإرهابية مثل : الميليشيات و القاعدة وداعش ، للأسف الشديد كل شيء في العراق يتعارض مع العقل والقيم الأخلاقية الحقيقية ومصالح الإنسان ، والمصيبة الأكبر الجالية العراقية المقيمة في أوربا وأمريكا وكندا جلبت معها الكثير من هذه المقولات والمفاهيم المتخلفة وظلت متمسكة بها .. مما يعطينا دليل على ان العراقي والعربي والشرقي تكوينه العقلي غير قابل للتطور والتحضر !