ربما لا تنطلي على احد الالاعيب الامريكية المتنوعة ، الخارجية منها والداخلية ، لتوسيع الهيمنة والنفوذ ، بل تطورت الى نظريات مدروسة تقوم عليها مؤسسات كبرى تعُنى بالتنظير والتجربة السياسية كمعهد سابان ومعهد بروكنز الممولين من قبل اجهزة الاستخبارات الامريكية لتنفيذ مآرب ( الفيل الجمهوري) ، او ( الحمار الديمقراطي ) منذ نشأتهما عام 1828 ولحد الان .
ولعل الامر هذه المرة قد يكون للمتابعين للشأن السياسي الدولي اكثر تعقيداً ، بعد ان تطورت الامور الى ازمة مالية ، وعدم تمرير موازنة الدولة الفيدرالية ، وتعليق عمل مؤسسات ، واستثناءات من سياسية الاجازة الاجبارية غير مدفوعة الاجر بسبب عدم الاتفاق على اقرار الموازنة .
ولكن ! .. بعد تخبط اوباما وحزبه في دورته الانتخابية الثانية ، وفشله في مخطط تقسيم المنطقة عبر الحروب والنزاعات السياسية واثارة النعرات المذهبية ، كان ابرزها فشل سياساته في مصر, بعد هزيمة الاخوان وحظرهم ، وفي سوريا, بعد الاتفاق الروسي وضغط الكرملين لمنع الحرب، تبرز ازمة جديدة قد تطيح بأوباما وحزبه ( ذو الاغلبية في الكونغرس ) بعد التسقيط السياسي الذي يمارسه الجمهوريون عليه .. بعد ان ( قرفوا ) من هذه السياسة التي اصابت العالم بالاحباط والشلل .
وبالتاكيد فأن قانون (أوباما – كير ) ،الذي يعُنى بالضمانات الصحية ، ليس السبب الرئيس الذي اعتبره الجمهوريون ( خديعة ) ، بل ان الامر ذهب الى اكثر من ذلك ، فقد حاول الديمقراطيون ان يصوروا الامر على ان الغاء زيارة أوباما الى اسيا ، وايقاف محادثات تحرير التجارة مع اوروبا ، يصيب البيت الابيض بالعجز السياسي تجاه العالم .. ولا ندري ماذا يعد لنا محفل الماسون ، الذي يرعاه الرئيس الامريكي ، من سياسات هلامية مبهمة قد تطيح به اولاً قبل ان تنقلب مفاهيم العلاقات الدولية , التي بدأت تفقد توازناتها ، وما ستؤول اليه الامور نحو الشرق الاوسط .