“الأثاث المستعمل” .. الطريق الوحيد المتاح أمام الشباب الإيراني للزواج !

“الأثاث المستعمل” .. الطريق الوحيد المتاح أمام الشباب الإيراني للزواج !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بلغت المشاكل الاقتصادية مستوى كبير جدًا على نحو جعل من الزواج وتوفير المال لحياة مشتركة، خلال السنوات الأخيرة، واحدة من أهم التحديات التي تعيشها الأسرة الإيرانية.

ويدعي الكثير من الشباب الإيراني أن عوائدهم المالية لا تسمح مطلقًا بتكوين حياة مشتركة، وأنهم لا يستطيعون المخاطرة بالزواج، وبخاصة من النواحي المالية.

ومؤخرًا انتشرت الأخبار عن إقدام الشباب على شراء السلع المستعملة، في إطار توفير الأثاث المنزلي المطلوب للبدء في حياة مشتركة. ويربط البعض هذه المسألة بانعدام قدرة الشباب على شراء أثاث جديد بسبب غلاء الأسعار.

في غضون ذلك، فإن الحصول على قرض الزواج يمثل قصة مؤلمة للشباب المحظوظ.

والحقيقة أن الزواج من المكونات والمعايير الأساسية في المجتمعات الصحيحة، فإذا سادت المجتمع الأجواء المناسبة اجتماعيًا واقتصاديًا؛ فسوف يستطيع الشباب الإقدام على خطوة الزواج بسهولة.

في حين عانت “الجمهورية الإيرانية”، خلال السنوات الأخيرة، كم هائل من المصائب والمشكلات على نحو دفع الشباب للعزوف عن مخاطرة الزواج وتكوين حياة مشتركة، بما سيفضي إلى الكثير من التحديات السلبية بمرور الوقت.

ويعتقد الكثير من الشباب أن الأوضاع الاقتصادية والغلاء الكبير لن يسمح بتكوين المزيد من الأسر وتلاشي محفزات الزواج بشكل ملموس. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

المشكلات المالية.. عقدة الزواج بالنسبة للشباب !

يعتقد الكثير من النشطاء الاقتصاديين، أن السنوات الماضية، لاسيما السنوات الخمس الأخيرة؛ شهدت أزمة اقتصادية كبيرة، دفعت فئة الشباب للعزوف عن تكوين أسرة وإدارة حياة مشتركة.

ويعترف الكثير من الشباب أن رواتبهم لا تكفي لتكوين حياة مشتركة، وبخاصة بعد ارتفاع تكاليف البدء في حياة بسيطة أو متوسطة، وبالتالي قلما يقبل شخص على هذه المخاطرة.

بخلاف ذلك، تعتبر البطالة، والزيادة المطردة في أسعار المساكن والإيجارات، وتكاليف الحياة اليومية، وتجهيز الأثاث وغلاء السلع الأساسية؛ من جملة المشكلات التي تجعل من الزواج مسألة شاقة وعسيرة بالنسبة للشباب.

صعوبة الحصول على قرض الزواج..

كما سبقت الإشارة، فالمشكلة الأساسية التي تدفع الشباب للعزوف عن الزواج ترتبط بالماليات، وفي حال قرر المسؤولون القيام بخطوات حقيقية على صعيد توفير فرص العمل، وتهيئة مشاريع الزواج التحفيزية للشباب، ومساكن رخيصة الثمن، ومنح قروض للزواج تتناسب والواقع الاقتصادي بالمجتمع، فقد يعبدون نسبيًا مسار الزواج بالنسبة للشباب.

ويعترف الكثير من الشباب أن الحصول على قرض الزواج، في ضوء الأوضاع الراهنة، بالغ الصعوبة، بحيث يتعين على الضامن تخصيص مبلغ 30 – 50 مليون طومان، وامتلاك منزل وأن تكون مفردات المرتب أعلى من 4 مليون طومان، وأن يكون له حساب مصرفي، وبالتالي يصعب على الكثير من الراغبين في الزواج العثور على مثل هذا الضامن.

والخلاصة؛ أن الحصول على قرض الزواج مصحوب بالكثير من المشاكل، على نحو يدفع الشباب للتراجع عن الحصول على القرض في منتصف الطريق.

ويعتقد المحللون الاقتصاديون في ضرورة تسهيل مسارات الحصول على قرض الزواج في ظل الظروف الراهنة، حيث يصارع الشباب ألف مشكلة ومشكلة اقتصادية.

أثاث مستعمل !

من المثير للتعجب كذلك، وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، هو إقبال الشباب على شراء الأثاث المستعمل بسبب ضعف القدرة المالية على شراء أثاث جديد.

بعبارة أدق؛ بلغت القدرة المالية للأفراد مرحلة متقدمة من الضعف، بحيث لم يُعد بمقدورهم شراء مجموعة الأثاث الجديد والضرورية في بناء حياة مشتركة.

وفي هذا الصدد؛ نقلت وكالة أنباء (إيلنا)، عن “داوود عبداللهي فرد”، رئيس اتحاد سماسرة “طهران”؛ قوله: “من يواجهون مشكلة في شراء أثاثات الزواج، يقبلون على شراء الأثاثات المستعملة بأرضية المعارض أو المحلات. ويقبل الغالبية منهم على شراء الأدوات الأساسية الضروربة للبدء في الحياة المشتركة، بل إنها مطلوبة حتى للحياة الفردية. وأحيانًا تعجز بعض الأسر عن شراء الأثاثات المستعملة، وينشطون في البحث أن سلع أرخص”.

ويرى الكثير من النشطاء في مجال الأعمال؛ أن مثل هذه المشكلة تمثل تهديدًا خطيرًا للمجتمع، وقد يترتب عليها مستقبلاً الكثير من المشكلات، ويتعين على الدولة البدء سريعًا في برامج للشباب تستهدف تسهيل البدء في حياة مناسبة وتسهيل أوضاع الزواج.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة