المطلوب الدفاع عن المسيح وأنبياء الله تعالى وأهليهم أجمعين ومنع التطاول عليهم …
قال تعالى في محكم التنزيل : ” وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ ” .
وانا أتابع فيلم نيتفليكس”الإغواء الأول للمسيح” الذي أظهر رسول رب العالمين ،وقدوة الناسكين،ومنار الزاهدين،وقرة عين مئات الملايين حول العالم ،السيد المسيح عليه السلام حاشاه -على انه شاب شاذ – فيما أظهر أمه مريم العذراء البتول سيدة الطهر والعفاف والتقى والنقاء والورع عبر التأريخ البشري كله حاشاها على ،أنها -امرأة تدخن الحشيش – والعياذ بالله رب العالمين ، وذلك على منوال افلام هوليوودية عديدة انتجت بميزانيات ضخمة منتهجة ذات النهج المسيء وعلى مراحل ، والحق يقال لقد أصبت بصدمة كبيرة من جراء ذلك كله فعقدت العزم على ان أتابع ردة فعل الفاتيكان قائد الكاثوليكية في العالم، علاوة على بقية المجامع الكنسية ولمختلف الطوائف المسيحية الارثوذكسية والبروتستانتية على سواء لعلني أجد ما يطمئن قلبي ،يسكن من روعي ، يخفف من إحباطي ، يزيل بعضا من ألمي فضلا عن غضبي، أملا بالعثور على مواقف حازمة وردود صارمة تقف بوجه ما قامت به نيتفليكس من اساءة لنبي ورسول كريم من أولي العزم ، لاسيما وأن هذه القناة سبق لها وأن أنتجت وعرضت فيلما مسيئا آخر عن المسيح بعنوان “الخمار الأخير”واذا بي أجد الردود باهتة ومخيبة للامال ودون المستوى المطلوب بسنين ضوئية…هنا لم اجد راحتي ولا ضالتي ولا طمأنينتي الا وانا استمع الى الشيخ المنشاوي وهو يقرأ قوله تعالى في محكم التنزيل “إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ “، وانا استمع الى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهو يتلو قوله تعالى من سورة آل عمران ” فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ “، كيف لا وفي الطاهرة المطهرة مريم العذراء البتول انزلت سورة كاملة تحمل اسمها “سورة مريم” وبالتالي صار لزاما على كل مسلم وعلى مر الدهور والعصور والازمان أن يدافع عن المسيح وأمه العذراء عليهما السلام ، حتى وان لم تدافع عنهما الكنائس ولا المجمعات الكنسية ولا الكاتدرائيات ولا الابريشات ولا المطارنة ولا الكرادلة ولا الاساقفة ولا الراهبات أو الرهبان ، حتى وان لم يدافع عنهما اتباعهما ولم يذودوا عن حياضهما ولم يذبوا عنهما قط !
الطامة الكبرى أن هذا التطاول المقيت والمفجع لوكان قاصرا ومنحصرا بنيتفليكس فقط لاغير لهان الأمر قليلا برغم بشاعته ،ولقلنا بأنها مؤسسة مشبوهة تغرد خارج السرب غايتها الطعن بالرسل والانبياء والمقدسات تمهيدا لإطلاق ما يسمى بالديانة الابراهيمية ” ديانة المسيخ الاعور الدجال ” ، ولترويج الاباحية والالحاد تقف خلفها جهات مشبوهة لتحقيق اهدافها الماسونية الدنيئة وعلى الكل،أن “يميت الباطل بعدم ذكره “،الا أن الفاجعة أكبر بكثير وقد صارت عرفا سيئا للغاية ليس أوله ما يبثه البرنامج الكندي الترفيهي الاشهر في العالم ” Just for Laughs: Gags” وهو عبارة عن كاميرا خفية تصور حلقاتها كاملة بمدينة مونتريال الكندية صيف كل عام ويعرض في كل أنحاء العالم ، حيث دأب هذا البرنامج على السخرية من السيد المسيح عليه السلام في العديد من حلقاته مرات ومرات ومن دون رد ، مرورا بمسرحية “كوربس كريستي” التي اظهرت السيد المسيح وتلامذته على أنهم من الشاذين جنسيا…” على خطى مسرحيات ومسرحيات عرضت لهذا الغرض في عموم اوربا واميركا ومن دون رد ، كذلك “مجلة شارلي ايبدو” الفرنسية سيئة الصيت والسمعة والتي لطالما سخرت برسومها الكاريكاتورية من السيد المسيح عليه السلام واظهرته بأوضاع مخلة ومن دون رد ..أما عن الروايات الادبية والمجموعات القصصية والدواوين الشعرية التي مضت في طريق الاساءات اياه، فحدث ولا حرج ..كل ذلك حدث في الماضي ويحدث في الحاضر وسيحدث مستقبلا بينما ردود الافعال على هذه التجاوزات ضعيفة للغاية ولاتكاد تسمع صوتها وسط ضجيج وصخب الاساءات الذي يصم الاذان على مدار الساعة ، بما لا يرقى الى مستوى الحدث بتاتا ، بزعم ضمان ” حرية التعبير عن الرأي لكونها مكفولة للجميع ” واقول في الرد على هذه الجزئية تحديدا، ان “الحرية الشخصية تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ، كما يقولون ، وان الحرية تنتهي حيث تبدأ حدود الله تعالى كما قال بعضهم ، اذ ان جرح مشاعر مليارين ونصف المليار مسيحي حول العالم من خلال النيل من كرامة والحط من قدر نبيهم الاكرم وامه الطاهرة المطهرة العذراء البتول ،اضافة جرح مشاعر مليار ونصف المليار مسلم بالاساءة الى نبيهم الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم ، اضافة الى بقية الرسل والانبياء من دون استثناء بغياب المواقف الحازمة = تجاوزها على مشاعر نصف البشرية تقريبا من خلال محاولة الحط المتكررة وبإصرار من رموزهم ، فأية حرية للرأي هذه التي تسيء الى نصف البشرية من قبل اقلية فيما يتوجب على الاكثرية ان تصمت ؟ وأي حوار حضارات واحترام متبادل بين الاديان واشاعة روح السلام والمحبة والاخوة سينجح ويتحقق على ارض الواقع بعيدا عن الفنتازيات والطوباويات وعدسات الكاميرات ، بوجود ثلة لا ترقب في الاديان اسوة بالرسل والانبياء الا ولا ذمة وقد دأبت على الانتقاص من الرموز والمقدسات والكتب السماوية طيلة عقود ومن دون ان يلجمها احد او يكبح جماحها أحد ،بما سيشجع بقية شذاذ الافاق اضافة الى كل من هب ودب على مزيد من الاساءات بناء على ذلك تحت يافطة “حرية التعبير عن الرأي “؟!
المطلوب اليوم قرار فاتيكاني بابوي حازم وواضح ولالبس فيه بشأن حرية التعبير والتي يتوجب ان تكون “مقيدة “ومشروطة بإحترام الاديان السماوية ورموزها ومقدساتها وعدم التعرض لها بسوء وتغريم وتجريم كل من يتجرأ على فعل ذلك مطلقا وفي اي مكان من العالم ، اذ لم يعد بوسع المؤمنين إحتمال المزيد من الاساءات الى السيد المسيح ،ولا الى بقية الرسل والانبياء وفي مقدمتهم خاتم الانبياء والمرسلين رسول الحق وحبيب الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، القائل في فضل الانبياء :” الأنبياءُ إخوةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمَّهاتُهُم شتَّى ودينُهُم واحدٌ ، وإنِّي أولى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ ” ، وهو القائل صلى الله عليه وسلم في فضل مريم البتول “أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة “وفي حديث اخر ” سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم ابنة عمران، فاطمة، وخديجة، وآسية امرأة فرعون ” .
واختم هذه الحلقة والتي تعد استكمالا لما كنت قد بدأته من هذه السلسلة والله من وراء القصد ، بضرورة واهمية الدفاع عن الرسل والانبياء دفاعا لاهوادة فيه في كل وقت وحين وفي كل زمان ومكان لأنهم تيجان الطهر والعفاف، ومنارات الهدى والنور والاصلاح والصلاح ، وما محاولات تشويه صورهم والطعن بسيرهم سوى بداية مشؤومة جدا للفت في عضد الاديان والعمل على تسقيطها تباعا ، ليبيض الالحاد واللادينية واللا ادرية والوجودية والعبثية والحركات الشيطانية وتفرخ تحت شعار “خلا لك الجو ..فبيض واصفري ” تمهيدا للاعلان عن ” الديانة الابراهيمية ” أو ديانة المسيخ الاعور الدجال ، وهذا مرادهم خابوا وخسئوا . اودعناكم اغاتي