زرت أسيزي مرة ولمن لايعرف أسيزي (Assisi) فهي مدينة صغيرة تقع وسط إيطاليا، على الجناح الغربي لجبل مونتي سوبازيو. وتشتهر بأن بها وُلد وعاش ودفن القديس فرنسيس الأسيزي مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية في عام 1208 ..
وتشعر وأنت تتجول في شوارع هذه المدينة الجبلية بالروحانية وعبق المحبة والسلام وكأنها نفحات من الماضي الذي صنعه هذا القديس بعد أن ترك حياة البذخ والرخاء وعائلته وأصدقاءه وبيته ليرتدي ملابس الزهد وليبدأ بالدعوة لمساعدة الفقراء وشرح معاناتهم ونصرة قضاياهم والمساهمة في بناء بيوتهم كل ذلك بلغة شعبية مباشرة ومؤثرة فانتشرت أقواله وأفعاله بسرعة فائقة بين جميع طبقات المجتمع.
لا أريد هنا أن أتحدث عن تاريخ هذا القديس ولا عن أسيزي بقدر ما أريد أن أبين الصلة التي جعلت البابا خورخي ماريو بيرجوليو يختار اسم فرنسيس دون غيره من الأسماء فقد انتخب البابا فرنسيس في أعقاب مجمع انتخابي هو الأقصر في تاريخ المجامع المغلقة.وهو أول بابا من العالم الجديد وأمريكا الجنوبية والأرجنتين، كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث وهو أيضا أول بابا راهب منذ غريغوري السادس عشر، وهو عضو في الرهبنة اليسوعية، ليكون بذلك أول بابا يسوعي، وهي من أكبر منظمات الكنيسة الكاثوليكية وأكثرها تأثيرًا وفاعلية.ويحسب على الجناح الإصلاحي، فيها.
لقد اختار البابا اسم فرنسيس تأسيًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، المدافع عن الفقراء،والداعي الى السلام والمحبة ولعل في هذه الكلمات المنسوبة إليه مايبين فلسفة فرنسيس القديس وفرنسيس البابا
يا رب، إجعلني أداة لسلامك،
وحيث توجد الكراهية، إجعلني أقدم الحب.
وحيث يوجد الحق، أقدم التسامح والمغفرة.
وحيث توجد الفرقة، أن أعمل لاجل الوحدة.
وحيث يوجد الخطأ والباطل، أن أنطق بالحق.
وحيث يوجد اليأس، أن ادخل الرجاء والأمل.
وحيث يوجد الحزن، أن أدخل الفرح.
وحيث توجد الظلمة، أن اعمل ليسود النور.
ونحن اليوم في العراق أحوج مانكون الى المحبة والسلام ورفع معاناة الشعب وطبقاته المسحوقة والمظلومة وأحوج مانكون الى التسامح ونبذ الكراهية وأحوج مانكون الى الرجاء والأمل والفرح والتوحد لبناء وطننا من جديد بعد أن عاثت به قوى الفساد والشر والإرهاب والظلام . ولا سبيل أمامنا غير أن نكون مشاعل ننير بها الظلمة فلابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ملاحظة
بعض الفقرات منقولة من الوكيبيديا بتصرف
…