في شواهد جديدة حول تباعد سياسي بين الإمارات ومصر قد يكون فراقا بلا رجعة كشفت قناة “كان” العبرية أن تصويت السلطة الفلسطينية بـ”الرفض” على طلب الإمارات للانضمام كعضو مراقب في منتدى غاز المتوسط، حال دون قبول طلب أبو ظبي بهذا الشأن . وجاء هذا التصويت خلال مؤتمر القاهرة لمنتدى غاز المتوسط الذي عقد جلسته أمس بمشاركة إسرائيلية وترأست مصر الاجتماع .
و على الرغم من عدم وجود دلائل تؤكد أن مصر هى التي أوعزت للوفد الفلسطيني بمثل هذا التصويت، إلا أن هناك دلائل أكيد وشواهد لا تقبل الدحض على أن القاهرة صمتت على الفيتو الفلسطيني ولم تبذل أى جهد لتمرير عضوية الحليف الاستراتيجي السابق لها ممثلا في أبو ظبى في عضوية المنتدى ، وقد يكون هذا الفراق بين القاهرة وأبو ظبى بلا عودة وفقا للمعطيات الراهنة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه الإمارات العربية المتحدة عن وعود سابقة بدعم مشروعات عقارية في مصر تشمل استكمال بناء العاصمة الإدارية الجديدة التي أضطرت مصر لإعلان تأجيل افتتاحها لمدة عام آخر، كما تراجعت الإمارات عن تمويل مشروع طموح لبناء مليون ونصف المليون وحدة سكنية جديدة في إطار برنامج واسع للتطوير العقاري في البلاد . وفي نفس الوقت أكدت مصادر إعلامية في القاهرة أن الأخيرة غير راضية عن تولي أبو ظبي لملف العلاقات العربية الإسرائيلية الذي احتكرته مصر طوال عقود.
وكانت عدد من الصحف الإسرائيلية قد نشرت تقارير تكشف أن هناك اختلافا في الرؤية بين مصر ودول الخليج العربي حول عملية السلام في الشرق الأوسط. التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أن هناك جبلا من الجليد بدأ يتكون مؤخرا على صعيد العلاقة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، بعد أن بدأت الإمارات في طرح نفسها كبديل لمصر في إدارة ملف العلاقات العربية الإسرائيلية، وأن القاهرة تعتبر أن الدور الإماراتي في دفع عدد من الدول العربية، ومن بينها السودان الذي طبع مع إسرائيل بالفعل، بجانب محاولة دفع السعودية للتطبيع مع إسرائيل، هو بمثابة تطفل على دورها التاريخي في إطار الصراع العربي الإسرائيلي.