الاصرار على السباحة ضد التيار والوقوف بوجه العاصفة وحجب الشمس بغربال أو حتى إغتراف الماء بغربال، هي أوصاف مناسبة تنطبق تماما على المساعي المشبوهة التي يبذلها المسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقت الحاضر من أجل الاستمرار بمساعيهم لإبتزاز المجتمع الدولي وجعله يقبل بشروط مناسبة لهم بحيث تتيح لهم الاستمرار بمواصلة مساعيهم السرية لإنتاج القنبلة الذرية.
إکتشاف المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، جزيئات اليورانيوم في أحد المواقع الخاصة بالنظام الايراني، أثبتت مرة أخرى حقيقة ممارسة هذا النظام للکذب والتمويه والخداع ومن إن مايقوله ويدعيه هو خلاف مايعمله ويقوم به، وخصوصا وإن المعلومات الهامة والدقيقة التي قدمتها منظمة مجاهدي خلق من خلال المٶتمر الذي عقدته عبر الانترنت في يوم الثلاثاء الماضي وأکدت فيه ممارسة النظام لإنتهاکاته وخروقاته بشأن برنامجه النووي في الموقع الذي کشف فيه المفتشون الدوليون جزيئات اليورانيوم، ومن هنا فإن موقف النظام الايراني هو موقف ضعيف وليس کما يصوره أمام العالم ويزعمه، وحتى إن تهديد النظام من أن أي قرار ضدها يصدر من قبل مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون له “نتائج عكسية على المسارات الدبلوماسية وقد يغلق سريعا نوافذ الفرص”، هو کلام ذو طابع إستفزازي ـ إبتزازي أکثر من أي شئ آخر، خصوصا وإن الطرف الذي هو بحاجة ماسة للتواصل مع المجتمع الدولي والتفاوض معه هو النظام الايراني وليس أي طرف آخر ولاسيما وإن أوضاعه الداخلية على أسوأ ماتکون کما إن عزلته الدولية صارت محکمة وهو بحاجة ماسة من أجل فتح ثغرة لکي يتنفس من خلالها ويستعيد شيئا من قواه المنهارة.
الاوضاع السلبية الداخلية والخارجية للنظام الايراني والتي وصلت الى حدود بحيث صار النظام يجد من الصعوبة التصدي لها والتعامل معها، فإنه يجد في مواصلة تهديداته ومساعيه الابتزازية سبيلا من أجل دفع وحث المجتمع الدولي على التجاوب لمطالبه برفع العقوبات عنه قبل أي إتفاق وهو مطلب لايمکن أبدا تحقيقه مالم يرضخ أولا لما هو مطلوب منه، وإن تهديداته هذه والمساعي التي يبذلها بهذا السياق لايمکن وصفها بغير إنها تهديدات ومحاولات دون کيشوتية لايمکن أن تنطلي على أحد.
ليس أمام النظام الايراني مهما عمل غير خيار الانصياع والرضوخ للمطالب الدولي وإنه بخلاف ذلك سيسير في طريق لن يوصله الى أية نتيجة بل وإنه سيقوده الى الهاوية حتما مع ملاحظة إن النظام الايراني يعلم جيدا بأن الانصياع والخضوع للمطالب الدولية تعني هي أيضا بداية العد التنازلي له، ولذلك فإن النظام في موقف صعب ومعقد لايمکن أن يحسد عليه أبدا.