بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ/النساء171
ما معنى الغلو..؟ الغلو، هو الارتفاع ومجاوزة الحد سواء أكان في المعتقدات الدينية أو المديح لغير مستحق له .او وصف شيء معين بأكثر من حقيقته. واطلق على حين يوصف المخلوق بمقام الألوهية.
وهذا يؤدي الى خلل في المنظومة الاعتقادية للمجتمع , فهناك من غالا في أهل البيت(ع) وارتفع بهم إلى مقام الألوهية. وفي تراق اهل البيت عدد من الروايات التي تنهي عن ,رفعهم عن مقام العبودية لله تعالى، أو تفويض أمر الخلق إليهم، وهناك مغالاة في بعض الصحابة وزوجات النبي(ص) ولم نسمع من رد على تلك المغالاة .
ومن اكثر الاديان التي غالت في انبيائها هم اليهود والنصارى . لذلك يقول القران في الاية171 س “النساء وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ” اما اليهود قالوا (أن عزيرا ابن الله) ” السبب في غلوهم بعزير . لما ظهر بختنصر على بني إسرائيل ، هدم بيت المقدس وقتل قراء التوراة كان عزير غلاما فتركه .الى ان كبر فلما توفي عزير ببابل ، مكث ميتا مائة عام ، ثم بعثه الله تعالى إلى بني إسرائيل ، لما قال أنا عزير كذبوه وقالوا : قد حدثنا آباؤنا أن عزيرا مات ببابل ، فإن كنت عزيرا فاكتب لنا التوراة ، فكتبها لهم ، فقالوا هذا ابن الله ” هذه الرواية بينت أن عزيرا كان نبيا من أنبياء بني إسرائيل وأنه مات ثم بعثه الله بعد مائة عام .ذكر الله ذلك في سورة البقرة في قوله تعالى :(أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس.
ما هو راي القران في الغلو .؟ …..ظاهرة الغلو جدا. قديمة قدم الرسالات السماوية، حين تختلف رؤاهم وميولهم فيكون بينهم مغالاة .!! ويؤثر مستوى ايمان وثقافة المجتمع وما فيه من صراعات واعراف اجتماعية، أدت إلى ظهور الغلو وتحولت الى فِرق مغالية واصبحت تلك الرؤى حقيقة من اصول الدين وغيرها المعتقدات والممارسات في كل مجتمع .
** راي المذاهب الاسلامية في الغلو: ـ قالوا ان هذه الأمة ليست بمنأًى عن الغلو ، ولذا حذرنا الرسول(ص) عن الغلو، لا سيما في العبادة . ويرشدنا إلى اتباع السنة ،ويقول : خذوا مني مناسككم . وبعد وفاة رسول الله(ص)ظهرت فرقٌ غلت في أمور اعتقادية ، منهم الخوارج والقدرية ، **القدرية فرقة كلامية من أول الفرق الإسلامية المخالفة ,ظهرت في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز،أسسها غيلان القدري . قتله هشام بن عبد الملك بالشام، فكرتهم .(أن الله لا يعلم شيئا إلا بعد وقوعه وإن الأحداث بمشيئة البشر وليست بمشيئة الله).
** ويقول علماء المذاهب الاسلامية في تحديد نوعين من الغلو.
ــ النوع الأول :الغلو الاعتقادي: في الأنبياء والصالحين، كمن يغلو في نبي من الأنبياء كمن يجعله ابنا لله او ثالوثا . او يستغيث به ، “ويسأله من دون الله “أو يدعي أنه يعلم الغيب ،غير ذلك من خصائص الله .ثم ينتقلون الى قبور الصالحين ،والدعاء الى الله عند قبورهم, او إجابة الدعوات تحت قبة الامام فلان ،عندهم هذا من الغلو الاعتقادي . ومن اهم النقاط التي يعتقدون بالغلو فيها هو التكفير بغير برهان من القران ومن النبي (ص) ولكن المذهب الوهابي شذ عن مذاهب التسنن في هذه النقطة , حيث كفروا الشيعة رغم عشرات الادلة عندهم ..تبين انهم المشار اليهم في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ : يقول ابن كثير اخبرنا تعالى عن الأبرار الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم خير البرية وقد استدل بهذه الآية أبو هريرة وطائفة من العلماء على تفضيل المؤمنين على الملائكة لقوله “أولئك هم خير البرية”. انتهى.
**اما علماء السنة غير ابن كثير يقولون: تشير الاية : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ” تقول اراءهم ( أخرج الطبري في تفسيره 30 عن أبي الجارود : فقال: قال النبي(ص)”أنت يا علي وشيعتك: “وروى الخوارزمي في مناقبه ص 66 عن جابر قال: كنا عند النبي(ص) ــ فأقبل علي(ع)فقال رسول الله: قد أتاكم أخي ــ ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده وقال:(والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة)، ثم قال: إنه أولكم إيمانا وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية،.ثم قال: في تلك اللحظة نزلت : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، وكان الصحابة إذا أقبل علي(ع) قالوا:” قد جاء خير البرية”. ثم يأتي ابن كثير يصفهم بالمغالين .كونهم يزورون خير البرية.
ــ وكتب ابن الصباغ المالكي في فصوله ص 122 عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال النبي(ص) لعلي(ع): أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين. ورواه الحموي في فرائده بطريقين عن جابر: وقال ابن حجر في ” الصواعق ” ص 96 في الآيات الواردة في “أهل البيت”(ع):الآية الحادية عشرة قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية.واخيرا ثبت في صحيح البخاري ، من حديث أبي سعيد مرفوعًا ، أن النبي (ص)قال : « إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ »
من هو المشار اليه من ضئضئه يخرج ناس يقتلون اهل الاسلام ..؟
لانقل لك الرواية من البخاري ومسلم . لما جعل النبي(ص) عليا(ع) واليا على اليمن ,بَعَثَ عَلِيٌّ (ع)إلى النبيِّ(ص) بقطعة ذهب بترابها. فَقَسَمَهَا بيْنَ اربعة من اهالي نجد دون اهل مكة ,فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ والأنْصَارُ، قالوا: يُعْطِي أَهْلِ نَجْدٍ ويَدَعُنَا، فقالَ: إنَّما أَتَأَلَّفُهُمْ… فشاع الخبر .
فأقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ أي الخلق من الثياب البالية والاخلاق السيئة، فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ يا مُحَمَّدُ، فَقالَ: له أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ علَى أَهْلِ الأرْضِ ولا تَأْمَنُونِي فارادوا قتله فمنعهم , ثم قالَ: إنَّ مِن ضِئْضِئِ هذا، قَوْمً يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإسْلَامِ ويَدَعُونَ أَهْلَ الأوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ.الراوي : اخرجه أبو سعيد الخدري في صحيح البخاري.
هاتان الصفتان اللتان ذكرهما النبي (ص) هما صفتان ، توجدان في كثير من فرق الغلاة الان (فهم قليلو العلم ، جاهلون بالشرع) . ولهذا حتى لو قرئوا القرآن فإنه لا يجاوز حناجرهم ، بمعنى أنهم يقرئون بدون فهم ، ولا يهتدون بهدي القرآن، ولا ينتفعون بمواعظه ، ودينهم وعقيدتهم استباحة الدماء ، وقتل المسلمين ” نتيجة تكفيرهم جميع المسلمين فهم فتنة العصر يكفرون اهل القبلة ويبذلون مساعيهم للتطبيع من الصهاينة المغتصبين ويكرهون النبي واله خاصة .. اما الشيعة فيدعون إلى استباحة دمائهم .
النوع الثاني :ـ •الغلو العملي : والمراد بالغلو العملي هو : الزيادة في العبادة . مثلا يغالون في عبادة من العبادات على الحد الذي وضعه الشرع ظنا منهم التقرب إلى الله فيشق على نفسه ، مثل الشخص الذي يصوم ولا يفطر يسمى صيام الوصال ، أو يقوم الليل كله ولا يرقد ، أو يتعبد لله باعتزال الزوجات .هذه الظاهرة وجدت في عهد النبي ( ص) في قصة الرهط الثلاثة الذين سالوا عن عبادة النبي(ص) ثم قرر احدهم أما أنا فأصلي الليل ولا أرقد . وقال الآخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر . وقال الثالث : وأنا أعتزل النساء . فلما علم النبي(ص) بقرارهم أنكر عليهم هذا الانحراف عن السنة ،فقال(ص)«إِنِّي أَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ».هذا الغلو في الاعتقاد أشد خطرًا لانه يكون متحجر وفيه خطر على الأمة ؛ ومنه نشأت الفرق الضالة التي انحرفت عن النصوص الدينية واستباحت دماء المسلمين وأموالهم واعراضهم ، وأوقعت في بلاد الإسلام الفتنة .
**ما هي الوسطية؟ـ قال تعالى:( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )كثيرون يقولون: الإسلام دين الوسطية، وكلٌّ يعبر (بالوسطية) عن مفهومه الخاص . كثير من المسلمين يوصفون بالانبطاح والتراخي في تنفيذ نصوص الدين ويفرط في أوامر الله ونواهيه، غالبا نجد هذا الراي يتردد عند الحديث عن أهل الكتاب للترفُّق بهم (في كل موضع)لكسب ودِّهم. هذه وسطية مغلوطة والبعض يحكمون على شعائر الدين بالوسطيَّة! هؤلاء الوسطية عندهم بين الالتزام بأوامر الله ونواهيه او تركها تماما كأنهم يقولون: “التزم لكن ليس بكل شيء”!
حقيقة الوسطية تقع بين وسطين محذورين مثلا:،(الشجاعة تقع بين التهور والجبن) (الكرم يقع بين البخل والاسراف)(الاعتدال في حبّ أهل البيت “ع”يقع بين الغلو والبغض)، وقد نبّه النبي(ص)والاَئمة(ع)على هلاك الغالين والمبغضين ونجاة المعتدلين في حبهم. قال الامام علي (ع) :« قال لي النبي(ص):فيك مثلٌ من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أُمّه ، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به » .ثم قال(ع) :« يهلك فيَّ رجلان: محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيَّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني »
هناك غلو عند البعض اصحاب النيات الساذجة , مثلا يصفون الدين بالغلو ، فتجدهم يصفون حجاب المرأة المسلمة بالغلو ، ومن يصف تحريم المعازف والغناء التي جاءت النصوص بتحريمها بالغلو ، بينما كل هذه الأمور جاءت بها نصوص الشريعة ، فهي من الإسلام ، وليست غلو.اما صور الجفاء مع النبي(ص) فقد أمرنا الله تعالى بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وقال(من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً) رواه البخاري، وقال: (البخيل: من ذُكِرْتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ) عن ابن حجر، وقال(ص)(ما جَلَس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلّوا على نبيهم إلا كان عليهم (حسرة وندامة)، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم) اما اهل بيته فالبعض يترفع ان يصلي عليهم بقرينة الصلاة على النبي.
** راي القران في المغالاة عند الاديان السماوية : ــ الاسلام رسالة عالميّة خاطبت البشريّة دون استثناء وتكلَّم القرآن عن الأديان السابقة، فإبراهيم ومَنْ قبله من الأنبياء والرسل ومَنْ بعده هم مبعوثون من الله حقّاً، ورسالتهم صدقٌ، “واعتبر الإيمان بهم واجباً شرعيّاً لا يكتمل إسلام الفرد إلاّ بهم” وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ” وتحدث القران عن نوح وإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ هذه عالمية الاسلام . ولذلك اعتبر القران هذا الاعتراف : ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ﴾ ولما كان الاعتراف بكل الاديان السماوية ضرورة جعل الله الاسلام الشريعة المتممة لجميع الكتب السماوية فقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ لم تكن هذه الدعوة للاسلام منحصرة في القرآن وحده، بل دعا الأنبياء السابقون أتباعهم إلى الإيمان بالنبيّ الخاتم.
ومن الاراء القرانية في عالمية الاسلام والابتعاد عن الغلو . وان الإيمان لا يكون بالإكراه والقوة: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ﴾ .
نظراً لأهمّيّة الموضوع ، نبين ان الإسلام، سواءٌ نُعت كونه ديناً أو فكراً أو مذهباً أو أيديولوجيا، فهو الوحيد الذي نظر إلى الإنسان بعيداً عن التحيُّز العرقيّ أو القوميّ، فخطابُه موجَّهٌ لكلّ انسان او امة بدعوتهم إلى الإيمان، كونه دين الوسطية(بالعدل والمساواة). ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ).وفصَّل النبيّ| هذا المبدأ في خطبة بحجّة الوداع. فقال لهم «لا تصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذِّبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أُنزل إلينا». يخاطبه الله تعالى: “{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها” بعيداً عن أجواء الإكراه والجبر.
تاريخ ظهور المجوسيّة والصابئة وما هي عقائدهم .؟ هذه مسألة لا يعرف عنها العرب؛ لانعدام الأدلّة التاريخيّة لديهم,إلاّ من بعض النصوص المتفرِّقة، وروايات يفهم منها إلحاق المجوس والصابئة بأهل الكتاب. في رواية عن الإمام الصادق(ع)أنّه سُئل: هل كان للمجوس كتاب؟ فأجاب: ألم يصل إليكم أنّ رسول الله(ص) قال لأهل مكة: إمّا أن تسلموا وإما أن تدفعوا الجزية مكرَهين، فطلب منه أهل مكّة اعطاء الجزية ويتركهم على دينهم، لكنّ الرسول| قال لهم: إنّ الجزية إنّما تؤخذ من أهل الكتاب، فسألوه: لماذا أخذها من المجوس؟ فأجابهم النبيّ(ص): إنّه كان للمجوس نبيّ لكنَّهم قتلوه، وكان لهم كتاب أحرقوه بالنار،.
ـــــــــ راي القران في عيسى بن مريم(ع) يُعرف بيسوع في العهد الجديد، “هو رسول من رُسل الله من أولو العزم ” أرسله الله نبيًا لبني إسرائيل يدعوهم إلى التوحيد لله وحده … أيدّه بالمعجزات الدالة على صدقه وأتاه الإنجيل، واوجب الاسلام الإيمان بعيسى، ولا يصح ايمان مسلم بدونه. وقد ذُكر عيسى (ع) في القرآن 25 مرة، بينما ذُكر محمد 4 مرات.
والاسلام يقدس شرف وعفة السيدة مريم العذراء . ويعتبر ولادته معجزة إلهية، إنها حملت به وهي عذراء من دون زوج بأمر من الله وكلمته قال تعالى: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ”(فأدم وحواء أبوا البشر خُلقا من دون أب ولا أم، وكل البشر خُلقوا من أب وأم، وأما عيسي فمن أم بلا أب) . هذه الولادة العجيبة نسجت عليها قصصا بين المغال ومن طعن بعرض الامم. بينما الاسلام يخكي ان هذه المراة نزل عليها جبرائيل(ع).
يصف القران ولادته بحقيقة كرامتها {انّ الله بشّرها بولادة عيسى(ع) فأرسل إليها جبرائيل فتمثّل لها بشراً وبلغها البشارة بأنّ الله سيهب لها طفلاً يكون رسولاً إلى بني إسرائيل وأخبرها بمنزلته العظيمة عند الله ، ثمّ نفخ فيها فحملت} ” فأرسلنا إِلَيْهَا روحنا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بالرحمن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رسول رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كذلك قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ ورحمة مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا.
ــــــــ ولذا انصف المسيحيون عليا(ع) وسطرت اقلامهم فصلا من روائع الادب العربي والاسلامي . هذا بولص سلامة يخاطب عليا ..
