25 ديسمبر، 2024 5:42 ص

وسط توقعات بانتقام ميليشياوي ورد أميركي مضاد .. العراق وسوريا وسيلتا “واشنطن” لإخضاع “طهران” !

وسط توقعات بانتقام ميليشياوي ورد أميركي مضاد .. العراق وسوريا وسيلتا “واشنطن” لإخضاع “طهران” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الساحتان، العراقية والسورية، باتتا أرضًا خصبة للصراع “الأميركي-الإيراني”، فردًا على ضربة شنتها الفصائل العراقية المسلحة التابعة لـ”إيران” على مواقع تواجد القوات الأميركية في “العراق”، والتي كان آخرها هجوم “أربيل”، ضربت القوات الأميركية مواقع للميليشيات الإيرانية بـ”سوريا”.

وهو ما جعل الفصائل المسلحة العراقية تتوعد بالانتقام من “الولايات المتحدة”؛ بعد قصف مواقعها في “سوريا”، كما انتقدت بعض المواقف الصادرة عن الحكومة العراقية.

ودان الأمين العام لحركة (عصائب أهل الحق)، “قيس الخزعلي”، الهجوم الأميركي، الذي وصفه: بـ”الفعل الدنيء”، مؤكدًا أن: “خروج القوات الأميركية من العراق هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار”، وأن: “الإرادة الشعبية والقرار السياسي وقوة المقاومة كفيلة بتحقيق ذلك”.

من جهتها، حذرت (كتائب حزب الله) العراقية، في بيان لها: “من مؤامرة؛ تسعى بعض الأطراف الداخلية المدعومة من السعودية والكيان الصهيوني، إلى تنفيذها لدفع واشنطن نحو شن عدوان على مواقع (الحشد الشعبي)، المدافع عن وطنه”، مضيفة أنه إذا: “ثبت تعاون جهاز أمني عراقي في تقديم معلومات استخبارية للأميركيين، فهو اعتراف خطير بالدور الخياني، هذا الدور الذي ينبغي أن يحاكم من قام به بتهمة الخيانة العظمى”.

لن تمر دون عقاب !

بدورها؛ قالت (حركة النجباء)، إن العملية الأميركية: “لن تمر أبدًا دون عقاب ورد قاس من قبل المقاومة، يناسب حجمها”.

وقال الأمين العام لـ (كتائب سيد الشهداء)، “أبوآلاء الولائي”: “لم يدهشنا العدوان الأميركي على مواقع فصائلنا المقاومة، فهذا أمر متوقع ونحن نخوض حربًا لتحرير أرضنا من احتلال يقول عنه المصابون بعمى الوطنية أنه غير موجود”، مستنكرًا تصريحات وزير الخارجية العراقي، “فؤاد حسين”، الذي نفى وجود: “مقاومة” في البلاد.

فيما طالب رئيس تحالف (الفتح)، “هادي العامري”: “رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، بالتحقيق في الضربة الأميركية في الحدود (العراقية-السورية)، وفي الرواية الأميركية التي تدعي أن هناك تعاونًا تم بين الحكومة العراقية ووزارة الدفاع الأميركية لتحقيق هذه الضربة”.

وأضاف “العامري” أن: “المعلومات المتوفرة لدينا دلت على أن ذلك استهداف لقوات (الحشد الشعبي) المتمركزة في الحدود (العراقية-السورية)، وليس كما تدعي وزارة الدفاع الأميركية؛ بأنه استهداف لفصائل المقاومة الإسلامية العراقية في الأراضي السورية”.

استغراب عراقي ووعيد أميركي وإدانة سورية..

وأصدرت “وزارة الدفاع” العراقية، يوم الجمعة، بيانًا عبرت فيه عن استغرابها من تصريحات وزير الدفاع الأميركي، “لويد أوستن”، حول تبادل المعلومات الاستخبارية قبل الضربة الموجهة على “سوريا”.

وكان (البنتاغون)، قد أكد، يوم الجمعة، أن: “سلاح الجو الأميركي وجّه ضربة مباشرة ضد مواقع تابعة لجماعات مسلحة تدعمها إيران شرق سوريا”، ردًا على الهجمات الأخيرة على عسكريين أميركيين في “العراق”، فيما حذر الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، “إيران”، بعد الهجوم الجوي الأخير على شرق “سوريا”، قائلاً: “لن تفلتوا من العقاب، احذروا”.

من جانبها، أعلنت “وزارة الخارجية” السورية، إدانة “دمشق” بأشد العبارات، للعدوان الأميركي، الذي وصفته: بـ”الجبان والموصوف” على مناطق في “دير الزور”، قرب الحدود “السورية-العراقية”، والذي يتناقض مع القانون الدولي وميثاق “الأمم المتحدة”.

حتى لا تحدث ثورة ضد الوجود الأميركي..

تعليقًا على تلك الضربة، قال الخبير العسكري والإستراتيجي السوري، العميد “هيثم حسون”: “إن الولايات المتحدة الأميركية في كل تحركاتها واعتداءاتها، داخل الأراضي السورية، تدعي أنها تستهدف مجموعتين، المجموعة الأولى هى بقايا (داعش)، وهذا أمر غير صحيح، والمجموعة الثانية هي التنظيمات الثورية العراقية التي تستهدف قوات الاحتلال الأميركية في الأراضي السورية والعراقية”، وتابع قوله: “إن الولايات المتحدة لا تريد استهداف هذه التنظيمات داخل الأراضي العراقية؛ لأن هذا الأمر سيسبب ثورة ضد وجود القوات الأميركية أو حتى ضد الوجود السياسي لأميركا داخل العراق، لذلك فأميركا دائمًا تستعيض الاستهداف داخل الأراضي العراقية باستهداف ذات الفصائل أو مجموعاتها العاملة داخل الأراضي السورية بذريعة دعم الجيش السوري لمكافحة الإرهاب”.

لإرضاخ “طهران” إلى طاولة المفاوضات دون شروط..

من جهته؛ قال “هاشم الشماع”، عضو مركز “العراق” للتنمية القانونية، لـ (كتابات)، أن “بايدن” ابتدأ تعامله مع ملفات الشرق الأوسط بتوجيه ضربة لقوات (الحشد الشعبي)، بذريعة أن لهم يد باستهداف القواعد الأميركية في “أربيل”؛ دون أن يفصح عن الدليل في مخالفة واضحة للقانون الدولي في استهداف سيادة بلدين هما: “سوريا والعراق”، بدون وجه حق، وهذا هو المُعلن عن سبب استهداف الحشد.

فيما أوضح “الشماع”؛ أن الهدف من هذا العمل هو محاولة لتوجيه رسالة لـ”إيران”، التي بات موقفها أقوى في الأزمة المنفجرة بين “طهران” و”واشنطن”، على خلفية الملف النووي الإيراني، بعد أن انسحبت “واشنطن”، بإدارة “ترامب”، وعلى الرغم من العقوبات الضاغطة على “إيران”؛ إلا أنها مارست الصمود بشكل كبير مما جعل “بايدن” يستخدم القوة لإرضاخ “طهران” إلى طاولة التفاوض دون شرط مسبق، ويبدو أن هذه الخطوة جعلت “بايدن” في موقف محرج، حيث بدأت أوساط برلمانية من الداخل الأميركي تفصح عن إنزعاجها حول هذه الخطوة المتهورة، والتي تزيد من التعقيدات في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يسعى الداخل الأميركي إلى إرسال رسائل الهدوء واستعادة الدبلوماسية الأميركية في العالم؛ بعد أن خربها الرئيس السابق، “ترامب”.

رد فعل مرتقب..

ويرى “الشماع”؛ أنه على إثر هذه الخطوة يبدو أن رد فعل مرتقب من قبل قوات (الحشد الشعبي) باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة، خاصة وأن الحكومة العراقية عاجزة عن مواجهة “واشنطن” دبلوماسيًا، إلا أن الواضح من هذا الصراع والاستهداف المباغت والمحدود من قبل جميع الأطراف المتصارعة؛ لن ينسحب إلى الحرب المفتوحة الواسعة، لاسيما أن الجميع يرغب بالمواجهة المحدودة باستثناء “إسرائيل” وحلفائها، الذين يدفعون بـ”واشنطن” للواجهة الواسعة مع “إيران”، ولكن النتيجة الحتمية من هذا الصراع المرحلي والمواجهات المتقطعة جلوس الجميع على طاولة الحوار بعد أن تعمد “واشنطن” إلى رفع العقوبات عن “طهران” تدريجيًا.

إتباع سياسة العصا والجزرة..

