من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان ان كل شيء في تطور وكل شيء يتم تحديثه وفق متطلبات العصر او كما يقال وفق التطورات الزمكانية وهذا ينبغي ان يكون واضحا ومن الامور التي يجب الا نغفل عن تطورها وتحديثها هي (المفاهيم) فمثلا كانت الشجاعة في بداية الخليقة هي ان تخرج وحدك او تسكن وحدك ثم تطور الامر فكان الشجاع هو من يقاتل ويحمي بيته وعرضه ثم تطورت فأصبحت تطلق على الذي يقابل الجيوش ثم حدث تطورا فأصبحت تقال للذي يقول كلمة الحق بوجه الظالم اما في زماننا فاعتقد ان الشجاع هو من يقول ان هذا خطأ وهذا صح وهذا فاسد وهذا صالح وهذا مرجع وهذا متمرجع وهكذا الحال مع بقية المفاهيم فمثلا النزيه او الزاهد كانت لها معان قديمة واما الان فقد اختلفت فليس الزهد ان تسكن في خربة وترتدي ملابس خرقة او تلبس عباءة مثقوبة او تكون متسخا وانما الزهد الان هوان تزهد بالأموال التي تملكها وتزهد بالمناصب وتزهد بخفق النعل لا ان تسكن في كهف بحجة الزهد وباسمك تجنى المليارات وكذلك مفهوم الاعلم في الحوزة فمثلا كان قديما يعني من يحفظ الاحاديث او المسائل او التعليقات او يكون اعلما بالفقه و الأصول واما الان فالأعلم هو من يجد حلا لمشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى العقائدية واما اكتفاء بتأليف الكتب او تسفيط الكلام فهذا يسمونه بالمصطلح العامي (خرط) لأنه من الأمور التي اكل الدهر عليها وشرب .