بعد مرور أكثر من 4 سنوات على تحرير المناطق التي كانت خاضعة لتنظيم داعش في العراق من قبضة التنظيم الإرهابي لا تزال العواقب الاجتماعية التي تركها التنظيم ورائه قائمة، فقد كشفت دراسة أخيرة عن أن نسبة كبيرة من المراهقات في محافظتي صلاح الدين والأنبار تعرضن للضغوط من أجل الزواج بأبناء عمومتهن لتجنب الزواج قسرا من مقاتلي داعش، في نفس الوقت أظهرت الدراسة أن بعض المراهقات اللائي تزوجن من مقاتلي داعش حدث ذلك لهن عن طريق الإجبار لضمان وصول الخدمات والوظائف للذكور في عوائلهن.
وتناولت الدراسة التي قامت بها منظمة أوكسفام أوضاع النساء في المناطق التي كانت خاضعة لاحتلال داعش خلال السنوات الأخيرة ، وتعرضت الدراسة للأوضاع التي كانت سائدة بالنسبة للنساء في ظل سيطرة داعش على مناطق من العراق، والتي تضمنت الفصل الصارم بين النساء والرجال غير المرتبطين بهم في الأماكن العامة ، فضلاً عن قواعد حول الملابس والممارسات اليومية التي تم فرضها بوسائل وحشية. ونتيجة لذلك ، مال المشاركون في الدراسة إلى الامتثال لداعش ، لكنهم سعوا إلى العودة إلى معتقداتهم ومواقفهم السائدة ، والتي تتمحور حول تقسيم العمل وأدوار الجنسين ، دون الاستمرار في الالتزام بالقواعد المفروضة في ظل احتلال داعش. وركزت الدراسة على ما قام به تنظيم داعش من فرض لقواعد النوع الاجتماعي على كل من النساء والرجال في المناطق التي خضعت لسيطرة داعش.
أظهرت الدراسة أن المناطق التي شهدت سيطرة من داعش كان يتم فيها إجبار المراهقات والشابات على الزواج من أبناء عمومتهن من أجل تجنب الزواج من مقاتلي داعش ، أو الضغط عليهم للزواج من أعضاء داعش من أجل ضمان وصول شبكة العائلة إلى الخدمات وفرص كسب العيش. وتضمنت نتائج الدراسة أنه على سبيل المثال في المناطق التي خضعت لداعش في محافظة صلاح الدين ، مثلت المراهقات (43٪) من فئات الإناث اللائي تعرضن للضغط من أجل الزواج من أبناء عمومتهن بدلا من الوقوع فرائس لمقاتلي داعش ، بينما مثلت هذه النسة في محافظة الأنبار (32٪).