وكالات – كتابات :
أقال رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، محافظ ذي قار، في خطوة تأتي على خلفية الاحتجاجات في المحافظة، التي سقط خلالها عدد من القتلى.
وكلف رئيس الوزراء العراقي، “عبدالغني الأسدي”، محافظًا لـ”ذي قار”، وأمر بتشكيل مجلس للتحقيق في الأحداث الأخيرة ومحاسبة المقصرين، بحسب ما وسائل إعلام عراقية.
كما أمر “مصطفى الكاظمي” بتشكيل مجلس استشاري من الشخصيات المرموقة في “ذي قار”؛ لمتابعة إعمار المحافظة وإطلاعه على كل التفاصيل لحل مشاكل المحافظة.
وكانت قوات الأمن العراقية قد أطلقت الرصاص على حشد من المحتجين ضد الحكومة، الجمعة، في مركز محافظة “ذي قار”، جنوبي العراق، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وفق مرصد حقوقي.
وقالت “هيئة حقوق الإنسان”، في “العراق”؛ إن 5 متظاهرين قتلوا وأصيب 271 شخصًا، من بينهم 147 عنصرًا من القوات الأمنية، خلال أحداث محافظة “ذي قار”، في الأيام الخمسة الماضية.
يأتي هذا فيما تستمر الاحتجاجات على تردي الخدمات العامة في مدينة “الناصرية”، مركز محافظة “ذي قار”.
من جانبها قدمت حركة “وعي”، في وقت سابق من يوم الجمعة، أربعة مقترحات لتجاوز الأزمة في محافظة “ذي قار”.
وذكر بيان للحركة: “ما زالت الناصرية تنزف شبابها؛ دونما إكتراث أو شعور بالمسؤولية من قِبَل الحكومات المتعاقبة”.
وأضاف البيان: “إننا في حركة (وعي) الوطنية نحذر من استمرار تصاعد حدة الصراع في المدينة، الذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى من المحتجين والقوات الأمنية، خلال الاحتجاجات المطالبة بإقالة الحكومة المحلية في المحافظة، ونعرب عن قلقنا واستنكارنا لاستخدام القوات الأمنية القوة المفرطة لفضّ الاحتجاجات السلمية”.
وشددت حركة (وعي)، بحسب البيان؛ على أن: “استخدام العنف ضد المتظاهرين يصعّد الموقف ويتسبب بعواقب لا تحمد عقباها، لذلك تدعو الحكومة الاتحادية إلى القيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على أرواح المتظاهرين والسماع إلى مطالبهم وتهدئة الأوضاع في المحافظة”.
وأكد البيان أن: “الأزمة في هذه المحافظة الحبيبة تحتاج إلى معالجات جذرية وحلول ناجعة؛ وليس لمجرد إجراءات شكلية روتينية، ولذلك نقترح الآتي :
أولاً: محاسبة قتلة المتظاهرين وعدم الإكتفاء بتشكيل اللجان التحقيقية ذات النهايات السائبة.
ثانيًا: تشكيل مجلس استشاري من أبناء المحافظة؛ يضم ممثلين عن المتظاهرين ووجهاء ونخب المحافظة.
ثالثًا: تكليف محافظ جديد بعيد عن المحاصصة الحزبية.
رابعًا: تعويض ذوي الشهداء والتكفل بمعالجة الجرحى بالسرعة القصوى”.
كما رحّب رئيس البرلمان، “محمد الحلبوسي”، الجمعة، بتكليف رئيس جهاز الأمن الوطني، “عبدالغني الأسدي”، محافظًا لـ”ذي قار”.
وقال “الحلبوسي”، في بيان: “ذي قار مدينة التاريخ والحضارة والأدب والفن، يقلقنا ويحزننا ما يجري فيها من سقوط ضحايا وجرحى من أبنائها الكرام ونقدر قرار رئيس الحكومة بتكليف أحد القادة الوطنيين المخلصين، وهو الفريق الركن عبدالغني الأسدي، محافظًا لإدارة الأزمة وإنهائها وتشكيل مجلس استشاري لمتابعة إعمار المحافظة”.
وأضاف: “سيتابع البرلمان باهتمام وحرص عمل هذا المجلس وسنعمل لديمومة التواصل معهم ودعمهم للخروج من مرحلة التوتر إلى استقرار ناجز وحقيقي”.
وأكد محافظ ذي قار، الجديد، “عبدالغني الأسدي”، الجمعة، أن رئيس الحكومة، “مصطفى الكاظمي”، كلفهُ بمهة إدارة المحافظة، وذلك في أول تعليق له عقب قرار التكليف.
وقال “الأسدي”، في مقطع مرئي: “كلفت بإدارة مهمة محافظ لذي قار.. إن شاء الله سنكون في خدمة الوطن والمواطن ومحافظتنا المنكوبة الجريحة، وبعد هذا اليوم لا نسمح لأنفسنا أن نقول إنها منكوبة وجريحة”.
ووجه رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، الجمعة، بتكليف رئيس جهاز الأمن الوطني، “عبدالغني الاسدي”، بمنصب محافظ “ذي قار”، بدلاً من “ناظم الوائلي”.
وقال مصدر حكومي في تصريح صحافي، إن: “رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أمر بتشكيل مجلس تحقيقي بالأحداث الأخيرة، التي شهدتها ذي قار، ومحاسبة المقصرين”.
وبحسب المصدر: “وجه الكاظمي كذلك؛ بتشكيل مجلس استشاري من الشخصيات المرموقة في ذي قار ترتبط به مباشرة لمتابعة إعمار ذي قار وإطلاع رئيس الوزراء على كل التفاصيل لحل مشاكل المحافظة”.
وكشف مصدر حكومي، الجمعة، عن تفاصيل إقالة محافظ “ذي قار”، “ناظم الوائلي”، عقب الأحداث التي شهدتها المحافظة.
وقال المصدر، إن: “رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، أمر بإقالة، الوائلي، من منصبه، بعد أحداث المحافظة وما رافقها من سقوط ضحايا، من المتظاهرين”.
وأضاف المصدر، أن: “الوائلي؛ وعقب إقالته، كتب استقالة (شكلية) ووزعها على وسائل الإعلام، يطلب فيها من رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، قبولها”، لافتًا إلى أن: “الكاظمي كلف رئيس جهاز الأمن الوطني، عبدالغني الأسدي، بإدارة المحافظة”.
على الجانب الآخر؛ أكد متظاهرو “الناصرية”، الجمعة، رفضهم لتكليف رئيس جهاز الأمن الوطني، “عبدالغني الأسدي”، محافظًا لـ”ذي قار”.
وقال بيان لـ”ثوار ساحة الحبوبي”؛ إنه: “بعد الأحداث الدامية والمؤسفة التي شهدت محافظتنا العزيزة، ذي قار، وراح ضحيتها ما يقارب (8) شهداء وأكثر من (150) جريح، في مجزرة أخرى؛ لتضاف للمجازر أحزاب السلطة وقواتها القعمية”.
وأضاف البيان: “لا زال أحرار الناصرية وثوارها الشرفاء يواصلون احتجاجهم السلمي، ولليوم الخامس على التوالي، رغم ما تشهد المحافظة من القتل والقمع والعنف للمطالبة بإقالة المحافظ الفاسد، ناظم الوائلي، ونوابه ومستشاريه وقائد الشرطة الذي ارتكب مجرزة، هذا اليوم، وتقديم المجرمين للعدالة لينالوا جزاءهم العادل”.
وأشار البيان إلى أن: “استقرار المحافظة وهدوئها وإعادة الأمن لها؛ لا يمكن أن يتحقق إلا بإقالة الفاسدين فيها وتحقيق المطالب جميعها، وفي الوقت نفسه نرفض رفضًا قاطعًا تنصيب، عبدالغني الأسدي، محافظًا لها ولو لساعة واحدة”.
وشددوا على ضرورة: “إبعاد المحافظة عن المماطلة والتسويف، اختيار محافظًا من أبناء المدينة يتمتع بكفاءة ونزاهة ووطنية واستقلالية”.