الديـنار العراقـي اليـوم .. هـو كـوضـعـه السـياسـي _ الأمـني . فـي مـنزلة بـين المنزلـتين ، وفـي هــذه المرحـلة ، وعـند العـــودة
الى تاريـخ الديـنار .. عـادت بـورصـة التـوقـعات فـي بـغــداد ومـعها التنـظيرات بـين المخـاوف المـفرطـة بالتـشاؤم والاخرى المفـعمة بالتـفـاؤل .
التـشـاؤم والـتفـاؤل ليســا جـديـديـن عـلى الـديـنار العـراقــي .. فكلـنا يتـذكـر فـترة التسـعـينـيات مـن القرن الماضـي والحصـار الـــــذي ادى
الى جـعل الـدولار الامـريكـي يعـادل قـرابـة ال 3000 ديـنار عراقي وما تـبـع ذلك من آثـار أضـرت بالشـعب الـعراقـي عموما . غير ان الأمال
التي يـعـقـدها الـعراقـيـون على بـرنامـج الحـكومــة جـعلت التوقـعات بـين التشـاؤم والـتـفاؤل هـي الـخـلـفـية الـسـياسـية وتـحليلاتهـا المتــناقـضـة .
أهــل التشـاؤم يـركـزون علـى ان الحـكومـة بـالغـت في جـعل سعر صـرف الدولار الامريكي بما يـعادل 1450 دينار عراقــي فــي حيـن كــان
سـعره قبل ذلك ما يعادل بحدود 1190 دينار ومن خلال هذا يتـضح الفرق الواضح .بـيـنهمـا . وهـذا بالطـبع سـيتحمله المواطن .. لان اســعار
البـضـائـع المسـتوردة من الخارج والتي تعرض في الاسـواق فــمن الطبيعي ان ترتـفـع اسعارها والسبب يعــود الى ان الاســتيراد يــتم بالعملات
الاجـنبية ( الدولار الامريكي ) وبالنتيجـة فالمـواطن هو المتضرر الاكبر بـهـذا التغيير .
اما اهـل الـتـفـاؤل ( وهـم قـلـة قليلة جـدا ) فـيؤكـدون ان السـبب الرئـيس فـي خـفـض قـيمـة الديـنار الـعراقي امام الدولار الامريكي هـو انـخـفاض
اسـعار النـفط عالميـا وتـأثيره على مدخـولات الخزيـنة العراقية التي تعتمـد على واردات النفط بنسبة تزيد على 95% من ميزانية العراق ..
تــفـاؤل المـتفـائـلين وتـشــاؤم المـتشـائـمـين لايـخلو مـن تـأثـير ذلك علـى المواطـن … غــير ان بـين الـتـفاؤل والتشـاؤم مـعـطيـات لابــد مـن
تـسـجـيـلـها فـي أي تـحـلـيل مـجـرد لمـســتـقـبـل الـديـنـار الـعـراقـي .
الخـلاصــة .. ان أي سـعر للديـنار العراقي .. فـان الاوسـاط المـصـرفـية والاقـتصـاديـة والـشـعبية .. وعلى الرغـم من ان المعطـيات النـقـديــة
والماليـة الراهـنة ترجـح لكـفـة المتشأئـمين .. فان السعر الـقـديــم البالغ 1190 دينار مقابل الدولار الامريكي هـو الأصـح لتحسن اسـعار الـنـفط …
ويـبـقــى ( ســعر ) الـوطــن والـمواطـــن هــو الاغــلى .