يختلف كاتب الرأي عن الصحفي الموظف ، أو المعلق على الأحداث ، أو كاتب التقارير الصحفية ، أو صحفي التحقيقات ، كاتب الرأي يفترض ان يكون ملتزما أخلاقيا بقول الحقيقة والتعبير عن الواقع كما هو بكل صدق وشجاعة ، وفي العالم العربي توجد أزمة في قول الحقيقة ، والشعوب تربت على ضخ كميات هائلة من المغالطات والأكاذيب ، فيما يخص حقيقة الصراع بين العرب وإسرائيل ، وظل الساسة والإعلام يرددون نفس الإسطوانة والأكاذيب حول إسرائيل بينما الحقيقة مغايرة !
أصل المشكلة ان العرب لايؤمنون بحق الحياة لأبناء الديانة اليهودية ، وان المعتقدات الإسلامية نقلت اليهم صراعات النبي محمد في زمنه مع اليهود الى العصر الحاضر ، وعليه فالطفل العربي المسلم يرضع الكراهية والعنصرية ضد اليهودي ، ثم بعد ان يكبر تستقبله الدعاية السياسية والإعلام الغوغائي الذي نشر كل القباحات العنصرية العدوانية ضد إسرائيل ، بينما الواقع الموضوعي يخبرنا ان إسرائيل في كافة حروبها كانت حروبا دفاعية لحماية شعبها من إعتداءات العرب .
ان أرض إسرائيل الحالية هي نفسها سكنها أبناء ديانتهم قبل أكثر من 2500 سنة قبل جريمة السبي البابلي ، أي انهم في وطنهم مضاف اليهم أعداد المهاجرين ، ومن الناحية القانونية والإنسانية للإسرائيلي حق الحياة وإقامة دولته كما هو الحال حق الفلسطيني في الحياة و إقامة دولته .
في حرب 1948 جمع العرب جيوشهم وبادروا في الهجوم على إسرائيل التي جاء اليها أبناء الديانة اليهودية من أوربا بعد ان تعرضوا الى الإبادة النازية وفر منهم من إستطاع النجاة وإلتحقوا باليهود المتواجدين قبلهم .. بمعنى كانت إسرائيل فيها بشر تعرضوا للنكبة والمأساة وكان الواجب الإنساني على العرب إستقبالهم بالترحاب وتقديم المساعدة اليهم .
حرب 1967 كانت طبول الحرب تقرع في الدول العربية ، وقد أعلنت مصر عن ترحيل قوات الأمم المتحدة تمهيدا لشن الحرب ، فكان من الطبيعي ان تقوم إسرائيل بضربة إستباقية دفاعية ، ومن يتحمل مسؤوليتها الدول العربية التي إستعدت للحرب ورفضت السلام .
حرب 1873 بادر العرب الى شن الحرب ضد إسرائيل ، والذي لايعلمه الرأي العام العربي ، وبعيدا عن ( أكاذيب النصر في حرب أكتوبر ) ان الجيش الإسرائيلي بعد ان شن هجومات معاكسة هزم جيشي سوريا ومصر وكان بإمكانه إحتلال القاهرة ودمشق ، لكن الحسابات الدولية والخشية من نشوب حرب عالمية ثالثة منعته من ذلك ، ثم ثبت فعليا ان إسرائيل لاتريد إحتلال الأراضي العربية ، فهي على العكس من الدعاية التي تقول : شعار إسرائيل من النيل الى الفرات ، فإن إسرائيل إنسحبت من أراضي : مصر والأردن ولبنان وقسم من الأراضي الفلسطينية وتنتظر الحل النهائية لإستكمال إنسحابها ، وعرضت السلام على سوريا لكن نظام الاسد رفض .
ولا أحد يتحدث من العرب عن الجوانب الإنسانية في تعامل إسرائيل مع الفلسطينين واللبنانيية ، فإسرائيل منحت عرب 48 الجنسية وجواز السفر وحق الإنتخاب ولديهم ممثلين عنهم في الكنيست/ البرلمان يتمتعون بحرية النقد والنقاش والتصويت ، بينما على سبيل المثال : سوريا ترفض منح المواطنين الكورد الجنسية ، ودول الخليج ترفض منح المواطنين ( البدون) الجنسية والتجنس لديها يقسم المواطنيين درجات متفاوته ولاتوجد مساواة .
ومن إنسانية إسرائيل انها تحملت صواريخ حركة حماس الإرهابية ، وقيام الإنتحاريين بتفجير أنفسهم بين المدنيين وقتل النساء والأطفال الإسرائيليين ، وكان بإمكان إسرئيل بما تمتلكه من قوة عسكرية جبارة وحق الدفاع عن النفس ان تعاقب غزة عقوبات شاملة قاسية ، لكنها لم تفعل وإكتفت بضربات تأديبية .
ونفس الشيء تعاملت إسرائيل مع لبنان بإنسانية حينما صبرت على حزب الله الإرهابي إذ كان بإمكان إسرائيل تدمير لبنان بإكمله ومحوه من الخارطة ، لكنها لم تفعل لانها لم تشأ إلحاق الأضرار بالمدنيين .
وعلى الطرف الآخر نرى إيران تمارس الإرهاب ونشر الفتن الطائفية ، وتشكيل الميليشيات الإرهابية ، وتحتل أربعة دول هي : العراق واليمن وسوريا ولبنان ، وتهدد دول الخليج والمياه الأقليمية ، وقدمت إيران الدعم الى إرهابي تنظيمي القاعدة وداعش .
والواقع الموضوعي يظهر لنا أن العدو الحقيقي في المنطقة هي إيران بأطماعها التوسعية الإستعمارية ، وان إسرائيل حليف هام جدا للعرب حاليا في محنتهم والخطر الوجودي الذي يهددهم من إيران ، ومايقوم به الجيش الإسرائيلي الشجاع من ضربات الى المواقع الإيرانية في سوريا والعراق هو جهد خير ونبيل في محاربة الشر يصب في صالح العرب ويساهم في توفير الدعم والحماية لهم مع الجهد الدولي .