كنت أتابع عن كثب خبر تحول شبه مغنية مسلمة من فئة البدون من أصول عراقية اسمها بسمة الكويتية،الى الديانة اليهودية فجاءها الرد من صانع المحتوى الالماني الشهير بيتزمان،ولسان حال كل متابعيه وأصدقاءه يقول”بعدا بعدا – شسمة البدونية – شكرا لليوتيوبر الالماني نقي النسب والجنسية !
لقد فرح المُخَلفون والمُتَخلِفون والمُخالِفون بتحول شبه مطربة من اصول عراقية تقيم في الكويت وتحمل صفة البدون الى اليهودية تاركة الاسلام وراء ظهرها،قائلة وبالحرف الواحد في بث مباشر”أنا ابتسام حميد، الملقبة بالمطربة -بسمة الكويتية- من دولة الكويت،أعلن تركي للإسلام وأعلن بكل فخر اعتناقي للديانة اليهودية !! ولسان حالها يقول :
مازاد حنون في الاسلام خردلة ..ولا النصارى لهم شأن بحنون
علما أن اليهودية ليست ديانة تبشيرية كالنصرانية ولا دعوية كالاسلام مطلقا وهي ديانة لا تقبل بين صفوفها الا من كانت أمه يهودية تحديدا للمحافظة على نقاء الدم والنسب والانتساب بزعمهم ولأنهم وبحسب ادعائهم “شعب الله المختار” وكل ما سواهم إنما خلقوا لخدمتهم وكلهم من نطف الحمير ويطلقون عليهم مصطلح الأغيار،أو الـ”جوييم” ويبدو،أن الـ – شسمه – الكويتية أو الـ – شسمة – العراقية البدونية لاتعلم عن ذلك شيئا قط، وحسب ذلكم التعصب اليهودي المتعالي على أديان وشعوب الأرض كلها نسفا من القواعد لما يسمى بالديانة الابراهيمية، التي يعد لها حاليا ويتم طبخها على نار هادئة تمهيدا لمسخ الاديان كلها وهي في حقيقتها” ديانة المسيخ الاعور الدجال”الممهدة لهدم المسجد الاقصى المبارك واقامة ما يسمى بـ” هيكل سليمان ” على انقاضه !
فجاءهم الرد الساحق الماحق وبعد أقل من 24 ساعة بإعتناق أشهر يوتيوبر الماني” الماني أبا عن جد حقيقي وليس بدون ” يدعى كريستيان بيتزمان، للاسلام ونطقه الشهادتين في أحد مساجد باكستان،والحصول بعدها على وثيقه رسمية بذلك،قائلا “الإسلام هو دين السلام وشعرت بعلاقة أعمق وشيء أريد أن أجربه واكتشفه بنفسي بشكل أعمق”.
شكرا بيتزمان لقد رددت بدلا منا على الـ – شسمة الكويتية – البدونية بالنيابة عنا،لتتابع الاخبار السارة هذه المرة بـ خمس نساء ناضلن من أجل الحجاب فغيرن وجه العالم المعاصر، لأن الحجاب”تاج المرأة الذهبي”الذي يزيدها جمالا وبهاءا وعفة وسحرا !
و“التاج الذهبي” هذا وببساطة هو مهرجان شعبي يقام سنويا في محافظة حلبجة العزيزة بمناسبة اليوم العالمي للحجاب، انطلق قبل 7 سنين بمشروع مقدم من منظمة تنمية طلبة كردستان لتشجيع الفتيات على إرتداء الحجاب ومن ثم تكريمهنَّ ووضع تاج على رؤوسهنَّ !
وخلال دورة المهرجان الحالية والتي اقيمت يوم الجمعة، 12/ 2/ 2021 قررت 1357 فتاة من محافظة حلبجة لبس الحجاب،علما ان مجموع من تحجبنَّ طيلة السنين السبع من عمر المهرجان بلغ 10 الاف فتاة في عموم كردستان الحبيبة زادهنَّ الحجاب جمالا وبهاءا وعفة وسحرا .
يشار الى،ان”اليوم العالمي للحجاب worldhijabday” هو مناسبة عالمية يتم الاحتفال خلالها سنويا في الأول من شهر شباط / فبراير وبصورة دورية منذ عام 2013 في 150 دولة حول العالم،وصاحبة الفكرة هي الناشطة البنغالية ناظمة خان، التي تعيش في مدينة نيويورك الأمريكية، حيث توجه الدعوة للفتيات المسلمات وغير المسلمات في هذا اليوم لارتداء الحجاب والمشاركة بإحساسهن أثناء ارتدائه، ويهدف الى مواجهة التمييز ضد النساء المسلمات من خلال الوعي والتعليم، ومحو الصورة الذهنية النمطية السلبية عن الإسلام وحجاب المرأة مع ان الحجاب هو ديدن النساء العفيفات حول العالم عبر التأريخ على خطى الطاهرة المطهرة،الناسكة العابدة الزاهدة السيدة مريم العذراء، كذلك قرة عين الرسول فاطمة الزهراء البتول، أم الحسنين الاحسنين المطهرين ،وزوج فارس المشارق والمغارب علي بن ابي طالب،رضي الله تعالى عليهم اجمعين وحشرنا وإياهم بجنان الخلد في عليين !
وتجدر الاشارة الى كاتبة أخرى من اصول باكستانية اسمها “هنا خان “سبق لها أن الفت كتابا بعنوان “تحت حجابي Under my Hijab ” نال استحسانا كبيرا منذ اطلاقه في ولاية ميريلاند الاميركية لتصحيح الأفكار الخاطئة عن الحجاب بين الأمريكيين، مؤكدة أن “تلاميذ المدرسة الصغار والتي تعمل شقيقتها معلمة فيها كانوا يسألونها – هل لديك شعر،أو أذن ؟! ” فيما كانت زميلاتها يسألنها ” هل تنامون بالحجاب ؟!” ولله در القائل :
فليقولوا عن حجابى لا و ربى لن أبالى ..أى معنىً للجمال إن غدا سهل المنال
وانوه الى ان جيش جنوب أفريقيا سمح مؤخرا وللمرة الاولى في تأريخه للنساء المسلمات بارتداء الحجاب ضمن زيهن الرسمي وذلك بعد ان كسبت الطبيبة الشرعية الجنوب افريقية المسلمة”الرائدة فاطمة إسحاق” معركتها القانونية التي استمرت ثلاث سنوات من أجل حقها الديني، في ارتداء الحجاب تحت قبعتها العسكرية ،فيما اضطرالجيش الى إسقاط التهم الموجهة اليها سابقا بتهمة “التحدي المتعمد وعصيان الأوامر العسكرية “لرفضها خلع الحجاب ..ولله در القائل :
أختـاه يا ذات الحجـاب تحية ..كم أنت في عفافـك رائعـة جميلة
يا روضة في الأرض فاح عبيرهـا ..وشريعـة الإسـلام دوحتها الظليلة
ولايفوتنا التذكير بنائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في جامعة السوربون، المحجبة مريم بوجيتو،التي ظهرت بحجابها في مقابلة تلفزيونية في فرنسا مادفع البرلمان الفرنسي الى رفض استقبالها تحت قبة البرلمان ممثلة عن الطلبة فيما تعاطف معها الملايين حول العالم،كذلك الفتاة السورية فرح الحاجي (24 عاماً) التي تقدمت بطلب للحصول على وظيفة مترجمة، ورفضت مصافحة الموظف المسؤول عن المقابلة وقامت بوضع يدها على صدرها بدلا من المصافحة ما اسفر عن رفض قبول توظيفها ورفعها قضية في محكمة العمل السويدية كسبتها وحصلت على تعويض مالي ومعنوي بعد ان ألزمت المحكمة الشركة التي رفضت توظفيها بدفع التعويض لمعاملتها بتمييز،مع حصول الحاجي على تعاطف شعبي كبير في السويد وحول العالم !
الف تحية لأخوات الرجال وللرجال الرجال، ووآسفاه على الذكور واشباه الرجال،ولله در القائل :
صوني جمالك بالحجاب الداني ..ودعي الثياب طويلة الأردان
وتستري اختاه انك درة ..لاتشترين بأبخس الأثمان
واضيف ولشحذ الذاكرة الجماعية انه وعندما خلعت النسوة المتظاهرات ضد الاحتلال الانجليزي لمصر بقيادة هدى شعراوي وصفية زغلول، في ميدان الاسماعيلية والذي سمي بميدان التحرير من يومها عام 1919حجابهن وألقينه على الارض وقمنَّ بإحراقه علنا لأول مرة منذ قرون طويلة، وقف المصريون في حالة ذهول بين تأييد التظاهرة النسوية الحاشدة الشجاعة ضد الاحتلال المقيت والفرح الغامر بها من جهة، وبين رفض خلع الحجاب وهو مثال العفة والطهارة والأخلاق والعرف والتقاليد الحسنة آنذاك والحزن لأجله من جهة أخرى، وكثير منهم ربط بين “التحرر والتحرير” بمعنى ( هل تريد تحرير ارضك ؟ تحرر اذن من تقاليدك ومثلك واخلاقك ودينك قبلها !!) منذ ذلك اليوم ..وارجو التنبه هنا الى أهمية التوقيتات والمواقف التي نذهل عنها على الدوام ، فلكي تخلع المرأة حجابها علنا وتتمرد على التعاليم الدينية والتقاليد والأعراف ولتشجيع بقية النسوة على فعل ذلك من دون إعتراض يذكر، ولمنح الرجال (الاباء،الأشقاء،الأزواج ،الأعمام ،الأخوال ،الأبناء) فرصة لصياغة أفكارهم وتغيير قناعاتهم بشأن ذلك من جديد ،ولكي تبرأ ساحة – المستدمر – الانجليزي الغاشم والذي أشيع طويلا – وهو كذلك بالفعل – بأنه ما جاء الا ليغير من ثقافة المجتمع ويمحو أخلاقه ويمزق روابطه وتراثه ويستولي على أرضه وخيراته ويبيح للمرأة ما لم يبح لها سابقا ويخلع عنها حجابها وعفتها وأن كل من يفعل ذلك ويستجيب من النساء والرجال فهو ولاشك عميل للانجليز وسائر في ركابهم ..ولغرض قلب الموازين وخلط الأوراق أنذاك وتعتيم المفاهيم ومزج الألوان ،ألفت فصول المسرحية من المشهد الأول وحتى الأخير بناء على ذلك لتبدوعلى النقيض من أهدافها الحقيقية غير المعلنة وعلى خلاف أغراضها الدنيئة المستترة كليا وبإتجاه معكوس على غير ما كان يفكر به المصريون والعرب والمسلمون تماما ، حيث أظهرت المسرحية ” الشعراوية – الزغلولية ” أن خالعات الحجاب وحارقاته علنا هنَّ الوطنيات وعدوات الانجليز الاصيلات ولسن من السائرات في ركابه أبدا ،هن المثقفات الواعيات ومن سواهن مجرد أميات وجاهلات ،هن المتحررات الرائدات وما خلاهن عبدات ذليلات ،هن السائرات بركب الحرية والتحرر ، أما المتلحفات بالحجاب والنقاب فهن العميلات المذعنات للاستدمار والاستحمار واقعا ..وأظهرت المسرحية أن من يسعى لإخراج الانجليز وتحرير أرضه وصون عرضه لابد له أولا أن يحرر المرأة – نصف المجتمع – من حجابها ونقابها قبل ذلك خلال مسيرة – النضال ، الكفاح – وبقية المسيمات الهزيلة التي حاولت اللف والدوران كحمار الترعة حول الحقيقة برمتها من دون ان تصل اليها قط !
