23 ديسمبر، 2024 6:17 م

استهداف “مطار أربيل” .. كيف قرأته الصحف العربية والأجنبية ؟

استهداف “مطار أربيل” .. كيف قرأته الصحف العربية والأجنبية ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مازال استهداف مطار “أربيل” محل جدال وتفسيرات من المراقبين والمحللين، وذلك بسبب توقيته الذي تزامن مع إدارة أميركية جديدة لم تكتمل رؤيتها بعد تجاه الملف العراقي، لهذا حاول البعض تقديم رؤيته نحو ذلك الحادث للوقوف على أسبابه.

تعميق الأزمة بين بغداد وأربيل..

فقال “عريب الرنتاوي”، في جريدة (الدستور) الأردنية: “في الهجوم الصاروخي على مطار أربيل، ثمة ما هو (مُتفق) مع هجمات مماثلة سابقة، وثمة ما هو (مُفترِق) عنها جميعها. المُشترك بين هذه الهجمات، أنها من فعل (فاعل واحد): ميليشيات الحشد الشعبي، المعلومة منها، وتلك التي تظهر على حين غرة، وأنها تندرج في سياق (الرد الإستراتيجي) لإيران على مقتل قاسم سليماني، حيث وضعت طهران إخراج القوات الأميركية من العراق، ثمنًا لرأسه. أما المُختلف، فكونها ضربت في قلب عاصمة (الإقليم) هذه المرة، ما سيتسبب في تعميق الأزمة بين أربيل وبغداد، رسميًا وعلى مستوى (المكونات) العراقية كذلك”.

حرب الوكالة..

مضيفًا أن: “إيران، غالبًا ما تتنصل من ضلوعها في أحداث من هذا النوع، توجيهًا أو تدبيرًا. هذه المرة، جاء تعقيب إيران مُترعًا بالشجب والإستنكار، نافيًا أية صلة لها بالعملية أو علمٍ بهوية منفذيها. الشجب والنفي، من مستلزمات (حرب الوكالة)، وإلا لما سميت بهذا الاسم، وقِلّة فقط، أخذت البيان الإيراني على محمل الجد، لكن كثرة العواصم والأجهزة والمراقبين لا تصدق طهران حين تستنكر وتنفي مسؤوليتها”.

سقوط أكذوبة أمنية الحشد..

ويوضح “الرنتاوي”؛ أن: “اليوم وفي أربيل، وأكثر من أي وقت مضى، تسقط (أكذوبة) أن (الحشد) مؤسسة أمنية-عسكرية (رسمية) تتبع (القائد العام)، الذي هو رئيس الحكومة بالمناسبة. هؤلاء ليسوا من ضمن مؤسسات الدولة، هؤلاء هم القاعدة العسكرية لقوى تمارس (السلطة) من داخل المؤسسات ومن خارجها، وغالبًا، على قاعدة التبعية التامة لمرجعياتها الأمنية والدينية في طهران”.

له علاقة بالتوتر بين واشنطن وطهران..

وتقول صحيفة (رأي اليوم) الإلكترونية اللندنية، في افتتاحيتها؛ إنه لا يمكن الفصل بين الهجمات الصاروخية، التي استهدف بعضها قاعدة عسكرية أميركية في “مطار أربيل”، وبين: “تصاعد حالة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، مع اقتراب إنتهاء المهلة التي حددتها الأخيرة، (إيران)، في 21 شباط/فبراير الحالي؛ بالانسحاب كليًا من الاتفاق النووي، ورفع سقف معدلات تخصيب (اليورانيوم) ووقف التعاون مع المفتشين الدوليين، إذا لم تُرفع العقوبات المفروضة عليها كاملة وفورًا”.

ليست دولة مستقلة..

وترى الصحيفة أن الهجوم يهدف إلى توجيه عدد من الرسائل، منها أن “كُردستان العراق ليست دولة مستقلة.. وأن التهديد الأميركي، بنقل السفارة الأميركية من “بغداد” إلى “أربيل”، في حال استمر استهدافها بالصواريخ، ليس له أي قيمة.

بروفة مصغرة لما يمكن أن يحدث !

