24 ديسمبر، 2024 5:10 م

جاءت بموافقة أميركية .. زيادة قوات الـ”ناتو” تثير جدلاً عراقيًا وسط موقف حكومي غامض !

جاءت بموافقة أميركية .. زيادة قوات الـ”ناتو” تثير جدلاً عراقيًا وسط موقف حكومي غامض !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أثارت زيادة عدد قوات الـ (ناتو) في “العراق”، من 500 جندي إلى 4000، جدلاً واسعًا في الداخل العراقي، مما اضطر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، “تحسين الخفاجي”، إلى التصريح بأن الأرقام المتداولة بشأن عدد قوات “حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو)، الإضافية، ليست دقيقة، وأكد أن مهمة “التحالف الدولي” القتالية: “مختصة بالطيران فقط”.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية، (واع)، عن “الخفاجي”؛ قوله في تصريحات لقناة (العراقية) الإخبارية، إن قوات “حلف شمال الأطلسي” تختص بتدريب القوات العراقية.

وأضاف أن: “الأرقام بشأن عدد قوات الـ (ناتو) الإضافية، ليست دقيقة، والحديث عن وصول قوات إضافية لـ (الناتو) أمر سابق لأوانه”.

ذريعة لزيادة دور القوات الأميركية !

من ناحية أخرى، نقلت الوكالة عن، “نعيم العبودي”، عضو مجلس النواب عن تحالف (الفتح)، رفضه زيادة عدد قوات الـ (ناتو) في “العراق”، ونفى أن يكون لتحالف (الفتح) أي علم بنية الحكومة زيادة أعداد قوات الحلف.

ووصف “العبودي”، زيادة عدد قوات “حلف الأطلسي”؛ بأنها: “ذريعة لزيادة دور القوات الأميركية في العراق”.

وأشار إلى أن: “قوات الـ (ناتو) لن تدخل إلى العراق، والبرلمان سيمنعها”، مشددًا على أن: “زيادة عدد قوات الـ (ناتو) أمر مرفوض من القوى البرلمانية”.

توسيع مهمة الـ”ناتو” في العراق..

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، “ينس ستولتنبرغ”، قال الخميس الماضي، إن الـ (ناتو) سوف يوسع مهمته في العراق: “إلى ثمانية أضعاف حجمها الحالي”.

وقال “ستولتنبرغ”، بعد اجتماع مع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف، وهو الأول منذ تولي الإدارة الأميركية الجديدة مقاليد الحكم: “قررنا اليوم توسيع مهمة الـ (ناتو) التدريبية في العراق. ستزيد مهمتنا من 500 فرد إلى نحو 4000 فرد”.

بطلب من الحكومة العراقية !

وردًا على الدعوات الرافضة لزيادة قوات الـ (ناتو)، أكد قائد بعثة “حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو) في العراق، “بيير أولسن”، أن: “وجود البعثة جاء بطلب من الحكومة العراقية، وأن أي توسيع للمهام سيكون بناءً على طلب الحكومة العراقية”، مبينًا أن: “بعثة الـ (ناتو) تدعم العراق لمواجهة الإرهاب والتطرف”.

من جانبه؛ أكد مستشار الأمن القومي العراقي، “قاسم الأعرجي”، خلال استقبال “أولسن”، أن “العراق” يعمل على الاستفادة من خبرات “حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو)، حسبما أفاد بيان للمكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي العراقي. ولفت “الأعرجي” إلى حرص “العراق” على التعاون مع المجتمع الدولي، منوّهًا بأن القوات العراقية لديها خبرات كبيرة.

واعتبر أن” “العراق ليس جزءًا من أي مشكلة إقليمية، بل هو جزء من الحل”، موضحًا أن “بغداد” ستعمل على الاستفادة من خبرات الـ (ناتو)”.

نفي عراقي..

إلا أنه نفى، في وقت لاحق، أن تكون بلاده قد اتفقت مع “حلف شمال الأطلسي”، الـ (ناتو)، على زيادة أعداد مدربيه في “العراق”.

وشدد “الأعرجي” على عدم وجود اتفاق من هذا النوع مع الـ (ناتو)، قائلاً إن الحلف يعمل في البلاد بموافقة الحكومة العراقية وبالتنسيق معها، وإن مهمته استشارية وتدريبية وليست قتالية.

وأضاف “الأعرجي”، في تغريدة على (تويتر)؛ أن: “العراق يتعاون مع دول العالم، ويستفيد من خبراتها في المشورة والتدريب، لتعزيز الأمن”.

موقف غير واضح..

تعليقًا على ذلك، قال “جاسم البخاتي”، الكاتب والمحلل الإستراتيجي العراقي، إن: “قرار الـ (ناتو) يتسم بشيء من الوضوح، وهو اقتصار وجودهم في العراق على التدريب والاستشارات العسكرية مع تقليص أعدادها تباعًا”.

وأضاف أن موقف الحكومة العراقية يتسم، في المقابل، بعدم الوضوح فيما يتعلق بوجود الـ (ناتو) وحدود دوره في المرحلة المقبلة، لافتًا إلى أن قصف واستهداف وجود الـ (ناتو) أمر وارد في المرحلة القادمة، فضلاً عن أن هناك رفضًا شعبيًا وحزبيًا وبرلمانيًا لوجود القوات الأجنبية في “العراق”.

قرار أميركي..

وقال عضو مجلس محافظة كركوك، “نجاة حسين”؛ إن: “الأجهزة الأمنية العراقية أحرزت تقدمًا كبيرًا في محاربة  تنظيم (داعش) الإرهابي”، مضيفًا أن ما يحتاج إليه “العراق” هو معلومات استخبارية وقوة جوية وليس قوات من الـ (ناتو) أو غيره، لأنها ستشكل عبئًا علي “العراق”، وأن هناك عقدًا مع “الولايات المتحدة الأميركية” يقضي بتسليم “العراق” عشرات الطائرات؛ ولم يصل سوى 20%.

مضيفًا: “أن القرار بزيادة عدد قوات الـ (ناتو) في العراق؛ هو قرار أميركي بعد أن عجزوا عن السيطرة  على الوضع في العراق”، موضحًا أن جلب قوات إضافية إلى “العراق” ليس بالأمر السهل.

لا يمثل سياسة واشنطن..

فيما قال رئيس المركز “الأوروبي” لدراسات مكافحة الإرهاب، “جاسم محمد”، إن: “هناك ترحيبًا بدور الـ (ناتو) من المؤسسات العراقية على أساس أنه دور تدريبي وليست له أي تدخلات سياسية بالشأن العراقي، وأنه بديل للقوات الأميركية”.

وأوضح أن الـ (ناتو) مرتبط بـ”الولايات المتحدة”؛ لأنها الممول الرئيس له، إلا أنه لا يمثل سياسة “واشنطن”، ولكن يدافع عن مصالحها.

لمواجهة تنظيم “داعش”..

أما الخبير السياسي والإستراتيجي، “علاء النشوع”، فيرى إن: “خطر تنظيم (داعش) الإرهابي لازال موجودًا في العراق، وكذلك الفصائل المسلحة، لذلك قام حلف الـ (ناتو) بتوسيع مهامه”.

وأضاف أن وجود الـ (ناتو) في “العراق”؛ يرجع لقرار دولي سابق، مشيرًا إلى أن الحكومة العراقية برئاسة، “الكاظمي”، ترغب في تواجد قوات الـ (ناتو)، حيث إنها لا تستطيع مواجهة الفصائل المسلحة بمفردها، بالإضافة إلى أن هناك أجندات إقليمية ودولية تؤثر على الحالة السياسية والأمنية.

ويعرض موقع (سبوتنيك) الروسي تسلسلاً زمنيًا لمهام الـ (ناتو) في “العراق”؛ كالآتي :

– في 22 حزيران/يونيو 2004، أرسل رئيس الوزراء العراقي، حينها، خطابًا إلى حلف الـ (ناتو)؛ لطلب دعم الحكومة العراقية في المهام التدريبية والمساعدات الفنية.

– في 28 حزيران/يونيو 2004، وافق الحلف، في قمته التي انعقدت في “إسطنبول”؛ على تقديم الدعم للحكومة العراقية.

– 30 تموز/يوليو 2004، بدأ الحلف تحديد أفضل الطرق لتنفيذ مهمته التدريبية للقوات العراقية داخل “العراق” وخارجه.

– 7 آب/أغسطس، وصل “العراق” أول عنصر من عناصر الـ (ناتو)؛ وتبع ذلك فريق من 50 ضابط.

– 22 أيلول/سبتمبر 2004، وافق الحلف على توسعة أنشطته التدريبية داخل البلاد.

– في تشرين ثان/نوفمبر 2004، أعد الحلف قواعد خاصة بعمل قواته في “العراق”؛ ووضع قواعد خاصة بالاشتباك في حالة تعرضت قواته لهجوم.

– في 9 كانون أول/ديسمبر، أعلن وزراء خارجية الحلف بدء المرحلة الثانية من مهامه في “العراق”.

– في 16 كانون ثان/ديسمبر، تم الموافقة على إرسال 300 فرد آخرين من الحلف؛ وتسمية مهمته: بـ”مهمة الـ (ناتو) التدريبة في العراق”، التي تعرف اختصارًا: بـ (إن. تي. إم-آي).

– في نهاية 2004، تم استكمال تأسيس مهمة الحلف في “العراق”، بطلب من الحكومة العراقية، ووفقًا لقرار “الأمم المتحدة” رقم 1546، وذلك بتوفير التدريب والدعم للقوات العراقية ومنحها بعض المعدات العسكرية اللازمة.

– شباط/فبراير 2005، تم استكمال التمويل الخاصة بمهمة الحلف في “العراق”.

– 2006؛ قمة الـ (ناتو) في مدينة “ريغا”، عاصمة “لاتفيا”، توافق على توفير مدربين متخصصين لدعم مهمة الحلف في “العراق”.

– 2007، قرر الحلف مد عملياتهم التدريبية لتشمل تدريب وحدات جديدة من القوات العسكرية، التي يمكنها العمل مع قوات الشرطة التقليدية.

