ليس صحيح من يعود اولاً للاتفاق النووي سوف يخضع لشروط الطرف الاخر وانما الموضوع لا يتعدى سوى مماطلة من قبل الطرفين لكسب الوقت لان امريكا لا يهمها شيء مادامت العقوبات مستمرة، اما ايران تكابر وتماطل بالرغم من تأثير العقوبات على وضعها الداخلي الا انها مستفيدة من فرصة تحررها من قيود الاتفاق النووي بحجة انسحاب امريكا منه حيث قامت بزيادة تخصيب اليورانيوم وكذلك علقت تعاملها مع لجنة الطاقة الذرية فيما يخص البرتوكول الاضافي الخاص بالمفتشين الدوليين فضلاً عن اطلاق الصواريخ الباليستية على القواعد الامريكية بالاضافة الى تزويد اذرعها بتلك الصواريخ خصوصاً في اليمن التي يتم اطلاقها على السعودية امام انظار المجتمع الدولي المنافق مما يعني ان تلك الصواريخ اكثر خطورة من السلاح النووي لانها واسعة الاستخدام وغير محرمة دولياً مثل السلاح النووي الذي يصعب استخدامه، والشواهد كثيرة على ذلك حيث نجد بريطانيا التي استعمرت اغلب دول العالم ولم تستخدم السلاح النووي، وكذلك فرنسا الاكثر تعسفاً مع مستعمراتها لكنها لم تستخدم سلاحها النووي، والصين ثاني اقتصاد في العالم وتملك ترسانة نووية لم تستخدمها في مواكبة غزوها الاقتصادي للعالم، وبالامس الاتحاد السوفيتي الذي كان القطب الثاني في العالم وتفكك ولم ينفعه السلاح النووي، واليوم روسيا دولة نووية وهي تعاني من ضائقة اقتصادية، بينما سويسرا اكبر مركز مالي في العالم وليس لها جيوش ولا اسلحة فتاكة .. اما امريكا لازال العار يلاحقها لانها استخدمت السلاح النووي في اليابان .. مما يعني ان مكانة الدول وتقدمها وسمعتها ليس بامتلاك السلاح النووي والمانيا واليابان خير مثال على ذلك، وهذا دليل على ان خطورة النظام الايراني ليس في سعيه الى انتاج الاسلحة النووية وانما الخطورة تكمن في الصواريخ الباليستية التي تستخدمها لتحقيق اجندتها التوسعية على حساب الغير وباتت تشكل مصدر قلق لدول العالم قبل دول المنطقة لهذا السبب ترفض ايران اي مباحثات تتعلق باتفاق جديد من اجل عدم التطرق الى بحث موضوع الصواريخ الباليستية لان ذلك يعني تجريد اذرعها من مكامن القوة التي تهدد بها دول الجوار لذلك تعتبر اي تحجيم لانشطتها الصاروخية تقويض لاجنداتها التوسعية في المنطقة مما يعني ان ايران تعتبر الصواريخ البالستية اهم من السلاح النووي لهذا تماطل وتناور وتتحدى وتصعد في مواقفها خصوصا بعد رفضها المبادرة الامريكية للحوار مما يعني ان ايران مستفيدة من ازمة عدم اعادة الحياة للاتفاق النووي لهذا تتعنت في فرض شروط صعبة من اجل حصر اي مباحثات قادمة في اطار الاتفاق النووي لعام 2015 وعدم طرح موضوع الصواريخ الباليستية مستغلة تراخي ادارة بايدن في التعامل مع الملف الايراني معتقده ان امريكا سوف تركع لشروطها للوصول الى الرفع الكامل للعقوبات لان ايران لا تقبل بالرفع الجزئي الذي يجعل الطرف الاخر يساوم وفق طريقة خذ وهات .. ولكن يبدو ان قراءة ايران للموقف الامريكي المتراخي مبالغ فية لان سياسة امريكا تتسم بالنفس الطويل كما انة من الخطأ اعتبار سياسة الحزب الديمقراطي على النقيض من سياسة الحزب الجمهوري وهذا غير صحيح لان سياسة الحزبين مكملة للاخر ولكن بمنهجية مختلفة وحتى لو ظهر تباين بينهما في وجهات النظر فأنها لا تخرج عن الاستراتيجية الثابته في السياسة الامريكية لان منهجية ادارة بايدن لا تريد الخلاف مع اوربا كما كان في عهد ترامب الذي اتبع سياسة العقوبات القصوى التي ثبت فشلها بسبب موقف الاوربيين منها لان ترامب اراد فرض تبعية اوربا لسياسته بينما بايدين يريد التوافق مع اوربا ليكون هناك موقف موحد في مواجهة التحديات الايرانية كما ان امريكا يستحيل ان يكون لها موقف مخالف لاسرائيل التي تعتبر التسلّح الايراني تهديد لامنها القومي حتى وان كان هناك تعاون خفي بينهما في مرحلة ما مثل ايران كونترا الا ان سلوك ايران بتماديها وتهربها من تعهداتها جعل الجميع يشعر بأنها دولة غدر لا عهد ولا امان لها .. ولكن السؤال المهم هل تستمر امريكا في هذا التراخي وتترك ايران تتمادى اكثر لغاية في نفس يعقوب ام ينفذ صبرها على التجاوزات الايرانية وتستخدم سياسة الردع القصوى بالاتفاق مع حلفائها بدلاً من العقوبات القصوى !!!