على الرغم من البدايات الودية في العلاقة بين الرئيس الأمريكي جو بادين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلا أن طبيعة العلاقة بين الحليفين على ضفتي الأطلنطي غير معروفة حتى الان، فهل سوف يفضل بايدن مثلا التعامل مع الاتحاد الأوربي ككتلة أوربية واحدة بدلا من التعامل مع بريطانيا التي تتمسك باستقلاليتها عن القارة العجوز ؟ على الرغم من أن بايدن لم يلتق أبدا مع جونوسو ، لكن لدى جونسون والرئيس الأمريكي المنتخب العديد من الأولويات المشتركة: مكافحة تغير المناخ. الرغبة في نجاح الاتفاق النووي الإيراني المدعوم من الأمم المتحدة ، أو ما شابه ذلك ؛ ومن أجل تعزيز الناتو.
في كل الأحوال فمن المحتمل أن يكون للخروج الوشيك من الاتحاد الأوروبي تأثير عالمي ، اقتصاديًا وجيوسياسيًا ، لكن في كل الاحوال فمن غير المرجح أن يسعى بادين إلى معاقبة المملكة المتحدة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تقدر علاقتها مع المملكة المتحدة تقديراً عالياً ، من حيث الأمن والجغرافيا السياسية لكن في تفس الوقت فإن إدارة بايدن ستركز بشكل أساسي على باريس وبرلين ، بدلاً من لندن ، نظرًا لأن المملكة المتحدة بعد خروجها من الأتحاد الأوربي لم تعد قادرة على العمل كجسر مفيد بين الولايات المتحدة وباقي عناصر القوة في القارة الأوربية التي توصف عادة في الأدبيات السياسية بأنها القارة العجوز. لكن سوف تظل الولايات المتحدة تعتبر على الدوام بريطانيا بأنها حليفتها الرئيسية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
وعلى الناحية الأخرى فإن جو بادين لديه بالفعل الكثير من الاتصالات في أوروبا منذ سنوات عمله كنائب لرئيس باراك أوباما. يرحب قادة الاتحاد الأوروبي بعقلية بادين التي تحترم الاختلاف. فحقيقة الأمر أن القادة الأوربيون يقدرون أسلوب الهادئ الهادئ وطريقته في إدارة الجماعي. فطوال 4 سنوات لم يعتاد القادة الأوربيون أبدًا على نوبات غضب دونالد ترامب وعدم القدرة على التنبؤ بسلوكه.
وفي كل الأحوال فأن الولايات المتحدة ليس لديها “الكثير لتخسره” من أي نوع من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأن “الروابط التجارية المباشرة صغيرة جدًا حقًا”. خاصة وأن الصادرات الأمريكية إلى المملكة المتحدة تمثل أقل من 1٪ من اقتصاد الولايات المتحدة البالغ 20 تريليون دولار.