لقد كانَ اسمُ عَدِيٍ مُقتَرِناً بالكرمْ, كونهُ مِنْ أسماءِ أبناءِ حاتِمٌ الطائي, إلى أن جاءَ حُكمُ البعثْ, فأصبَحَ هذا الاسم, مصدرٌ للرعب والخوف, لأنه ابن صدام طاغية عصره.
وفي تاريخنا الحالي أسماءٌ عديدة منها, سيف الدين ألقذافي, وغيره من أبناء الملوك.فقد تعود العرب خصوصا على الخوف من أبناء الحكام, كان الحكام العرب ولازالوا, يُهيئونَ أولادَهُم للظهور بالواجهة, وهؤلاءِ الشباب ليس عندهم من صلاحيةٍ قانونيه, سوى أنهم أبناء آبائهم, ويستغلون ذلك لإظهار البطولات الوهمية, والاعتقال, هي صلاحياتٌ غير قانونيه, نعم ولكنه البعبع الرهيب, إبنُ القائد. هذا ما يحدث في الأنظمة الفردية, هذا ما عانت منه كل الشعوب العربية عبر قرون, وتجرعوه بصمتٍ رهيب, متحملينَ كل سلبياته, لا لشيء يحصلون عليه إلا لرفع هاجس الخوف, هذا العمل لا يحصل في دولة المؤسسات المتحضرة, بل هو ممارسة مستهجنة, في نظام دولة المؤسسات القانونية, فالحاكم لديه أجهزته الخاصة, لا يحكم بنفسه أو بعائلته, بل هناك مؤسسات مختصة لها صلاحيات, واضحة المعالم, ومن لا يعمل لا يستحق أن يبقى في منصبه أياً كان. إلا إذا كانَ الحُكمُ , فردياً دكتاتورياً,أو حكم الحزب الواحد, وهذا تهديمٌ واستخفافٌ, بكل الأجهزةِ فلا يَحُقُّ أن يكون إن ابن الحاكم, متصرفا بدل المؤسسات القانونية في البلد. لا ننكر أن النظام حديث على العراق, لكن هل استطاع الساسةُ فَهْمَ التغيير؟ لاسيما أنَّهُم قد طَرَحوا شعارات بناء الدولة, فقد عانوا من حُكمِ الحُكّام واضطهادِهم, من تصرفات الأبناء. والمنتمين لأحزاب الحكام, أنا كَكُلِ عراقي, أطمح إلى دولة مؤسسات متحضرة, فيها أناس مهنيون, يحترمون عملهم, ليكون لهم احترامٌ لدى الجميع, واجب على الحاكم أن يحترمهم أيضا, لا يستخف بهم, لا يقلل من شأنهم, سواءً بإرسال نجله, أو المقربين له لتنفيذ القانون, وإن لم يستجيبوا, فمن الواجب عليه إقالتهم, حتى يتعلم القاصي والداني, احترام العمل, كمثال على ذلك, ما حدث مؤخرا, ليصبح حديث الفضائيات والشارع والمجالس, شخص مسيطر بأمواله, يُستقبل استقبالَ الأحبةِ بالأمسِ بالقريب, ويعطى مشاريع إستراتيجيه, يمتلكُ شركاتٍ أمنيَّه, والكارثة أن أحد المشاريع المهمة لم يباشر به, بالرغم من أنه كان مؤملا إكماله من سنين, ثم يُصَرِّحُ الحاكمُ راعي القانون, أمام الشعب عن اكتشافٍ رهيب, هذا الشخص أيضا, مسئول عن إدخال 100 عجله مهربه, ووجد بحوزته أسلحة كاتمه, ومطلوب للدولة بـ 6مليارات, والمضحك المبكي في الأمر بمن ألقى القبض عليه, بالرغم من وجود جيش يملأ بغداد, يقول رئيس مجلس الوزراء, القائد العام للقوات المسلحة العراقية, في لقاء متلفز: أن كل الأجهزة الأمنية تخاف من ذلك الرجل المرعب, فأرسل ابنه ليلقي القبض عليه! شاب يتطوع ويقول أنا! وجيشٌ من الأجهزة الأمنية تخاف! لا حول ولا قوة إلا بالله, حتى أن أحد وزراء الحكومة استنكر الأمر حيث قال: “لقد أهان مليون منتسب”. هنا يتساءل المواطن ما هو دورهم؟ وما هي مهنة هذا الشاب الحديدي؟ وعندما ألقى القبض على ذلك الشخص المرعب المخيف, هل وضع في المعتقل؟ أسئلة ننتظر من الحكومة القانونية إيضاحها, وهل تم معاقبة من لم يقم بواجبه؟ أم أن يد الرجل كانت مدهونة؟ فأفلت المُدان. إن كان هذا هو الحال فاقرأ على القانون السلام.