يا أمير البيان هذا وفائي ******** أحمد الله أن خُلقت وفيَّا
سفر خير الأنام من بعد طه *** ما رأى الكون مثله آدميَّا
فإذا لم يكن عليّ نبيّاً ************* فلقد كان خلقه نبويَّا
جلجل الحق في المسيحيّ حتى *** عُدّ من فرط حبّه علويَّا
يا سماءُ اشهدي ويا أرض قرّي * واخشعي إِنني ذكرت عليَّا
** اما المرحوم جورج جرداق الكاتب المسيحي قال :حين اتممت تاليف موسوعتي “علي صوت العدالة الإنسانية” سنة ١٩٥٧، كانت الطباعة حينها تحتاج لامكانيات مادية الا املك ان انشر الكتاب فوصل الخبر الى رأس الكنيسة المارونية فأرسل لي : أن عليّاً ليس للشيعة او للمسلمين هو للإنسانية، فطبع الكتاب برعاية الكنيسة المارونية في لبنان.وفي آخر طبعةٍ لهذه الموسوعة (٢٠١٣)،جاء في مقدمتها: عليٌّ ليس لطائفة او لدين هو للناس أجمعين.. وكل إنسانٍ حقيقيّ فيه شيءٌ من عليّ.
يقول جورج جرداق :هل عرفت الإنسانية صاحب سلطان تمرد على سلطانه ليقيم الحق في الشعب، اوصاحب ثروة أنكرها الا ما ياكل منها قرص الشعير .. وهل سمعت من يقول وللذهب والفضة غري غيري. وهل رايت حاكما عاش فقيرا ومات فقيرا الا عليا (ع).. وشارك الصابئة في اراءهم وعقيدتهم بهذا الرجل لعظيم وولده الحسين . فقل شعرهم : قدمـت وعفـوك عـن مقدمـي // اسيرا كسيـرا حسيـرا ضمـي / قدمـت لاحـرم فـي رحبتـيـك /سـلام لمثـواك مـن مـحـرمِ /فمذ كنت طفلا رأيـت الحسيـن/منـارا الـى ضـوءه انتـمـي/ومذ كنت طفلا عهدت الحسيـن رضاعـا ولـلآن لـم افـطـمِ/ومذ كنت طفلا وجدت الحسيـن/مــلاذا بـأسـواره احتـمـي//سـلامٌ عليـك فأنـت الـسـلام//وان كنـت مختضـبـا بـالـدمِ/ وانـت الدليـل الـى الكبريـاء/بما ديس مـن صـدرك الاكـرم/لقد قلت للنفـس هـذا طريقـك/لاقي بـه المـوت كـي تسلمـي..
وشارك النصارى في واقعة كربلاء : ومنهم النموذج النسويّ في المعسكر الحسينيّ: نساءٌ قدمن طاعة المعصوم على محبّة الولد والزوج -أمّ وهب النصرانيّة وزوجة ابنها كانت وابنها على الديانة النصرانيّة،ولكنّ القدر لعب دوراً بذلك، فقدّر لهما أن ينزلا في مكانٍ سبقهم الإمام الحسين(ع) اليه، فوقعت هيبتةُ في نفس وهب وأمّه .. فدخل نور الهداية قلبهما وقررا الالتحاق بثورة الحسين . وقفت الأمّ تشجع ولدها على القتال ..لم تكتفِ بذلك بل بعد استشهاده أخذت بيدها عمود الخيمة، وأخذت تُدافع عن الحسين فلمّا شاهدها الإمام (ع) سارع الى إرجاعها الى الخيمة قائلا أنّ الجهاد وجب على الرجال دون النساء ووعدها الجنة .
الله يعينك مالك معين /أنا منين أجيب المرتضى منين/بوي الناس تفقد واحد اثنين/وقومك على الغبرا مطاعين/عن كربلا بوي غبت وين/وأنا فقدت يا ناس سبعين…شيخان والعوجة اعدلوها** وارواحهم كلها ابذلوها ** لريحانة الهادي فدوها .. يا حيف زينب ما احضروها … من يوم للطاغي خذوها … وتسمع باذنها شتم ابوها ؟؟ انا منين ابو فاضل اجعده … واركب جفوفه فوك زنده .. واكله الحرم صارن بشدة ؟؟