16 يناير، 2025 11:11 ص

المالكي يعيد حامل اختام قراراته القضائية لمنصبه   ‏

المالكي يعيد حامل اختام قراراته القضائية لمنصبه   ‏

‏حقق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم نصرا قضائيا واداريا يدعم قراراته وتوجهاته ‏السياسية حيث استجابت المحمكة الاتحادية العليا لاعتراض قدمه ائتلافه دولة القانون على اعفاء رئيس ‏مجلس القضاء الاعلى القاضي مدحت المحمود من منصبه وقررت اعادته اليه وسط مخاوف من ‏هيمنة رئيس الحكومة على قرارات الهيئات القضائية في البلاد.   ‏

فقد نقضت المحكمة الاتحادية العليا خلال اجتماع لهيئتها التي تضم 9 أعضاء قانون مجلس القضاء ‏الاعلى واعادت مدحت المحمود الى منصبة رئيسا لمجلس القضاء الاعلى اضافة الى رئاسة المحكمة ‏الاتحادية . وجاء النقض استجابة لطعن تقدم به رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون النيابية خالد العطية ‏ضد قانون مجلس القضاء الاعلى الذي صوت عليه مجلس النواب مطلع العام الحالي وقضى بفصل ‏المحكمة الاتحادية العليا عن مجلس القضاء الاعلى والذ تم على ضوئه اعفاء المحمود من رئلسة ‏المجلس.  ‏
وكان مجلس النواب العراقي قد شرع قانونا يقضي بعدم جواز الجمع بين رئاسة مجلس القضاء الاعلى ‏ورئاسة المحكمة الاتحادية لكن الطعن فيه من قبل المحكمة الاتحادية اليوم اتاح لرئيسها القاض ‏المحمود
العودة الى منصبه الذي ابعد عنه في رئاسة مجلس القضاء الاعلى . وقد استند طعن ائتلاف دولة ‏القانون بزعامة المالكي بالقانون على اساس انه مخالف للدستور لانه عبارة عن مقترح قانون وليس ‏مشروعا قدمته الحكومة .‏
وكانت السلطة القضائية العراقية قد اعلنت مطلع شباط (فبراير) الماضي عن صدور قانون مجلس ‏القضاء الاعلى بفصل رئاسة مجلس القضاء عن رئاسة المحكمة الاتحادية  بعد نشره في جريدة الوقائع ‏العراقية. حيث تولى بموجبه رئيس محكمة التمييز الاتحادية القاضي حسن ابراهيم الحميري رئاسة ‏مجلس القضاء الاعلى بدلا عن القاضي مدحت المحمود .‏

مخاوف من هيمنة المالكي على قرارات الهيئات القضائية  ‏
واثر صدور القرار اليوم اشارت مصادر عراقية الى انه سيتيح للمحمود السيطرة على جميع مفاصل ‏السلطة القضائية بضمنها محكمة التمييز الاتحادية وجهاز الادعاء العام وهيئة الاشراف القضائي ‏ومحاكم الاستئناف في كل العراق والتي فقد السيطرة عليها بعد خسارته لمنصبه بصدور القانون ‏الملغى اوائل العام الحالي واعتبر خسارة فادحة للمالكي في وقتها نظرا لدعم المحمود لجميع قراراته ‏وطعونه في القوانين التي لايرغب بسريانها. ‏
وقالت المصادر ان الاطاحة بالحميري التي سعى اليها المالكي تأتي نظرا لانه غير مضمون الولاء ‏للمالكي ولا ينفذ اوامر الحكومة مثلما يفعل القاضي المحمود . واوضحت ان خطورة قرار اعادة ‏المحمود لمنصبه تأتي من تطلعات للمالكي يسعى اليها بتأجيل الانتخابات العامة في البلاد المقررة في ‏اذار (مارس) المبل لترتيب اوضاعه الانتخابية بعد الخسارة التي مني بها في انتخابات الحكومات ‏المحلية للمحافظات العراقية التي جرت في 20 نيسان (أبريل) الماضي . ‏
وطالما اتهمت قوى سياسية عراقية وخاصة ائتلاف العراقية المالكي بتسييس القضاء واعابت على ‏المحمود وضع قراراته في خدمة طموحات المالكي السلطوية ومساعيه لتصفية خصومه السياسيين. ‏
واثر صدور النقض اليوم فقد دعا النائب المستقل صباح الساعدي رئيس الجمهورية الى أصدار قرار ‏رئاسي بابطال قرار المحكمة الاتحادية اصادر اليوم بنقض قانون مجلس القضاء الاعلى لانه يتنافى مع ‏شرعية جلسة المحكمة الاتحادية . وقال في مؤتمر صحافي في بغداد انه يجب نقض قرار نقض قانون ‏مجلس القضاء الاعلى لانه يتنافى مع شرعية جلسة المحكمة الاتحادية لوجود عضو فيها غير اصيل ‏وانما من خارج المحكمة باتخاذ القرار”.
وطالب الساعدي هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث بفتح ملف القاضي مدحت المحمود لانه كان ‏مستشارا خاصا لرئيس النظام السابق صدام حسين واصبح رئيس مجلس القضاء الاعلى في عهد ‏الحاكم المدني الاميركي بول بريمر بعد عام 2003 من خلال ابن اخته واخ زوجته اللذين كانا يعملان ‏مترجمين لدى بريمر . كما دعا رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الى فتح ملف السلطة القضائية ‏حول القضاة الذين تم تعيينهم بعهد بريمر من البعثيين والذين ليس لديهم اية خبرة قضائية.‏
وكانت محكمة التمييز الاتحادية قد نقضت في شباط (فبراير) الماضي قرار هيئة المساءلة والعدالة ‏لاجتثاث البعث باجتثاث القاضي المحمود وذلك بعد 6 ايام من شموله بالاجتثاث بسبب ما قالت انه من ‏انصار النظام السابق وهو القرار الذي اثار حفيظة المالكي واقدامه على اعفاء رئيس الهيئة من منصبه ‏مطالبا بالغاء اجتثاث المحمود المتهم من قوى مختلفة بتسييس القضاء ووضعه في خدمة اجندات ‏رئيس الحكومة السياسية. ‏
ومدحت المحمود من مواليد بغداد عام 1933 وتخرج في كلية الحقوق بدرجة ( شرف ) للسنة ‏الدراسية 1958 – 1959ومارس المحاماة بعد التخرج في كلية الحقوق. وكان عين محققا قضائيا في ‏وزارة العدل عام 1960، ثم عين حاكما (قاضيا) في العام 1968 بعد اجتيازه امتحان الكفاءة و القدرة ‏القضائية بتفوق ، عمل حـاكما (قاضيا) في العديد من المحاكم، ليعين في 12 حزيران (يونيو3) عام ‏‏2003مشرفا على وزارة العدل ( بمنصب وزير)، ثم عين نائبا لرئيس محكمة التمييز، و رئيسا ‏لمحكمة التمييز الاتحادية، ورئيسا للمحكمة الاتحادية العليا في آذار عام 2005، ورئيساً لمجلس ‏القضاء الأعلى.  يذكر أن القانون العراقي النافذ، ينص على انه يحال على التقاعد كل موظف عمومي ‏لديه خدمة فعلية تصل الى 30 عاما او بلغ سن التقاعد القانوني وهو 63 عاما.‏
‏ ‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة