19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

السلطة القضائية واجهزة فرض القانون ارهاب الدولة نموذجآ (شيئ من تاريخ الاستبداد الشرقي)

السلطة القضائية واجهزة فرض القانون ارهاب الدولة نموذجآ (شيئ من تاريخ الاستبداد الشرقي)

من المعروف ان احداث الشواف في الموصل قام بها التيار القومي بشقية البعثي و الناصري متحالفآ مع المؤسسة الدينية وبقايا الاقطاع ورجال العهد الملكي في تحالف معروف . وان من تصدى لهم كانت قوى مؤيدة الى 14 تموز مثل الحزب الشيوعي العراقي .والقوى اليسارية الديموقراطية مثل الوطني الديمقراطي .و الحزب الديموقراطي الكوردستاني .لكن ما اثار انتباهي ماجاء في مذكرات الصديق المناضل هاشم الأطرقجي صفحة 199(لكن قاسم لم يعتقلة وسحب اوراق التحقيق واحتفظ بها ولم يقدمة للمحاكمة بدل ذالك اصدر امر بتعينة متصرفآ لواء الموصل واوكل الية مهمة الحد من نشاط اليسار و الشيوعيين ولم تسجل دعوى واحدة ضد متهم بأغتيالات الموصل ..يقصد عبد اللطيف الدراجي .))ويذكر الاستاذ هاشم الاطرقجي صفحة 201(عدد الضحايا من الشيوعيين و اصدقائهم دفاعآ عن الديموقراطية بلغ 320 قتيلا في 9و 10 من اذار 1959 و 139 محكومآ نفذ فية حكم الاعدام و900 شهيد قتلوا اغتيالا بين عامي 1960-1963).على الصعيد السياسي مثلت هذة السياسة قصر نضر و خطاء كارثي ادى الى قتل عبد الكريم قاسم نفسة و نهاية ثورة 14 تموز 1958 .لكن السؤال يبرز هنا كدرس يجب ان نستخلصة هو سلوك اجهزة فرض القانون (القضاء الشرطة وسائر الاجهزة الامنية )وعدم احترامها لحقوق الانسان وحياة الانسان وتلك على مايبدوا متلازمة في تاريخ العراق وسلوك متجذر لرجالات هذة السلطات . ان سلطة تسلك سلوك ينتهك حق الحياة و الحرية جديرة برد الحلاج حين اتهموة بالكفر وهو المتدين الصوفي عندما قال للقضاة في محاكمتة (لستم بقضاتي ولذا لن ادافع عن نفسي امامكم )وعندما عجزو عن ادانتة ارسل لة (ان الدولة سامحت الحلاج في كل مانسب لة وتنازلت عن حق السلطان ولكن لاتستطيع ان تتنازل عن حق الله )وهذة عادة الحكام القديمة في استغلال الدين بدعم سلطتهم فحق الله المقصود بة من الناحية العملية في هذة الحال انما هو حق السلطة في القمع و الاظطهاد و الانتهاك .يذكرني ذالك بتصريح لويس بونابرت في محاكمتة وهو ابن اخ نابليون بونابرت عندما قال في محاكمتة ((في المعركه التي نحن فيها هنالك غالب ومغلوب اذا كنتم رجال الرجل الغالب لا أنتظر منكم عدالة ))علمآ ان النظام القضائي و اجهزة الامن في فرنسا والغرب عمومآ تطورت و استمرت بالتطور حتى اصبحت حامية للحريات و حقوق الانسان وتفرض القانون بأحتضان الشعب لابخنقة وعصرة وتكميم الافواة كما حالنا . يذكرني سلوك الاجهزة الحكومية هذة بما جاء في مذكرات القاضية و المحامية الايرانية الشهيرة الدكتورة شيرين عبادي في مذكراتها ايران تستيقظ صفحة 194 تصف لحظة اعتقالها في سجن إيفين
كنت (منهكة الى الحد اكثر مما يسمح لي بمجادلتها عزيمتي كانت اضعف من آن اشرح لها ان
( الدفاع القانوني يستخدم فقط في الاماكن التي تحترم فيها الأجراءات وحق الدفاع ) )). لقد مثل العراق و الشرق الاوسط ومنة العالم الاسلامي و الدول العربية على وجة الخصوص نماذج الى دكتاتورية الدولة ولنقل بصراحة اكثر ارهاب الدولة وعدم احترام حق الدفاع وهذة الثقافة البعيدة عن الحداثة وحقوق الانسان من رجال سلطة يفترض فيها ان تكون حارس للحريات فأذا بها تقمعها بسلوك رجالها ذوي الثقافة التقليدية ثقافة الاستبداد الشرقي . تعجبني جدآ مرافعة الاستاذ كامل الجادرجي عندما حوكم بسبب مقالات كتبها ايام العهد الملكي جاء في مذكرات كامل الجادرجي صفحة 152 وما بعدها فيها مقاطع رائعة (ان اهمية العلانية في المحاكمات لاتتعلق بما ذكر في اعتراض الدفاع ولكنها تتعلق برغبة الشعب العراقي في الاطلاع على سير المحاكمات ولذالك يجب ان تعتبر المحاكمة علنية )
وجاء فيها (انا ياحضرة الحاكم لا اريد ان اناقش التهم الموجهة مادة فمادة انني لا اريد ادافع عن نفسي لأني اعتقد الدفاع في مثل هذة المواقف يعد عبثآ … ان القضية الجوهرية هي صراع طويل بين طبقة مستولية على الحكم بطريق غير مشروع وبين هيئات تمثل الشعب …وقد تصورنا ان الحكومة القائمة يومئذ تريد ان تحتكم الى القضاء ولكن الحقيقة اثبتت أن تلك المحاكمات لم تكن الا صورية ولم يقصد بها غير الظلم والتعسف ….فما هذة المحاكمة في اعتقادي الاحلقة من سلسلة جديدة من للأضطهادات وهنا اعترض الحاكم هل تقصد المحكمة او اقامة الدعوى فأجابة اقصد اقامة الدعوى فدعوني ياحضرة الحاكم الا اناقش هذة التهم لأن التجارب اثبتت عبث الدفاع في مثل هذة المواقف ….لقد حاولت ان اقنع رفاقي المحاميين ان لايتطوعوا للدفاع في مثل هذة القضية و امثالها )يسجل للجادرجي واقعيتة في تقييم المحكمة والحكام ودفاعة البطولي عن حقوق الانسان و الحرية العامة علمآ آن قضاة العهد الملكي كانوا يتحلون بأحترام نسبي لحق الدفاع وسماع دفوع اطراف الدعوى وهذة تدل على قوة شخصية القاضي وسعة صدرة وتمكنة من مهنتة وهي واجب علية بنص القانون وافتقادها يفقد المحكمة ومن يقود المرافعة شرعيتة ويضعة موضع تساؤل مع ذالك كانت محاكمات تتحكم بها دوافع ومصالح السلطة وسعيها الى استخدام السلطة القضائية اداة لتكميم الافواة اما في العصور اللاحقة فحتى احترام حق الدفاع اصبح ثقافة مفقودة لا بل في عهد سابق انتفى مبداء العلانية ان كانت هناك محكمة هذة السلوكيات خلقت ثقافة القت بظلالها واعاقت التطور الديموقراطي

عرض العناصر الحضارية في فكر اخوان الصفا.doc.