قضى البغداديون عيد الأضحى على وقع المفخخات، وإجراءات أمنية قطعت أوصال العاصمة لكنها فشلت في منع العنف، فيما تسببت هذه الإجراءات بزحامات خانقة وطوابير أمام المتنزهات ومدن الألعاب والمولات، في حين بدأ الآلاف من الاهالي اليوم الأول للعيد بزيارة المقابر في بغداد وكربلاء والنجف التي اكتظت بذوي المتوفين وغالبيتهم قضوا باعمال العنف المستحكمة في العاصمة منذ شهور.
وفيما بدأت ايام العيد التي تزامنت مع افتتاح معرض بغداد الدولي، بتفاؤل في امكانية عدم حصول تفجيرات وسط اعلانات الحكومة المتواصلة بوضع خطط محكمة ونشر الالاف من عناصر الامن، الا ان انفجار عشر سيارات ملغمة الخميس الماضي خيّب آمال البغداديين وبعدها فضلوا ملازمة المنازل او التوجه الى المولات والمتنزهات المغلقة هربا من المفخخات.
وقال عدد من سكان العاصمة لـ”المدى” انهم قضوا العيد في منازلهم، خشية السيارات المفخخة، بينما اعتبر اخرون ان العيد فرصتهم الوحيدة في “كسر الروتين” ومغادرة البيت على الرغم من انباء مقتل العشرات بهجمات ارهابية.
ويذكر مواطنون في مناطق الكرادة والاعظمية والمنصور، ان الاجراءات الامنية المشددة خلال ايام العيد والتي تزامنت مع افتتاح معرض بغداد الدولي وقطع الشوارع الرئيسية المؤدية الى الزوراء ومركز المدينة، تسببت في زحامات هائلة، لاسيما في مداخل السيطرات الامنية.
واضطر الاهالي الذين توجهوا لزيارة معرض بغداد او حي المنصور الراقي في بغداد للاحتفال بالعيد الى قطع مسافات طويلة سيرا على الاقدام، بعد قطع الشوارع الرئيسية المؤدية اليها، فيما قرر آخرون التجوال داخل الأسواق التجارية الكبيرة “المولات”، لكونها الاكثر أمنا، وخصصت خلال ايام العيد “للعوائل فقط”، كما شهدت المطاعم “الفاخرة” في بغداد إقبالا كبيرا من سكان المدينة، وتوجه المئات لزيارة “المقابر” في مناطق ابو غريب والنجف وكربلاء.
وكانت حصيلة التفجيرات العشرة بسيارات مفخخة التي استهدفت، مساء الخميس الماضي، مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، بلغت 61 قتيلا و203 جرحى.
وانفجرت عشر سيارات مفخخة استهدفت مناطق الشرطة الرابعة جنوبي غرب بغداد، وشهداء البياع جنوبي بغداد، وشارع الصناعة شرقي بغداد، والكريعات شمالي بغداد، ومنطقة الدورة جنوبي بغداد، وحسينية الراشدية شمالي بغداد، وحي المعامل شرقي بغداد.
من جانب آخر تجنبت عوائل في بغداد، الاجراءات والخروقات الامنية في العاصمة، وحجزت قبل ايام من بدء العطلة في شركات السياحة التي اعدت برامج خاصة لقضاء العيد في اقليم كردستان، فيما اختلفت وجهة الشباب من اقليم كردستان بسبب الاجراءات الامنية، بين من فضل البقاء في العاصمة، وآخرون قضوا العيد في دولتي “جورجيا وتركيا”.
ولم تخل العاصمة من مظاهر “سلبية” تمثلت بالبيع والجزر العشوائي لـ”الاغنام” في بعض الشوارع الرئيسية في مناطق غربي بغداد، التي شهدت إقبالا كبيرا من قبل ذوي الحجاج، والتقاليد في ذبح الحيوانات في إحياء ذكرى “المتوفين”.
فيما صنعت النفايات المتراكمة في بغداد خلال أيام العيد “تلالا”، نظرا لعدم عمل عدد من عمال النظافة في الكثير من الاحياء، وشكلت منظرا “بائسا” للمدينة، بينما أعلنت أمانة بغداد، السبت الماضي، عن نجاح الخطة الخدمية والأمنية التي أعدتها لاستقبال الأسر البغدادية في مرافقها الترفيهية والسياحية خلال أيام عيد الأضحى، مؤكدة أن تلك الأماكن لم تسجل أي حوادث تذكر طيلة أيام العيد.