يمكن القول، ان الدين واحد، اذا فهمناه، على انه علاقة المخلوق بالخالق. الا ان هذه العلاقة تحكمها امور اهمها:
1️⃣ يبدو ان تفاصيل العلاقة يحددها الاعلى، وليس الادنى..
اي ان احكام التعامل، بين طرفين، يحددها الطرف الاقوى او الاعلم. وهو الخالق. ولا يحق لنا، نحن البشر، ان نفرض على الله ما نريده!!!
اي لا يحق لنا ان نشرع له طبيعة العلاقة او ابعادها…
كذلك، لا يحق لنا ان نحدد الوسيط او الوسيلة بيننا وبينه.
◾ بل الله هو من يحدد السفراء اوالرسل بينه وبين البشر.
وهذا نجده واضحا في القران الكريم، مثلا:
“أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” (البقرة١٠٧)
◾ويمكن ان نفهم منها:
ان التسلسل الاداري بين الادنى والاعلى يحدده الاعلى. وليس نحن.
◾وليس لنا ان نتخذ ولي او نصير، الا طبقا لما يحدده الخالق.
2️⃣ ويمكن القول، ان العلاقة فيها الحب، مثلا:
“قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (ال عمران٣١).
الا ان علاقة الحب محكومة بما ذكرناه في 1️⃣.
اي ان التسلسل الاداري بيننا وبين الاعلى، يحدده هو، وليس نحن.
◾اي ان الحب بيننا يحتاج ان نعرف التسلسل الاداري، بيننا وبين الله، لكي نستحق الحب الالهي.
3️⃣ واعتقد ان العلاقة بوابة للحياة الحقيقية. انظر:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (الانفال٢٤).
4️⃣ لكن الاهم، ما هو؟
يمكن القول ان الاهم هو:
◾ان العلاقة مع الخالق، اساسها الصحيح والحقيقي هو العلم.انظر:
“وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة٨٠).
◾انظر قوله تعالى:
“أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ”
اي ان التشريع، يكون بلا دليل، وبلا بيان الهي، وبلا علم بما يريده الله.
واعتقد، ان اغلب التدين، هكذا. اي بلا علم.
◾وهنا، نضع يدنا على المشكلة الحقيقية للبشرية. وهي ان العلاقة مع الخالق، غالبا، لا مستند لها. وليست عن علم. بل اغلب التدين يستند على الوهم. وعلى الموروثات البشرية.
وللحديث بقية.