ماجرى ويجري في العالم العربي ومنها العراق صور رمادية لبعض ما جرى في ميدان الاسماعيلية عام 1919 وإلا قلي بربك ما علاقة التهكم على الدين وتعاليمه الخالدة صباحا ومساءا على مواقع التواصل ، وماعلاقة التهكم من الدين بثورة جماهيرية حاشدة ضد الفساد والفاسدين في العراق ؟ هل الدين يدعو الى السرقة ، أم أن ادعياءه من بعض الحزبيين والمتحزبين – الكلاوجية – هم من يفعل ذلك ؟ هل الدين يدعو الى الظلم الاجتماعي وغياب العدالة الاجتماعية ، أم أن بعض – الهتلية – المتلحفين بأرديته هم من يفعل ذلك ؟ هل الدين من يدعو الى الرشوة ، الربا ، المخدرات ، الخمور، القمار، السرقة ، الاختلاس ، المحسوبية والمنسوبية ،قطع الطريق ،التزوير، الغش ، الخداع ، السطو المسلح ، ترهيب الناس في طرقاتهم واسواقهم ومدارسهم وجامعاتهم،أم أن بعض سياسيي الصدفة – من ثنائيي الولاء والجنسية والتبعية – المرتدين لزيه زورا والمتمظهرين بمظهره بهتانا هم من يفعل ذلك ؟ هل الدين يدعو الى الرذائل وغمط حقوق الناس ونهب الثروات وسرقة الخيرات وتهريب الاثار والتحالف مع المستدمرين والمحتكرين ..أم أن بعض أولئك – الحنقبازية – المتحزبة الذين يتحدثون بإسمه كذبا للضحك على ذقون العوام طمعا بأصواتهم المبحوحة،وأصابعهم البنفسجية المجروحة هم من يفعل ذلك ؟
وأقولها وبصراحة متناهية ،إن “الاصرار العجيب على إهانة الدين ورموزه في الساحات والميادين ومحاولة إقحامه في غير ما شرع له هي صورة طبق الاصل مقتبسة عن مسرحية – خلع الحجاب – في ميدان التحرير ايام الاستعمار الانجليزي في مصر ،وغايتها إظهار الدين الحنيف على أنه صنو الفساد والافساد والفاسدين والمفسدين والوجه الآخر لعملته ،وان الانتفاضة ضده هي الخطوة الاولى في طريق الالف ميل للقضاء على الفساد في الارض ،وان كل من يقف مع الدين ويدافع عنه انما يدافع عن اولئك المتحزبين – المتبرقعين باللباس الديني – بمعنى “اخلع دينك وتمرد ..تنصر قضيتك وتحصل على حقوقك ” ، واحذر أيما تحذير من هذه المسرحية المشبوهة وذلك السيناريو الماسوني الخبيث والتحذير موصول من الدعوات المضللة ومن تلكم الرسائل المخادعة ، وان كان في من يدعون ذلك شجاع واحد فليسمي الفاسدين المتبرقعين بلباس الدين بإسمائهم بدلا من التعميم ، والتعميم تعتيم كما تعلمون ..اتحداهم كلهم فلن يجرؤ ولا – تيتي نحباني للو واحد منهم – على فعل ذلك ..فلاتتحدوا الدين بذريعة مكافحة الفساد ،الاسلام العظيم هو أساس العدالة الاجتماعية ونبذ الاثام والموبقات والكبائر ومحاربة الفسق والفجور والفساد والخطايا كلها، والرجال هم من يعرفون بالحق ولايعرف الحق بالرجال ، فلاتخلطوا حابلا بنابل لعدم قدرتكم على تسمية السراق بعناوينهم ولامسمياتهم علنا ،أو لشعوركم بذنب كبير بات يؤرق ليلكم ويذل نهاركم ناجم عن إحساسكم بزيفكم وتحاملكم متمخض عن خطأكم الفادح والمتكرر بإنتخابكم فاسدين مفضوحين ومكشوفين على لسانهم ولسان خصومهم طيلة 18 عاما بعد ان ضحكوا عليكم ببطانيات أم النمر وصوبات فوجيكا – تقليد – وكارتات آسيا سيل وعراقنا أو ببعض الطقوس واللبوس والمظاهر الخداعة التي لاتنطلي على احد الا على من يريد شخصيا وبشحمه ولحمه ان تنطلي عليه الحيل ، واشدد على ان الدين هو اساس الصلاح والاصلاح والفضيلة وأي حديث بخلاف ذلك فسوق ورذيلة ، نعم تظاهر سلميا وقانونيا واخلاقيا وانسانيا وحضاريا ودستوريا للمطالبة بحقوقك المشروعة كاملة ووولكن من غير تجاوزعلى الدين ولاتعاليمه ولا رموزه بأي صورة من الصور،وبأي شكل من الأشكال البتة !
والآن وبالعودة على بدء والى حجاب المرأة المسلمة ،أقول عندما خلعت وفي توقيتات متقاربة جدا ومريبة جدا كل من حلا شيحا ، سهير رمزي ،شهيرة ،صابرين ،المطربة السابقة حنان ،الممثلة شاهيناز ،الفنانة موناليزا،سبقهنَّ الى ذلك بعض الممثلات اللائي كن قد تحجبنَّ إما لخوف من مرض عارض ألم بهنَّ ،أو نزولا عند رغبة زوج عبارة عن منتج او رجل اعمال في زيجة مصالح فاشلة لم تدم طويلا ،أو لنازلة نزلت بساحتهن َّ دفعتهنَّ للبس الحجاب بوجودها ومن ثم خلعه بزوالها،وربما لقناعات شخصية أو إيمانية ما لبثت أن تبخرت كلها طمعا بالعودة الى الشهرة والأضواء التي إنحسرت عنهنَّ بعد ارتداء الحجاب مجددا،أو نتيجة لضعف شديد أمام إغراءات العروض التلفزيونية والسينمائية المالية والمعنوية الكبيرة ،وربما لتهديدات سياسية وضغوطات أمنية أو لردات فعل مجتمعية من خلف الكواليس لم يفصحن َّعنها بالتزامن مع دعوات مشبوهة لخلع الحجاب من بعض الكتاب والادباء والاعلاميين ،فيما حافظت البقية الباقية منهن على حجابهن وتوارين عن الانظار كليا ، أقول إنهن عندما فعلن ذلك طوعا أو كرها إنما خلعن – غطاء الرأس فقط وليس الحجاب في واقع الحال – لأن جلهن لم يكنَّ محجبات أصلا بالمعني اللغوي والإصطلاحي الشرعي للحجاب وكن يظهرن ونصف شعورهن المصبوغة بادية للعيان على موضة “بنازير بوتو” والتي مالبثت أن اقتبست إيرانيا وخليجيا وآسيويا بكثرة فيما بعد ،وهن بكامل زينتهن من مكياج واكسسوارات وعدسات لاصقة ملونة ورموش صناعية وصبغ آظافر وتاتو وبيرسينغ ولباس – محزق وملزق – يثير الفتن والشهوات، ولطالما اكدت على ذلك – سهير رمزي – وفي أكثر من مقابلة صحفية ولقاء متلفز معها، مشيرة الى ،أنها ليست محجبة وإنما محتشمة،ذاك أن الحجاب صار بعرف الناس القبيح – مجرد غطاء تضعه المرأة على رأسها وإن بدت جميع مفاتنها للقاصي والداني بعد ذلك – وصار المقياس للبس أو خلع الحجاب محصورا بغطاء الرأس لا أكثر ،وهنا الطامة الكبرى لأن الحجاب الشرعي يجب أن يرتبط بالتقوى والفضيلة وحسن الخلق أولا وآخرا ،اذ لاعبرة بتهتك وسوء خلق امرأة لعوب ترتدي حجابا كاملا لتغطي على تهتكها ولتصرف انظار الناس عن عيوبها فلباسها هنا ليس حجابا وإنما فخا وشراكا لإيقاع المغفلين في حبائلها لا أكثر ،وعلى الناس أن لايحملوا الحجاب الشرعي تبعات تلاعب بعض النساء المستهترات بمضمونه وغاياته وأبعاده ،كما أن لاعبرة بغطاء رأس فحسب لإمرأة إرتدت معه كل ما عداه على الموضة الحديثة بكل ما تحمله تلكم الموضة من غثاء بزعم أنه حجاب شرعي يسترعورتها ويصون عفتها وما هو كذلك بالمرة ، ويتوجب أن يغطي الحجاب الشرعي كامل جسد المرأة وان يكون ضابطا لإيقاع تصرفاتها وحركاتها وسكناتها جميعها وفي كل زمان مكان ، وأن لايصف ولا يشف وليس مزركشا ولا مزخرفا ولاضيقا ولامعطرا،وإن يكون واسعا وفضفاضا بألوان غامقة أو معتدلة وليست صارخة تلفت اليها الانظار وأن لايشبه لباس حجاب الطوائف الدينية الأخرى،أما أن ترتدي المرأة غطاء رأس وتلبس ماعداه من بناطيل الجينز الممزق أو الستريج الضيق والبدي اللاصق والكعب العالي فهذا لعمري غطاء رأس أشبه بإيشارب الاوربيات في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ممن كانت نجمات هوليوود يتسابقن للبسه في عشرات الأدوار السينمائية حينئذ ، والمطلوب حاليا هو إعادة تقييم وتعريف المصطلحات والتمعن في التوقيتات والتأمل في المواقف السياسية والمجتمعية – المسرحية – من المحيط الى الخليج في زمن – الترقيع والتطبيع والتخنيع – وكل من يقف خلف ذلك كله كذلك !اودعناكم اغاتي