بعد عملية قصف”مطار أربيل الدولي”والتي فسرتها أوساط المراقبين والمحللين السياسيين بأن النظام الايراني بدأ بتحريك أوراقه من أجل الضغط على واشنطن من أجل تسريع فتح باب مفاوضات العودة لـ”الاتفاق النووي” من موقع قوة. يبدو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صار يشعر بالکثير من القلق والتوجس من إنفجار أوضاعه الداخلية والتي هي أشبه ماتکون بقنبلة مٶقتة قد تنفجر في أية لحظة، ومما لاريب فيه فإن هذا النظام يرى في إن العودة الامريکية للإتفاق النووي من شأنه أن يمنح شيئا من الامل للشعب الايراني ويهدئ من روعه.
مراهنة النظام الايراني على الاتفاق النووي وتعويله عليه بما يمارسه من إبتزاز مفضوح لإدارة بايدن، لايمکن أن يکون بمثابة حل حاسم ومٶثر وفعال للمشاکل المستعصية التي يعاني منها هذا النظام، إذ أن جذور هذه المساکل أعمق وأکثر قدما من ذلك ولعل ماقد أشارت إليه صحيفة “جهان صنعت” الحكومية، في مقالها يوم الأحد 14 فبراير 2021 إلى أزمات النظام الايراني مستعصية الحل وخلصت إلى أنه لن تحل أي مشكلة حتى لو رفعت كل العقوبات الدولية، وأن الأزمات الاجتماعية والوضع المتفجر في المجتمع الإيراني ستظل على ما هي عليها.
هذه الصحيفة الحکومية التي إعترفت في المقال آنف الذکر بأنه:” حتى لو كان العالم كله صديقا لإيران، وحتى لو رفعت جميع العقوبات الدولية عن إيران واستطعنا تصدير كميات من النفط أكثر من المعتاد، فإن ما تواجهه إيران من مشاكل وتحديات ستظل على ما هي عليها.” وأضافت الصحيفة وهي تشير الى أن أصل المشکلة في النظام نفسه وليس في العقوبات الدولية عندما قالت:” فضلا عن أن مصدر مشاكل الاقتصاد الإيراني اليوم محلي وأن أنواع الفيروسات الموجودة داخل إيران ضاعفت من حدة انهيار الاقتصاد تحت وطأة التحديات العابرة للحدود. وبالتالي، فإنه ليس من شأن الاستراتيجيات الموجودة في الداخل أن تأخذ بيد البلاد في مسار التقدم حتى لو لم تكن هناك عقبات دولية تعيق تقدم إيران.”، والحقيقة إن مشکلة النظام الايراني تعود أساسا الى فشل التخطيط الاقتصادي فيه والى إن أموال ومقدرات الشعب الايراني قد جرى إهدارها بصورة وطريقة لم تخدم مصالح هذا الشعب ولم تأخذ بعين الاعتبار أجياله القادمة، والمشکلة الکبرى إن الشعب الايراني وهو يواجه الجحيم المستعر الذي خلقه هذا النظام له من جراء الغلاء والتضخم، فإنه يعلم بأن المسٶول عن ذلك هو النظام الايراني نفسه وليس أي شئ آخر.