يدافع اياد بنيان عن حقه الذي كفله القانون ويدافع عن سمعة يريد الحفاظ على ركيزتها ، والاعلام يريد ان يتحدث وان يراقب وان يشجب ،وصيغة البناء الاعلامي تتيح لأهل الخبر وصناع الرأي الانصات للمصادر الاعلامية دقيقة كانت او ضعيفة ..لكنها هي المعلومة ..فلا ذاك اخطأ ولا نحن نخطيء .. ما المعيار في الموضوع ؟! ، والذي اساسه “نقد عبر مقال اسبوعي لموضوع محدد ” .
حقيقة وبدون مجاملة المعيار “قوة ” وقدرة فرض الرأي على الاخرين ..نرى كل يوم بعض الاقلام تفرض ارادتها على المسؤول والعكس يتجلى في قضيتنا المطروحة الان ..وهذا جزء من واقع شامل غير كل المعادلات لصالح تفاعلات لم تكن ترى، الى ان وصفت بأنها سوابق تاريخية لم تحدث من قبل ، رضخت لمعامل ضغط خرجت عن اطارها المثالي .
ان اي اصطفاف بوجه الاساءة مهما كان نوعها ضرورة ، لكن همة القانون في تحديد الاساءة والتشهير عرجاء لدرجة ان الديمقراطية لم تترسخ في عقلية المتحكم بطرف القوة “اعلامي، حكومي ، متنفذ “، وذهبت اوجه التفاعل لدرجة ان تعريف الاساءة متفاوت جدا ،ولا يخضع لتوضيحات دقيقة ، فعبارة تجنيب الذات والاساءة الشخصية لم تعد تجد مستقبلات في ظل اجواء وطنية مشحونة تفاوتت بها التعاريف حسب المكان والزمان ،فضلا عن الاصطفافات المضادة التي لا تختلف عن الاخرى سوى في تفسير يحمل اتجاه معاكس للقضية “فقط” .
# ان العبور من هذه الازمة المتجددة تحتاج لوعي حقيقي بأن الاعلام يحمل نوايا صادقة للتوجيه ـولا يعتمد على “تضخيم او عملقة الاشخاص ” ولا على “تقزيم الاخرين اوالتقليل من شأنهم ” ، وهذا توجه وطني عام تصوغه الرغبة بالكمال النوعي لا الأني .
ان تقييم الخطأ في ظل موجة عارمة من الاخطاء قوة يجب ان تعامل كمكتسب لصالح الاطراف المستقبلة للرأي ، ولا يمكن القبول بجو محدد الابعاد لا يتيح افق وتوجهات نستطيع ان نقبل بها حتى التكهن في الوصول الى الحقيقة ،بدلا من ان نفكر الف مرة بكيفية التعامل مع المعلومة ونصوغها بطريقة تناسب مزاج المسؤول ….أليس كذلك ؟.
# ولا ننسى ان للمسألة وجه اخلاقي اخر يضعنا امام مسؤولية نقد جبارة بأن المراقبة التي يستأنس بها القلم والمسؤول يجب ان لا تقتصر على من لايملك وسائل الدفاع ،بل ان نخفف اليد على الضعيف ونغلظ على القوي الذي بات يتحكم بكل شيء في عراقنا الجديد ،عسى ان نرى الجميع على خط افقي واحد بدلا من هذا التعامد !.