خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
صدر قرار تعيين “ريتشارد نفيو”، مهندس “العقوبات الأميركية” على “إيران”، في منصب مساعد “روبرت مالي”، مسؤول الشأن الإيراني في “الخارجية الأميركية”.
وكان “نفيو” قد صمم “العقوبات الأميركية” ضد “إيران”، في فترة “باراك أوباما” الرئاسية، ذلكم التصميم الذي حظي بقبول الديمقراطيين والجمهوريين على السواء. وكان “نفيو”؛ قد شارك في العقد الأخير بشكل خاص، في رسم السياسات الأميركية العامة، فيما يخص دول: “إيران وكوريا الشمالية والهند”.
وخبراته العملية تعكس اهتمامًا وتركيزًا خاصًا على الحوزة الإيرانية. شغل “نفيو”، في الفترة (2011 -2013م)، منصب مسؤول طاولة “إيران” في “مجلس الأمن القومي”، (NSC)، ثم مسؤولية تطوير وتنفيذ إستراتيجية “العقوبات الأميركية”، تجاه “إيران”، وكذلك ملف المفاوضات النووية. كما عمل في الفترة، (2006 – 2011م)، بمكتب “الأمن الدولي” وحظر انتشار السلاح النووي بـ”الخارجية الأميركية”. بحسب صحيفة (جام جم) التابعة للإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
شخص يرفض التصريح بعمره !
الكثير من المصادر الخبرية والتحليلية بـ”الولايات المتحدة”، تقدم “نفيو”؛ كدبلوماسي وسياسي معقد.
فقد بدأ ممارساته الأولى على صعيد الأمن الأميركي، وبخاصة داخل “مجلس الأمن القومي”، مدة عقد تقريبًا.
والملفت انعدام الكثير من المعلومات الشخصية عنه (!!).. ويمكن من خلال شهادته الجامعية والإلتحاق بمرحلة الدراسات العليا؛ تخمين أنه في العقد الرابع من العمر تقريبًا.
ولطالما تهّرب “نفيو” من أسئلة المراسلين الأميركيين، بخصوص حياته الشخصية وأسرته.
وعودته الرسمية للمشهد، في “الولايات المتحدة”، يكشف النقاب عن نوايا إدارة “بايدن” الواقعية؛ إزاء “الجمهورية الإيرانية”. وكان “نفيو”، قد نفى مرارًا إمكانية إلغاء “العقوبات الأميركية” الهيكلية ضد “إيران”.
ماذا يقول “نفيو” في كتاب (فن العقوبات) ؟
في كتاب (فن العقوبات)، المثير للجدل؛ يرسم “نفيو”، إطار واضح لاتساع دائرة تطبيق العقوبات؛ والاستفادة منها كسلاح في الضغط المؤثر على الدول الأخرى، وقدم نظرته الخاصة حول العقوبات من زاويتين : الأولى “الآلام”، والثانية “المقاومة”.
ثم يوضح تفصيليًا كيف ومتى وأين يمكن فرض “آلام” العقوبات، وفي الوقت نفسه، كيف يمكن قياس المؤشرات وحسابها، وآلية تعديل العقوبات وفقًا لتلك المؤشرات.
وقد شارك كل الموجودين بالقائمة في مناقشة سائر الملاحظات العملية للعقوبات والتحديات المصاحبة للعقوبات، وتحليها من منظور المؤسسات المالية وقطاع الطاقة.
ويعترف “نفيو”، بشكل صريح في هذا الكتاب، بأن الهدف من “العقوبات الأميركية” ضد “إيران”، هو فرض حالة المشقة والألم على الشعب الإيراني.
وقد حظى مؤلف (فن العقوبات)؛ بترحيب كبير من جانب اللوبيهات الصهيونية وأنصار العقوبات على “إيران”، داخل “الولايات المتحدة” و”أوروبا”.
يقول “روبرت اينهورن”، المستشار السابق بمكتب عدم الانتشار بـ”الخارجية الأميركية” والعضو البارز في مؤسسة (بروكينغز): “استطاع، نفيو، مستفيدًا من خبراته كفاوض ومشارك في صناعة السياسات الأميركية، وضع إرشادات جيدة جدًا فيما يخص فرض العقوبات، التي تحولت إلى أداة بالغة الأهمية في سياسات الإدارة الأميركية. وأدعو إلى ضرورة أن يطالع المسؤولون والخبراء في الحوزات الإيرانية، والروسية، والكورية الشمالية، هذا الكتاب، والعمل بمقتضاه فيما يخص باقي تحديات الأمن القومي الأميركي”.
نريد اتفاقًا يخدم المصالح الأميركية..
كان “ريتشارد نفيو”؛ قد أجرى حوارًا، بتاريخ 13 حزيران/يونيو الماضي، مع صحيفة (جام جم) التابعة للإذاعة والتليفزيون الإيرانية، وفيما يلي نعرض لأبرز الجمل التي وردت بالحوار:
– اتسمت أهداف إدارة “دونالد ترامب”؛ حيال “إيران”، بالتناقض والتعددية. ورغم أنها تتدعي عزمها فرض عقوبات شاملة على “إيران”، لكنها تتبع إستراتيجية: “دعم المفاوضات”، لكن يبدو أنها تعتزم تغير النظام في “إيران”.
وقد تكون العقوبات مفيدة؛ إذا كان الهدف هو بدء المفاوضات، وعليه يجب تقييم الحدث وفق الهدف المرجو إزاء “إيران”.
– بمقدور الرئيس الأميركي المقبل، (من المنظور القانوني)، إحباط قرارات وإجراءات، “ترامب”. لكن المشكلة أن بعض العقوبات جاء في شكل عقوبات ضد الإرهاب؛ ورفع هذه العقوبات مستقبلًا سيكون أكثر تعقيدًا.
فقد أثبتت قنوات التجارة الإنسانية مع “إيران” فشلها؛ لأن “الولايات المتحدة” لم تستثمر في استمرارها.
– المشكلة الأساسية بالنسة لـ”الولايات المتحدة”؛ تكمن في الوصول إلى اتفاق منصف ومعقول يخدم المصالح الأميركية.