دفع التصعيد العسكري من جانب السودان في ملف قفشة المتنازع عليها مع أثيوبيا العديد من المراقبين للقول بأن حكومة السودان قد تكون مضطرة للتصعيد في أحد ملفاتها الخارجية للهروب من الضغوط عليها في الداخل. التصعيد جاء من جانب السودان في منطقة قفشة المتنازع عليها منذ 80 عاما بين البلدين، جاء في وقت يتزايد فيه الخلاف بين الخرطوم وأديس أبابا حول سد النهضة، بالرغم من صدور حكم سابق من محكمة العدل الدولية بتبعية هذه الأراضي لأريتريا وليس لأثيوبيا ولا السودان.
جاءت شكوك المراقبين في نوايا الخرطوم في هذا الملف الشائك بالنظر إلى أن السودان لا يملك في الوقت الحالي إمكانيات عسكرية أو مالية تكفي لتحقيق أى نصر من أى نوع في أى مواجهة محتملة مع الجار الأثيوبي، والذي لا يملك هو أيضا أى إمكانيات كفيلة بالدخول في صراع مسلح في هذا الوقت.
مراقبون قالوا إن السودان ليس لديه إلا فرقة مشاة ميكانيكية واحدة و3 ألوية مدرعة أحدها ملحق بالحرس الرئاسي السوداني، وهى قوات لا يمكن لها كسب حرب قصيرة فضلا عن نزاع عسكري طويل الأمد، ودلل حازم على ذلك بفشل الجيش السوداني في حسم أى صراع عسكري مع الميلشيات السودانية المتمردة سواء في دارفور أو في مناطق شرق وجنوب السودان ، وهو الفشل الذي دفع الحكومة السودانية في نهاية المطاف للتوصل لتسوية سياسية مع هذه الفصائل.
أرجع مراقبون أن يكون سبب التصعيد السوداني الحالي هو رغبة المجلس السيادي الانتقالي الحاكم في البلاد في الهروب من المرحلة التالية من الاستحقاق الديمقراطي باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تأتي برئيس مدني وبرلمان يختار حكومة جديدة وحل مجلس الرئاسة الحالي مع انتهاء فترته الدستورية المنصوص عليها في الاتفاق السياسي الذي أطاح بالرئيس السوداني السابق عمر البشير.