والرسالة الثانية، بحسب الصحيفة، هي أن استهداف القاعدة الأميركية: “قد يكون مجرد (بروفة) مصغرة لما يمكن أن يحدث للقواعد الأميركية الأخرى في العراق، وعواصم وأراضٍ خليجية مثل: الرياض والدوحة والمنامة وأبوظبي والكويت، في حال حدوث أي هجوم (أميركي-إسرائيلي) على المنشآت النووية الإيرانية”.

وتربط (رأي اليوم)؛ بين هذا الهجوم وتصاعد الهجمات، التي يشنها “الحوثيون”، في “اليمن”، على “مطار أبها الدولي” وقاعدة (خميس مشيط) الجوية السعودية، بالصواريخ والطّائرات المُسيّرة المُلغّمة، قائلة: “لا نعتقد أن هذا التوقيت جاء صدفة”.

لمضاعفة حالة الأسى التي تعيشها العراق..

وتحت عنوان: “مقاومة كورونا بالصواريخ”، يبدي “علي حسين”، رئيس تحرير جريدة (المدى) العراقية أسفه، ساخرًا، على أحوال “العراق”.

ويقول: “ما يجري في هذه البلاد يضاعف من حالة الأسى والسخرية، مثلما يضاعف فيروس (كورونا) الموت في صفوف العراقيين. في بلاد العجائب والغرائب يبدو المشهد شديد التناقض وموغلاً فى السخرية؛ جهات مسلحة تُصر على أن من حقها أن تواصل لعبة إطلاق الصواريخ وأن تروع مدنًا بأكملها، ومواطن يبحث عن علاج يُبعد عنه شر وباء (كورونا)، لكن الدولة بشُطارها وعِياريها تدفع به وحيدًا إلى أنفاق الموت، التي لا يعرف أحد نهايتها”.

ويضيف: “سيقولون لك إن هذه الصواريخ لطرد الأميركان، فأعلم أنهم يكذبون، ألم يخبروننا من قبل أن الأميركان رحلوا، ألم يطلبوا منا كل عام أن نحتفل بيوم السيادة.. الصواريخ تُطلق لأن البعض لم يشبع بعد من دماء العراقيين. الأميركان هنا هم الشجرة التي تخفي وراءها الغاية الأهم، وهي الإجهاز على أي حلم ببناء دولة المواطنة والاستقرار والرفاهية”.

لإذلال الحكومة العراقية..

بينما يتساءل “سامان سوراني”، في موقع (شفق نيوز) العراقي؛ عن “الرسالة” من وراء هذه الهجمات.

ويقول إن: “الهدف.. هو إذلال الحکومة العراقية، وإرسال رسائل سياسية أجنبية بصواريخ الجبن المأجورة، ونقل الفوضى والإرهاب إلی مدن إقليم كُردستان الآمنة، وإلحاق الأضرار بالمواطنين والمدنيين ومحاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار المدينة، لإثبات عجز السلطات في بغداد عن حسم ملف السلاح الموازي، علی أساس أن هذه الميليشيات هي من تتحکم في المشهد الأمني العراقي والكُردستاني، بحيث لن يسلم أحد من صواريخها”.

موضحًا إن: “سرايا أولياء الدم.. هي إفراز طبيعي نتيجة الضعف والفشل الذي يصيب النظام السياسي الرسمي في العراق، بالإضافة إلی الفساد الإداري والاقتصادي والأمني والثقافي والسياسي وضعف الرقابة، هذا السلاح الموازي يُدار من قبل مجموعة من الأحزاب والتيارات التي لا تؤمن بالدستور، ومنهم الشخصيات الخارجة عن القانون والميليشيات، التي تملك المال والسلاح والرجال وتمتلك القوة والقدرة، وتعمل على تحقيق مصالح وأجندات أجنبية، الهدف من نشاطاتهم هو نخر الدولة من الداخل لكي يستفحل سلاحهم، فينقض على الجسد الحقيقي ويصادره تمامًا”.

العراق امتحان لـ”بايدن”..

وتحت عنوان: “العراق يغدو امتحانًا لبايدن”، كتب “إيغور سوبوتين”، في (نيزافيسيمايا غازيتا)، حول العودة إلى استهداف المواقع الأميركية في “العراق”، فماذا سيفعل “بايدن”؛ الذي سبق أن دعا إلى تقسيم بلاد الرافدين ؟

وجاء في المقال: يحقق “إقليم كُردستان العراق” في ملابسات الهجوم الصاروخي، الذي استهدف موقعًا بالقرب من “مطار أربيل”، حيث القاعدة العسكرية الأميركية. فهذا القصف الذي أسفر عن إصابة جنود أميركيين هو الأول على أهداف لـ”واشنطن” في الأراضي العراقية، منذ شهرين.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، قد توعدت بأشد الردود قسوة على أي تهديدات لحياة المواطنين الأميركيين في “العراق”. لذا، فإن الوضع الحالي يبدو بمثابة تحدٍ.

وعلى الرغم من حقيقة أن الأزمة العراقية ليست على جدول أعمال الإدارة الأميركية الجديدة تقريبًا، فمن المتوقع أن يتخذ “بايدن” خطوات في هذا الملف. وكان “بايدن”، في أوائل الألفينيات، قد لعب كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في “مجلس الشيوخ”، دورًا في الموافقة على التدخل في “العراق”.

كما يتحمل “بايدن” بعض المسؤولية عن فكرة انقسام البلاد. ففي أيار/مايو 2006، كتب، في صحيفة (نيويورك تايمز)، عن الحاجة إلى تقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق – كُردية وشيعية وسُنية – مع الحفاظ على الدور المركزي للحكومة في “بغداد”.

ومن غير المستبعد أن يكون قصف “أربيل” بمثابة اختبار لكيفية تصرف سيد “البيت الأبيض” الجديد في الساحة العراقية التي تغيرت على مر السنين.

ومن المقرر، في تشرين أول/أكتوبر القادم، إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في “الجمهورية العراقية”، وخلالها، كما يكتب المراقبون الغربيون والعرب، سوف يبذل رعايا “طهران” كل ما في وسعهم لإزاحة القوى التقدمية من السلطة قدر الإمكان. ومن المرجح أن تزداد التحديات مع اقتراب موعد التصويت.

يسلط الضوء على مشكلة “بايدن” مع السعودية..

وقالت صحيفة (بوليتيكو)؛ إن الهجوم الصاروخي الذي استهدف القوات، التي تقودها “الولايات المتحدة” في “أربيل”، شمالي العراق، الإثنين الماضي، يسلط الضوء على “مشكلة” الرئيس، “جو بايدن”، مع “السعودية”.

وذكرت الصحيفة أن “بايدن” شن حملة لاتخاذ نهج أشد صرامة من سلفه، “دونالد ترامب”، تجاه “السعودية”، وتعهد بتحميل “الرياض” المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان، وإنهاء الدعم الأميركي للتحالف العسكري الذي تقوده “السعودية”؛ ويقاتل جماعة “الحوثي”، المتحالفة مع “إيران”، في “اليمن”.

لكن بعد أربعة أيام فقط من تولي “بايدن” منصبه، سافر الجنرال المسؤول عن القوات الأميركية في الشرق الأوسط، “فرانك ماكنزي”، إلى “السعودية” للإعلان عن اتفاقية قاعدة جديدة، توسع التعاون العسكري بين البلدين.

ورأت الصحيفة أن: “هذه الخطوة تعكس المعضلة التي تواجه، بايدن، الذي يجب عليه الآن أن يوازن بين اعتماد الجيش الأميركي على الرياض، كشريك في مكافحة الإرهاب؛ وصد نفوذ إيران في منطقة”، معتبرة أن: “المخاطر كبيرة، حيث تواصل القوات الأميركية والتحالف في العراق صد الهجمات المتكررة من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران”.

وقالت إن: “التوتر بدأ يظهر مع قيام وزارة الدفاع الأميركية، بتوجيه من بايدن، بمراجعة ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء تغييرات على الانتشار العسكري في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على مواجهة التهديد المتزايد من الصين”، مرجحة أن: “تؤدي المراجعة، التي لا تزال في مراحلها الأولية، إلى نشوب صراع جديد على الموارد المحدودة بين القادة العسكريين الإقليميين”.

ونقلت الصحيفة، عن “بلال صعب”، وهو مسؤول دفاع سابق في إدارة “ترامب”، ويعمل حاليًا في “معهد الشرق الأوسط”، قوله: “كان الهدف من هذا كله الإشارة إلى وجود رئيس جديد في البيت الأبيض يراجع كل ما فعله ترامب”، مشيرًا إلى أنه لا أحد يرغب في أن تسوء العلاقات مع “السعودية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة