کما يحاول بعض من التجار من أصحاب الضمائر الميتة بتقديم بضاعة جميلة في مظهرها الخارجي وفاسدة من داخلها، فإن القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يبذلون کل مابوسعهم من أجل إظهار الوجه الجميل والوديع لنظامهم ومن إن الامور کلها في ظل حکمهم على أحسن مايرام، وبطبيعة الحال فإنهم يتحاشون عن سابق قصد وإصرار عن التصدي لأمور وقضايا حساسة تواجههم حاليا نظير انتفاضة أهالي “سيستان وبلوشستان” والظروف الصعبة التي يعيشها أهالي “سي سخت” المنكوبين بالزلزال إلى جانب أزمة تفشي وباء كرونا البريطاني والوضع الاقتصادي المتدهور، بما في ذلك حقوق العمال وإفلاس صناديق التأمينات الاجتماعية وارتفاع الأسعار عشية العيد.
النظام الايراني لو أردنا نصوره على حقيقة ژمره، فإنه أشبه بتفاحة جميلة في ظاهرها ومنخورة قد أکلها الدود من داخلها، هذا هو النظام الايراني على حقيقة أمره وهو يحاول بشتى الطرق والاساليب أن يعمل مابوسعه من أجل ضمان بقائه وإستمراره ولاسيما من حيث ممارسة الخداع والکذب والتمويه من أجل إحياء الاتفاق النووي الميت سريريا وإعادة تلك الاجواء السلبية التي کانت سائدة أيام الرئيس الامريکي الاسبق باراك أوباما.
نظام الملالي الذي يواجه في ظل الاوضاع الوخيمة شعبا غاضبا بحيث ضاق ذرعا بما آلت إليه أموره من جراء السياسات غير المجدية والمشبوهة لهذا النظام ولم يعد يتحمل البقاء بين جدران سجن”ولاية الفقيه” الذي جعل من الحياة جحيما لايطاق في إيران وإن هذا الشعب بقدر مايفکر بالحرية والخبز فإنه يفکر أکثر في إزاحة هذا النظام الاستبدادي عن دست الحکم لأنه سبب کل مايعانيه، وإن إنتفاضة أهالي”سيستان وبلوشستان” ماهي إلا بداية لصولة جديدة أخرى للشعب الايراني وإن النظام يعلم جيدا بأن الشعب الايراني إذا هب هذه المرة في إنتفاضة فإنه لن يرحم النظام أبدا وقد تکون المواجهة المصيرية خصوصا وإن أوساط النظام نفسه تحذر من ذلك وتٶکد بأنه إذا ماتفجرت الاوضاع فليس هناك من بإمکانه أن يکبح من جماحها.
تخوف النظام الايراني من الانتفاضة القادمة يأتي من حيث إنه يعلم بأنها ستکون نوعية لأنها تتداعى عن إنتفاضتين سابقتين طغت عليها المٶشرات السياسية ـ الفکرية الرافضة لأصل نظام ولاية الفقيه وليس لجانب أو جوانب من الاوضاع السلبية السائدة والذي يزيد خوف وهلع النظام أکثر إن الانتفاضتين السابقتين قد أکدتا له وللعلم کله الدور والتأثير غير العادي لمجاهدي خلق في توجيه الاوضاع ولذلك فإنه يحاول بشتى الطرق أن يجد حلولا لمشاکله من أجل أن يسبق العاصفة.