وتتميز تلك القوات بتدريب وعتاد عسكري، مثل باقي قوات الجيش، لكنها مدربة أيضًا للقيام بمهام الشرطة التقليدية في التعامل مع الاضطرابات الداخلية، وكان الهدف منها سد الفجوة بين ما المهام الروتينية للشرطة والعمليات العسكرية.

– كانون أول/ديسمبر 2008، تم توسيع مهام الحلف لتشمل تدريب قادة القوات الجوية والبحرية وتدريب المسؤولين عن المؤسسات الأمنية والعسكرية وعمليات التسليح الخاصة بالأسلحة الخفيفة؛ بطلب من الحكومة العراقية.

– في 5 تشرين أول/أكتوبر 2010، وافقت “إيطاليا” على طلب الحكومة العراقية لتدريب قوات الشرطة الخاصة بحماية المنشآت النفطية ضمن مهمة الـ (ناتو).

– نيسان/أبريل 2011، وافق الحلف على اعتماد حالة الشراكة مع “العراق”.

– في 31 كانون أول/ديسمبر 2011، واجهت مهمة الحلف عقبات تتعلق بالحالة القانونية لعملها في “العراق”.

– في أيار/مايو 2012، وافق “العراق” على برنامج الشراكة مع “حلف شمال الأطلسي”.

– حزيران/يونيو 2012، تم افتتاح خلية خاصة بالحلف في “بغداد”؛ للإشراف على عملية التحول إلى برنامج الشراكة مع “العراق”، وتحديد احتياجاته العسكرية.

– في 24 أيلول/سبتمبر 2012، تم توقيع برنامج الشراكة بين “العراق” والـ (ناتو)، الذي يركز على التعليم والتدريب وآليات مكافحة الإرهاب ومكافحة المتفجرات وبناء المؤسسات الدفاعية.

– في 31 تموز/يوليو 2015، وافق الحلف على طلب الحكومة العراقية؛ دعم مؤسساته الدفاعية والمنشآت الخاصة بها.

– في 1 آذار/مارس 2016، قام أمين عام حلف الـ (ناتو) بزيارة “العراق”؛ والتأكيد على مواصله دعمه والإشادة بما تم تحقيقه من تقدم في المجالات الأمنية.

– نيسان/أبريل 2016، بدأت مهام تدريب ضباط الأمن العراقيين في “الأردن”، ووصل عدد المتدربين، حتى كانون أول/ديسمبر من ذات العام؛ إلى 350 ضابط.

– في 19 آيار/مايو 2016، وافق الحلف على تقديم مزيد من الدعم لمهامه الخاصة بتدريب قوات الأمن في الخارج لزيادة قدرتهم على تأمين المنشآت والمناطق التي يعملون بها.

– تموز/يوليو 2016، وافق الحلف على بدء تدريب قوات الأمن العراقية في الداخل؛ بالتوازي مع مهام التدريب في الخارج.

وأعلن الحلف أيضًا دعمه المباشر لـ”التحالف الدولي” لهزيمة (داعش) في “سوريا” و”العراق”؛ عن طريق دعم مهام الاستطلاع.

– 18 تشرين أول/أكتوبر 2016، بحث “العراق” سُبل دعم الحلف سياسيًا وأمنيًا لعملايته العسكرية ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، في “الموصل”.

– كانون ثان/يناير 2017، وصل فريق من الحلف إلى “بغداد”؛ لتنسيق عمليات تدريب قوات الأمن العراقية.

– 25 آيار/مايو 2017، أنضم الـ (ناتو)، لـ”التحالف الدولي” لهزيمة (داعش) الإرهابي.

– تشرين ثان/نوفمبر 2017، أعلن “العراق” تحرير “الموصل” من تنظيم (داعش) الإرهابي، بمشاركة الـ (ناتو).

– في 22 كانون ثان/يناير 2018، بعث وزير الدفاع الأميركي حينها، “جيمس ماتيس”، خطابًا إلى الـ (ناتو) لزيادة عملياته التدريبية في “العراق”.

– شباط/فبراير 2018، وافق الحلف على طلب عراقي بجعل عمليات الـ (ناتو) في “العراق” مستدامة.

– آذار/مارس 2018، زار أمين عام حلف الـ (ناتو)، “ينس ستولتنبرغ”، العراق للمرة الثانية وزار قاعدة (بسمايا)، التي يتخذها الحلف مقرًا لتدريب القوات العراقية.

– في 22 حزيران/يونيو 2018، وافق الحلف على خطة عمل قواته في “العراق”، وفي 11 تموز/يوليو من ذات العام؛ أطلق مهمته التدريبية غير القتالية في “العراق” لدعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب.

– تشرين أول/أكتوبر 2020، وافق وزراء دفاع الـ (ناتو) على بدء التخطيط لتوسيع مهمة الحلف في “العراق”، بناء على طلب الحكومة العراقية.

– شباط/فبراير 2021، قرر وزراء دفاع الحلف زيادة حجم قوات الـ (ناتو) في “العراق”، من 500 فرد إلى 4 آلاف فرد، إضافة إلى التوسع في المهام التدريبية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة