خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لقاء البابا “فرنسيس الثاني”، زعيم المسيحيين الكاثوليك في العالم، مع آية الله “علي السيستاني”، المرجع الشيعي التقليدي، والمقرر الشهر الميلادي المقبل، سيكون له بالغ الأثر، سواءً على العالم السياسي أو في آتون العلاقات بين الأديان. بحسب موقع (إيران واير) المعارض.
لقاء ليس على هوى “خامنئي” !
لكن هذا اللقاء قد لا يكون على هوى المرشد الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، أو “ولي أمر المسلمين حول العالم”. كما لا يميل أنصار “خامنئي” إلى طرح ممثل عن الشيعة بالعالم؛ سوى مرشد “الجمهورية الإيرانية”.
وهم لا يعتبرونه القائد الديني والسياسي للشيعة فقط، وإنما “قائد المسلمين حول العالم”، ويدعون طهران: بـ”أم القرى” لذلك، فالمقربون من “الجمهورية الإيرانية” لا يبحذون لقاء المراجع الشيعية مع المؤسسات والقيادات الدولية.
“لویس ساکو”، راعي الكنيسة الكاثوليكية الكليدانية بـ”العراق”، قد أعرب عن أمله أن يُفضي اللقاء عن توقيع، آية الله “السيستاني”، على الوثيقة المعروفة باسم: “الأخوة الإنسانية للسلام العالمي”، والتي سبق أن وقع عليها، “أحمد الطيب”، شيخ الأزهر الشريف، أعلى رتبة دينية في العالم السُني. وسوف يُطرح توقيع الوثيقة بشكل رمزي على، آية الله “السيستاني”، كقائد ديني شيعي.
وقد انتشر خبر اللقاء، قبل نحو 4 أشهر، وأثار لقاء آية الله “السيستاني”، مع “جينين هنبيس-بلاسخارت”، مندوب أمين عام الأمم المتحدة الخاص بـ”العراق”، انتقادات “حسين شريعتمداري”، مندوب المرشد الإيراني بصحيفة (كيهان)، وهو ما اعتبره بعض المسؤولين العراقيين إهانة للسيد “السيستاني”، وفيها: “طلب آية الله السيستاني، رقابة الأمم المتحدة المباشرة على الانتخابات العراقية”.
لكنه؛ اعتذر بالنهاية؛ وكتبت وكالة أنباء (شفقنا): “آية الله السيستاني، كان يقصد تنسيق الرقابة وفق ضوابط الأمم المتحدة؛ لا أن تتولى عملية الرقابة على الانتخابات”.
علاقات الجمهورية الإيرانية و”السيستاني”..
شاع اسم، آية الله “علي السيستاني”، في الفضاء الإيراني العام؛ بعد الهجوم الأميركي على “العراق”، عام 2003م، لكنه كان على صلة وثيقة بعدد من مراجع التقليد والمسؤولين في “إيران”.
وطرحت، بعد الإطاحة بـ”صدام حسين”، الاختلافات بين حوزتي “النجف” و”قم”. وقبل ذلك حافظت “الجمهورية الإيرانية” على حرمة، آية “أبوالقاسم الخوئي”، المرجع التقليدي الشيعي، على مضض، لأنه رفض الخوض في الموضوعات السياسية، مع هذا فقد اعتبره، روح الله “الخميني”، رمزًا للإسلام السياسي.
وبعد وفاة “الخوئي”؛ طرح “السيستاني”، عام 1992م، مع بعض مراجع التقليد، اسم “محمد صادق روحاني”، كمرجع تقليد ثم المرجع الأعلى في “العراق”. آنذاك كانت علاقة “السيستاني”، مع المسؤولين الإيرانيين قوية، والتقى صهره ومندوبه في حوزة قم، “جواد الشهرستاني”، مع المسؤولين الإيرانيين.
وفي العام 1996م، تعرض مكتب “الشهرستاني”؛ للهجوم وتعرض ابنه للإصابة خلال الهجوم. وفي هذا الصدد، كتب “هاشمي رفسنجاني”، في مذكراته: “التقيت بعد الحادث، صهر آية الله السيستاني، واتهم حكومة البعث بتنفيذ الهجوم، لكن العراق نفى ووجه الاتهام إلى جماعة (وهابية)”.
“السيستاني” الأميركي/البريطاني !
لكن وبعد الإطاحة بنظام “البعث”، عارض بعض المراجع المقربون من المرشد الإيراني؛ طرح اسم “السيستاني”، بل إن “أحمد جنتي”، أمين عام مجلس صيانة الدستور، وصفه في خطبة الجمعة: بـ”الأميركي والبريطاني”.
ومع مرور الوقت؛ تقبل المسؤولون الإيرانيون مكانة، آية الله “السيستاني”، وبات مؤثرًا في الفضاء السياسي الإيراني. وأضحى مقربًا من وجوه، مثل: “هاشمي رفسنجاني”، والإصلاحيين.
ولذلك شاع أنه رفض طلب “أحمدي نجاد” للقاء. ووفق تصريحات، “مسيح مهاجري”، رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية الإسلامية)، فقد كانت الخلافات بين، “السيستاني” و”خامنئي” عميقة.
وآخر المشكلات المتعلقة بالتطورات السياسية الإيرانية؛ وآية الله “السيستاني”، عدم لقاءه، “إبراهيم رئيسي”، رئيس السلطة القضائية الإيرانية، في زيارته الأخيرة إلى “العراق”، في حين التقى الرئيس، “حسن روحاني”، أثناء زيارته إلى “العراق”، قبل نحو عامين.
وربما عدم لقاء “السيستاني” مع “رئيسي”، مرده سوء استغلال اسم، آية الله “السيستاني”، في تحفيز: “روح الله رزم”، مؤسس موقع (آمد نيوز)، على زيارة “العراق”.
وكان مصدر مقرب من، آية الله “السيستاني”، رفض الكشف عن هويته، قد قال في حوار إلى موقع (إيران واير): “وعدت عناصر من مخابرات (الحرس الثوري)؛ بالتعاون مع المخابرات العراقية وبعض الشخصيات التي تترد على مكتب، آية الله السيستاني، في قم والنجف، روح الله رزم، بتأسيس قناة تليفزيونة باللغة الفارسية وحفزوه على زيارة العراق”.
لكن بشكل عام؛ يسعى المسؤولون الإيرانيون للمحافظة على العلاقات الظاهرية، مع آية الله “السيستاني”، وعدم تضخيم الخلافات.