أرغم تصاعد عمليات قتل اهل السنة في محافظة البصرة العراقية الجنوبية ثاني اكبر محافظات البلاد بعد العاصمة خلال الساعات الاخيرة مديرية الوقف السني في المنطقة الجنوبية الى اصدار قرار باغلاق مساجد السنة والاكتفاء برفع الاذان واداء الصلاة في المنازل حفاظا على ابناء المكون.
فخلال الساعات الاخيرة اغتيل مؤذن مسجد “بلد سلامة” بقضاء أبي الخصيب الذي تسكنه غالبية سنية في محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد) من قبل مسلحين كانوا يستقلون سيارة حين اطلقوا النار عليه وهو بالقرب من احد المحال التجارية القريبة من المسجد . كما اغتالت مليشيات مسلحة مدنيين اثنين الأول قرب جامع الخضيري والثاني قرب مقبرة الحسن البصري . كما اختطف مسلحون مجهولون في منطقة الجمهورية شقيقين قرب محلهما ثم نفذوا فيهما الاعدام ورموا بجثتيهما امام منزلهما. وايضا اختطف مسلحون يستقلون سيارة مواطنا ثالثا من منزله في قضاء أبي الخصيب يدعى عبد الحافظ فاروق ويعمل في محل لبيع الخضار وأردوه قتيلا بعد اختطافه بقليل .
كما قامت المجاميع المسلحة باغتيال الشيخ ناطق ياسين إمام وخطيب جامع السبيليات وعضو المجلس البلدي السابق في قضاء أبو الخصيب بمحافظة البصرة اعقبها استهداف اثنين من مصلي جامع العثمان في منطقة المعقل شمال البصرة ما ادى الى مصرعهما في الحال. واضافة الى ذلك فقد اصيب مدني
بانفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارة حكومية داخل ديوان الوقف السني. وايضا اغتيل بأسلحة كاتمة أحد المصلين من أبناء السنة قتل قرب جامع الغضيري في قضاء الزبير غرب مدينة البصرة. والاحد الماضي انفجرت سيارة مفخخة في الشارع الصناعي وسط البصرة مما أدى إلى مصرع ثلاثة مدنيين وإصابة 11 آخرين. يذكر ان اغلبية سنية تسكن مدينتي الزبير وابو الخصيب اكبر قضائين في المحافظة البالغ عدد سكانها حوالي اربعة ملايين نسمة وتقطنها غالبية شيعية.
وفي 26 من الشهر الماضي أعلن مدير ديوان الوقف السني للمنطقة الجنوبية أن عبوة لاصقة انفجرت داخل حافلة تقل موظفي الوقف دون حدوث خسائر بشرية .. واوضح أن الموظفين نجوا من الانفجار بسبب تأخر موعد خروجهم لتدقيق حسابات مالية. وقال مدير ديوان الوقف السني للمنطقة الجنوبية عبدالكريم الخزرجي ان عبوة لاصقة وضعت في حافلة لنقل موظفي الوقف ودخلت الحافلة نقطة التفتيش الاولى وانفجرت امام مبنى ديوان الوقف . وطالب بتشديد الحماية الامنية التي قال انها ضعيفة مشددا على ضرورة “تزويد حمايات الوقف السني بأجهزة السونار والكلاب البوليسية لحماية الموقع بكامله”.
وتشهد محافظة البصرة وعاصمتها منذ ايام استهدافا للمواطنين السنة فيما بدأ عددهم منهم بمغادرة المدينة في قوت اعترف نائب عن البصرة بانتشار تهديدات تحمّل السنة مسؤولية ما يتعرض له الشيعة في ديالى والموصل وحزام بغداد حيث اسفر ذلك عن قتل الكثير من ائمة محافظة البصرة وخطبائها ومصليها فضلاً عن تهديد العشرات من العوائل السنية في البصرة لتخويفها وارغامها على هجرة مناطقها ومنازلها.
وقد استنكرت شخصيات دينية وعشائرية في محافظة البصرة مؤخرا استهداف أئمة المساجد ورجال الدين من اهل السنة في المحافظة بينما صوت مجلس محافظة البصرة الخميس الماضي على إقالة قائد شرطة المحافظة اللواء فيصل العبادي بسبب عودة الاستهداف الطائفي للمحافظة.
وازاء تصاعد عمليات القتل والاختطاف هذه وبشكل غير مسبوق فقد قررت مديرية الوقف السني في المنطقة اغلاق جميع مساجد اهل السنة في البصرة ابتاء من الليلة الماضية والاكتفاء برفع الاذان فيها.
وأشارت المديرية في بيان لها اليوم الاثنين الى انه بعد التداعيات الامنية الكبيرة في البصرة وتواصل مسلسل الاغتيالات الطائفية واستهداف مديرية الوقف السني في المنطقة الجنوبية من منتسبي المساجد والتهديدات بالتهجير ضد طيف واسع من ابناء الجنوب “قررنا اغلاق كافة المساجد التابعة لمديريتنا في البصرة “. واضافت ان مساجد البصرة ستكتفي برفع الاذان والصلاة في المنازل حفاظا على ارواح المصلين والمنتسبين لحين توفير وسائل الحماية للمساجد والمصلين . واشارت المديرية الى ان قرار الاغلاق هذا يأتي نتيجة التهديدات والاغتيالات التي طالت ائمة هذه المساجد ومؤذنيها والعاملين فيها .
يذكر أن محافظة البصرة شهدت في التاسع من االشهر الحالي إلقاء منشورات أصدرتها جماعة تطلق على نفسها اسم “لواء أنصار المهدي” تهدد بأستهداف أهل السنة . وكانت مديرية الوقف السني في المنطقة الجنوبية قد استنكرت في الرابع من الشهر الحالي حوادث الاغتيالات التي تعرض لها أبناء الطائفة السنية مؤخراً في محافظة البصرة.