يوم 27/2/2017 اظهرت العديد من الفضائيات استقبال الرئيس التركي اردوغان لرئيس الاقليم مسعود بارزاني الذي ظهر فيه ايضاً ان هنالك رفعاً لعلم الاقليم لاول مرة في تاريخ العلاقات العراقية التركية كما ان رفع علم الاقليم هذا لم يكتف به المسؤولون الاتراك عندما جعلوا موقعه أي موقع علم الاقليم على يمين علم العراق أي انه متقدم على العلم العراقي وهذا الامر وان كان يخالف ميثاق الامم المتحدة بكونها المصدر الاساسي للقانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961 بالنسبة للتعامل مع الدول فقط وبالنسبة لتحديد الشخصيات ذات الاعتبار الدولي كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزير دون ان يكون هنالك مكان لرئيس الاقليم.
كما ان هذا الامر يخالف احكام علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا فهل ان رفع العلم كان اهمالا وان وضعه قبل العلم العراقي بحيث كان العلم العراقي على يساره خطأ ام انها قصد تعمد والذي نراه ان هذا التصرف الذي يقوم على اساس العمد والقصد خاصة في مثل هذه المسائل الحساسة والدقيقة ولكن هل يعد تصرف الحكومة التركية هذا اعترافاً ضمنياً بدولة الاقليم التي لم تعلن لحد الان وان تركيا اتخذت ما يلزم من جانبها للتهيئة لدولة اقليم كردستان خلافاً لمواقفها السابقة التي تعارض اقامة دولة اقليم كردستان.
اذن لماذا لا ترفع تركيا علم جمهورية من الجمهوريات الداخلة في الاتحاد الروسي عند زيارة رئيس الجمهورية هذا لتركيا وتكتفي بعلم الاتحاد الروسي فقط ولماذا لا ترفع علم الولاية الدولة ككاليفورنيا مثلا عند زيارة حاكم كاليفورنيا لتركيا وتكتفي برفع العلم الاميركي فقط على الرغم من ان الجمهوريات في الاتحاد الروسي والولايات الدول في الولايات المتحدة الاميركية اكثر مساحة وسكاناً واقتصاداً ومركزًا دولياً من العراق باجمعه وليس من الاقليم فقط ولا نعلم هل ان ايران ودول اخرى ستحذو حذو تركيا في اعترافها الضمني بدول الاقليم بحيث يكون رفع علم الاقليم عند زيارة رئيس الاقليم لهذه الدولة؟
لا بل هل تسلك الولايات المتحدة الاميركية المسلك التركي نفسه على الرغم من اتفاقية الاطار الاستراتيجي لسنة 2008 بين العراق واميركا وقرارات مجلس الامن الدولي التي اسهمت في كتابتها والتصويت عليها اميركا والتي تقرر استقلال العراق وسيادته ووحدته وعدم التفريط بذلك والصحيح اننا لا نتوقع ذلك وعجيب الامر ان هذا الموضوع لم يطالب بشأنه احد اعضاء مجلس النواب بالمعاملة بالمثل بحيث يرفع علم جزب العمال الكردستاني التركي بجانب العلم التركي كما فعلت تركيا عندما رفعت علم الاقليم بجانب العلم العراقي وجعلته مقدمًا على علم الدولة علم العراق والمسألة بعد هذا وذاك تحتاج الى وقفة ومتابعة من وزارة الخارجية العراقية.
نقلا عن الصباح الجديد