من جهته؛ يرى المحلل السياسي، “حسن النيفي”، أن هدف “أميركا” من هذه الضربة هو استهداف جهة محددة، تتمثل بالميليشيات الإيرانية الموجودة على الحدود “السورية-العراقية”، معتقدًا أن تكون الضربات ذات هدف مزدوج، وهدفها المبطّن هو توجيه رسالة لـ”إيران” تحذرها “أميركا” فيها من إزدياد ميليشياتها الموجودة على الأراضي السورية.

ويرى أن إدارة “بايدن” تتبع، حاليًا، سياسة العصا والجزرة مع “إيران” ومشتقاتها في المنطقة، ولم تبلور سياسة واضحة حتى الآن، خاصة بوجود أخذ ورد حول موضوع الملف النووي الإيراني بين الجانبين.

مضيفًا أن الضربات الأميركية تأتي غالبًا بهيئة رد على هجمات تتعرض لها قواعدها، وطالما أن الهجمات لن تتوقف، سيرد الجانب الأميركي بغض النظر عن حجم الرد.

سلسلة لضربات متتالية..

فيما يعتقد الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور العراقي “عمر عبدالستار”، أن الضربات الأميركية تزامنت مع تصريحٍ لافت؛ هو الأول من نوعه، لوزير الخارجية العراقي، “فؤاد حسين”، في 25 من شباط/فبراير الماضي، وصف فيه مطلقي الصواريخ بأنهم: “إرهابيون”، والواضح من خلال هذا التصريح، أن الحكومة العراقية استعانت بدعم أميركي، لمواجهة الميليشيات الإيرانية التي ضربت “مطار أربيل”، تلاه تشاور بين (البنتاغون) والحكومة العراقية بكونها حليفة له، لتحديد مكان الهجمات.

موضحًا، إن الضربة كانت مفاجِئة، بغض النظر عن حجم الهدف، وجاءت برأيه لإثبات وجود “بايدن” و(البنتاغون) من جهة، ولإثبات وجود العمل مع الشركاء داخل “أميركا” وخارجها من جهة أخرى.

وأضاف “عبدالستار”؛ أن سياسة “بايدن” بدأت تتضح تجاه “إيران”، فهي تعاند وترفع سقف مطالبها بالملف النووي، لكن “بايدن” لم يرفع العقوبات عنها، وضرب مواقعها في “سوريا”، وبالتالي فمن الممكن أن تكون ضربة اليوم سلسلة لضربات مقبلة ضد “إيران”.

محاولة لوضع حدود لميليشيات إيران..

وترى مجلة (فورين بوليسي) الأميركية، في تقرير بعنوان: “في رسالة إلى إيران.. بايدن يقصف سوريا”، أن “بايدن”، بقصفه “سوريا”، يسير بعد أسابيع من توليه الرئاسة على خطى سلفه، “دونالد ترامب”، الذي شن هجومًا صاروخيًا، بعد 77 يومًا من تسلم منصبه، ردًا على هجوم كيماوي للنظام السوري.

وأضافت المجلة أن القاسم المشترك بين الضربات؛ هو أنها تأتي بحيث لا تُفسر على أنها عمل حربي، بل كرسالة، وفي حالة “بايدن” هي محاولة لوضع حدود لميليشيات “إيران” في المنطقة.

كما قال مسؤول أميركي، لموقع (VOX)، بشرط عدم الكشف عن هويته للتحدث بحرية عن المناقشات الحساسة، إن فكرة الإدارة من وراء الضربات الجوية، هي أنها بحاجة إلى: “توصيل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تغض الطرف عن هجمات الميليشيات التي ترعاها إيران ضد قواتنا”.

أما “بايدن”، وهو من أمر بالضربة، فتكلم صراحة أنها موجهة لـ”إيران”، وهي بمثابة تحذير بعدم تكرار مهاجمة المصالح الأميركية في المنطقة.

رسالة لروسيا وقوى عالمية..

كما اعتبر عضو البرلمان الروسي، “أليكسي بوشكوف”، أن الضربة الجوية الأميركية يمكن اعتبارها إشارة إلى “روسيا”، وعدد من القوى العالمية الأخرى، حول طبيعة مسار السياسة الخارجية للرئيس الأميركي، “جو بايدن”.

وأضاف أن رسالة “بايدن” موجهة إلى: “موسكو وطهران ودمشق والصين وتل أبيب والرياض”، بأهداف مختلفة، لا سيما أنها تأتي بعد أقل من 40 يومًا من وصول: “الديمقراطيين” إلى “البيت الأبيض”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة