تثير حوادث التصادم العسكري الأخيرة بين الجيش السوداني والقوات الأثيوبية مخاوف حول نشوب حرب استنزاف طويلة بين البلدين لن ينتصر فيها أى طرف بسبب عدم امتلاك أى من السودان أو أثيوبيا القدرة العسكرية الكافية لحسم أى حرب بين البلدين، ووفقا لإحصاءات سابقة فإن عدد القتلى من البلدين في حوادث اشتباك بين جيشي البلدين حول منقطة القفشة منذ سنة 1988 م بلغ 80 ألف جندي، الرقم الصادم لحصيلة بيانات رسمية من الجانبين، اعتبره مراقبوم سببا في المرارة العميقة بين البلدين والتي تعمقت خلال الفترة الأخيرة بسبب الخلاف حول سد النهضة.
وتثير المواجهات العسكرية الأخيرة بين كل من أثيوبيا والسودان مخاوف من مواجهة عسكرية بين البلدين، وعلى الرغم من عدم وجود معلومات دقيقة حول إمكانيات كل من الجيش السوداني والأثيوبي وقدرة كل منهما على تحقيق نصر على الآخر، إلا أن المعلومات المتوافرة حول هذا الملف الملتهب تشير إلى أن أى حرب قد تقع بين البلدين سوف تتحول لحرب استنزاف طويلة للبلدين المنهكين.
ولكن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يقدر عدد القوات النظامية السودانية بـ109300 مقاتل نظامي بالإضافة إلى 40 ألف مقاتل ينطون تحت لواء قوات الإنقاذ السريع التي تعتبر قوات مستقلة عن الجيش السوداني وتتبع إمرة الفريق محمد حمدان دقلو مباشرة وتعتبر مستقلة عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية.
ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في عام 2007 أن القوات المسلحة السودانية لديها 200 دبابة قتال رئيسية من طراز T-54/55 و 70 دبابة خفيفة من طراز 62. كما يملك السودان 218 سيارة مصفحة فرنسية من طراز Panhard AML-90 إلى جانب أكثر من 778 قطعة مدفعية ، وتملك القوات الجوية السودانية عددًا غير معلوم على وجه اليقين من الطائرات ، إلا أن الترسانة السودانية من الطائرات يشمل طائرات الهليكوبتر الهجومية Mil Mi-24 ، وطائرات التدريب Karakuram K-8 ، ومقاتلات MiG-29 ، و Su-25 ، و Su-24 ، و F-5 .
أما الجيش الأثيوبي فيضم 135 ألف مقاتل في القوات البرية و35 ألف مقاتل في القوات الجوية، ولا يملك الجيش الأثيوبي أى قوات بحرية بعد أن فقدت أثيوبيا سواحلها على البحر الأحمر باستقلال أثيوبيا عنها، ويملك الجيش الأثيوبي 82 طائرة حربية فقط، منها 26 مقاتلة و16 طائرة هجومية بالإضافة الى 9 طائرات شحن عسكري و33 مروحية عسكرية منها 8 مروحيات هجومية فقط.