تحدث ويتحدث الكثيرون بدراية أو بدونها عن ان أور حلم اليهود ومحجتهم، ومن أجلها سيجري التخطيط للهيمنة او لأستعمار او احتلال العراق من جديد، ويذهب آخرون الى ان اور هي حلم المسيحين ومحجتهم وسينشأ صراع بينهم وبين اليهود للاستحواذ عليها والعراق ووحدته سيكون الضحية، ويذهب نفر الى امكانية وضعها والاهوار تحت التصرف الأممي بعيدا عن سلطة دولة وحكومة العراق لحساب جهات خارجية، ويورد آخرون روايات ينسبونها الى مصادر توراتية وبعضها انجيلية واخرى مهدوية الى ان انارة الزقورة هو عبارة عن ناقوس إنذار لأحداث دولية كبرى تمهيدا لظهور المهدي المنتظر(ع).وكثيرة هي التحليلات التي عج بها وتعج مواقع التواصل الاجتماعي على أثر زيارة البابا التأريخية للعراق قبل أيام.
ومن وجهة نظري أرى انه يجب ان ننظر الى الامور من زاوية واقعية أقتصادية بحتة تصب في مصلحة العراق الغارق بالديون، ونسد آذاننا عن كل ماقيل ويقال من تحليلات ونبوئات لاتعدو ان تكون أشبه مايكون بالتخاريف، ونسخر كل ذلك لصالح العراق المكبل بالديون والمشاكل الاقتصادية والسياسية والتي خلقت بمجملها بطالة تجاوزت نسبتها اعلى المعدلات المسموح بها دوليا بالاضافة الى الجهل والتخلف والتلوث البيئي، وتراجع على كل الاصعدة مع تنامي واضح في نسبة الجريمة والفساد والامراض والاوبئة. كل ذلك يلزمنا الى التفكير الجدي والنظر لزيارة البابا الى مدينة أور الأثرية على أنها فاتحة خير يجب استثمارها بما يخدم مصالحنا، ويساهم في تحسين أمورنا على كل الاصعدة، ولهذا على الحكومة الحالية والحكومة التي تليها ان تضع في أولويات اهتماماتها خطة عاجلة، واخرى طويلة الامد للأهتمام بمدينة اور التأريخية، وما يجاورها من أهوار وجعلها نافذة اقتصادية كبيرة نستقطب من خلالها أموال المستثمرين لتساهم في تحسين اقتصادنا الوطني، والذي سينعكس حتما على واقع الانسان وما يقدم له من خدمات وتساهم ايضا في تخفيض او القصاء على البطالة بشكل كامل، وتساهم في رفع مستوى الدخل القومي ودخل الفرد، ويكون ذلك من وجهة نظري وفق مايلي:
1-اعادة تأهيل الشركات العراقية العائدة لوزارة الصناعة كشركة حمورابي والفاو واليوم العظيم وغيرها وذلك بتجهيزها بالاليات والمعدات والكادر الفني والاداري، لتساهم في عمليات البناء التي توكل اليها في هذا المشروع.
2- دعوة الجهات الأستشارية لوضع تصاميم لبناء مدينة سياحية متكاملة ذات طابع حضاري يستمد أسسه وطابعة من حضارة سومر، ببنى تحتية حديثة ومرافق سياحية وخدمية.
3- اعادة فتح فرع من نهر الفرات يمر من داخل مدينة اور من نفس المسار القديم الذي كانت المدينة تقع على ضفافه كما تذكر الوثائق التأريخية التي اثبتتها البحوث الآثارية، لاحياء مجرى نهر الفرات سابقا، وليضيف للمدينة الآثرية جمال وبهاء اكثر، وليكون عاملا ايجابيا للزراعة.
4-بناء مطار دولي في المدينة، وربط المدينة بخط سكك الحديد، وبناء كراجات نقل حديثة، واية وسيلة مواصلات أخرى.
5-ربط المدينة بجذورها التاريخية من خلال ربطها بالاهوار، وبناء مرافق سياحية في المدينة كما اسلفت وعلى ضفاف الاهوار.
6- دعوة المستثمرين واصحاب رؤوس الاموال الوطنية والعربية والاجنبية، وعرض المنشآت السياحية كالمطارات والفنادق والمتنزهات والمسارح ودور العرض وقاعات الاحتفالات وغيرها للأستثمار وفق ضوابط وشروط وطنية يضعها مختصون بالاستفادة من خبرات الآخرين في هذا المجال.
7- تشكيل شرطة آثار خاصة ومدربة لحماية الآثار من السرقة والعبث، وتنظيم تواجد السياح وحمايتهم. بالاضافة الى الشرطة المحلية، واية قوة تخصصها الدولة.
8- انشاء وسائل ترويج اعلامي تشرف عليها وزارة الثقافة والاعلام للترويج السياحي ومحطة فضائية بأسم اور.واقامة المهرجانات والفعاليات الثقافية التي بدورها ستساهم في التعريف بحضارة العراق.
9-ربط وتنظيم جميع المواقع الآثارية التابعة الى مملكة اور حسب الوثائق التي اهتدى اليها العلماء الآثاريون، وادخال تلك المواقع ضمن الخارطة السياحية التي يجب ان تنظم من قبل مختصين في مجال السياحة والآثار، وكذلك يجب احيائها والاهتمام بها.
10- استحداث وزارة للآثار تهتم بكل المواقع الآثارية في العراق، وتعمل على حمايتها من العبث والتعرية،وتقوم بالاشراف على عمليات التنقيب، وحفظ الاثار وكل مايتعلق بسياحة الاثار.
11_ هذه رؤية بسيطة اطرحها انا كمواطن بسيط حريص على بلدي ولست الوحيد، وبالتأكيد هناك اشخاص كثر في بلدي من هم اكثر خبرة وحرص مني في هذا المجال، اتمنى ان ينظر اصحاب القرار بعين المسؤول الحريص والامين على شرف المسؤولية والقسم، ليتركوا اثرا يخلدهم للاجيال،وينالوا بذلك رضا الله سبحانه، ويبيضوا صفحاتهم أمام الله والناس والتأريخ، وسيجدون الكثير من الناس ممن يكيل لهم بالمديح والعرفان بعد مااشبعوهم بالشتائم والأستهجان، واليكفروا عن سيئاتهم بما يقدموا من منجز سيدر بالخير حتما على العراق وشعبة، وفي حالة القيام بذلك سوف لانحتاج الى النفط ان هبط سعره او ارتفع وكل مايأتي منه زايد خير، لكننا سنصبح محجة العالم المسيحي واليهودي وكل الاديان السماوية، وقبلة الدنيا.
وليكف المرجفون والمخوفون من ان اور هي القنبلة الموقوتة وانها النافذة التي تؤدي بنا الى الجحيم، مثلما يخوفوننا من لقاح كورونا وهم اول من اخذ عياله وسارع الى لقاحهم ولقاح نفسه، ولنأخذ العبرة من شقيقتنا مصر التي جعلت من صحراء شرم الشيخ بعد ان احالتها الى منتجع سياحي يدر عليها المليارات.
فهل من مجيب.