عندما إقتحمتم منازل الأكراد الفيليين في بغداد خلال السبعينات من القرن الماضي ،وسرقتم كل مقتنايتهم الثمينة ، وسلبتم كل ممتلكاتهم وعقاراتهم وأوراق ثبوتيتهم ،ورميتم بهم من فوق ظهر الشاحنات الكبيرة في الطرق الوعرة ، وتركتم كل تلك العوائلبنسائهم وأطفالهم ليلاً في العراء أسارى للبرد القارص من دون أن تسمحوا لهمبأصطحاب أية ثياب إضافية ، وأتهمتموهم بأنهم (تبعية إيرانية) …..
عندما إقتحمتم مدن (المحمرة) و (قصر شيرين) عام (١٩٨٠) وتسلقتم الجدران من منزلإلى منزل ، وخضتم حرب الشوارع والأزقة في الوقت الذي كان سكان تلك المدن قد غادروهابساعات قبل هجومكم ، ولم يتمكنوا حتى من إكمال فطورهم الصباحي ، فغادروامساكنهم وتركوا لكم المصاحف مفتوحة لتحرس منازلهم ، وتذكّركم (بأن دم المسلم ومالهحرام على أخيه المسلم) ، فدنّستم منازلهم ، وسرقتم وسلبتم كل ما لاحته أياديكم القذرة …
عندما أقدمتم على زج الآلاف من أبناء بلدكم في السجون ، واقتدتموهم إلى حبالالمشانق وأحواض التيزاب ، لمجرد أنهم عارضوا في سرّهم الظلم الحاصل ، وصادرتمأملاكهم وسلبتم أبناءهم كل مقومات الحياة ، لأنهم باتوا يشكلون خطراً على الحزبوالثورة …
عندما أقدمتم على حرق آلاف القرى الكردية في عام ١٩٨٨ ، وغيّـبتم رجالهم وشبابهم فيمقابر جماعية ، وسلبتم كل ما وقعت عليه أعينكم وأيديكم ، وتفاخرتم بتوزيع حلالهموقطعان أغنامهم بينكم كغنائم حرب ، وأقتدتم نساءهم وأطفالهم على ظهر الشاحناتالعسكرية من مدينة إلى مدينة كسبايا حرب ، وأودعتموهم في سجون ومعتقلات كبيرةأسميتموها بالمخيمات …
عندما غزوتم جارتكم في عام ١٩٩٠ وقتلتم من قتلتم ، وغيّـبتم من غيّـبتم ، وشرّدتم منتبقّى منهم ، وسرقتم بل كنستم كل ما لاحته أيديكم من ممتلكات وأموال ، لأنهم طالبوابالديون التي بذمتكم ، ثم أقدمتم على حرق مدنكم وقتل أبناءكم الذين أنتفضوا علىالظلم والعدوان في عام ١٩٩١ ، ونهبتم كل ممتلكاتهم وإنتقمتم منهم شرّ إنتقام ،فأودعتم الآلاف منهم في المقابر الجماعية ، وشرّدتم الآلاف الآخرين إلى دول الجوار ،بحجة أنهم غوغاء …
ثم تسابقتم لأستقبال (قائدكم الفذ) بالرقصات والأهازيج والهتافات ، وأقمتم في الموقعالذي هبطت فيه طائرته جامعاً كبيراً تيّـمناً بآثار أقدامه ، وعندما سمعتم قائدكم يقول (كلالعراقيين بعثيون وإن لم ينتموا) تسابقتم إلى المقرات الحزبية لتستجْدوا منهم الصّفح ،وتتبرؤا من أخوانكم وآباءكم ، وتطلبوا الأنتماء إلى صفوف الحزب القائد ، فأقمتم المآدبوالولائم لكلاب السلطة ، وأنشأتم الجداريات لصنمكم الأكبر عند مداخل مدنكم ومبانيكم…
ثم تسابقتم إلى طرق أبواب شياطين الدنيا لتتوسلوا إليهم وتطلبوا منهم إحتلال بلادكم، فقدمتم خلف دباباتهم محتلين ، لا فاتحين ولا محررين ، ونهبتم ممتلكات شعبكم وحرقتمكل مباني دولتكم ، بل نهبتم ممتلكات كل من ترك منزله خوفاً من القصف ، وإتهمتموهمبأنهم من أزلام النظام السابق …
ثم تسابقتم إلى مؤسسة الشهداء والسجناء لتطالبوا بحقوقكم من الدولة ، كونكم منضحايا النظام السابق وأنكم من ذوي الشهداء والسجناء ، وهرعتم إلى لجنة الفصلالسياسي لتطالبوا بالتعيينات وتعويض جميع مبالغ السنوات التي حُـرِّمْتم منها بسببنضالكم السياسي العتيد ومقارعتكم للدكتاتور (عندما إستقبلتم قائدكم بالرقصاتوالأهازيج) …!!!
ثم إكتشفتم أنكم محتلين وطالبتم بالوطن ، فتسابقتم لأستقبال الدواعش وبيعة خليفةالدولة الأسلامية ، وجئتمونا بالحرق والنحر والسبي وجهاد النكاح ، وسلبتم ممتلكاتالمسيحيين بعدما هجّرتموهم من مدنهم ومنازلهم …
ثم تسابقتم لأستقبال (البابا) بالرقص والأهازيج ، وأقمتم القدّاس وصلّيتم معه ،وتوسّـلتم إلى الربّ لتطلبوا السلام من رب اليسوع …!!!
وتطلبون من الله الرحمة …!!!
وتطلبون من السماء العدالة …!!!
(تلك إذًا قسمة ضيزى)