23 ديسمبر، 2024 6:49 م

قضية “نافالني” تزيد الأمور تعقيدًا .. العلاقات “الروسية-الأوروبية” إلى طريق مسدود بسبب “العقوبات” !

قضية “نافالني” تزيد الأمور تعقيدًا .. العلاقات “الروسية-الأوروبية” إلى طريق مسدود بسبب “العقوبات” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني : 

اشتعلت حرب التصريحات الكلامية بين “روسيا” و”أوروبا”، بما يُنذر بقدوم عاصفة من التوتر قد تضع العلاقات في مفترق طرق تجعلها أكثر تجميدًا، حيث قال وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، في مقتطفات من مقابلة نشرت على موقع “وزارة الخارجية” على الإنترنت، أمس الجمعة، إن “موسكو” مستعدة لقطع العلاقات مع “الاتحاد الأوروبي”؛ إذا فرض عليها عقوبات اقتصادية مؤلمة.

وتواجه العلاقات بين “روسيا” والغرب ضغوطًا جديدة بسبب سجن المعارض الروسي، “أليكسي نافالني”، الأمر الذي أثار الحديث عن احتمال فرض عقوبات جديدة.

وقال 3 دبلوماسيين أوروبيين؛ لـ (رويترز)، أمس الأول الخميس، إنه من المرجح أن يفرض “الاتحاد الأوروبي” حظرًا على السفر وتجميدًا لأصول حلفاء للرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ومن المحتمل أن يكون ذلك هذا الشهر، بعدما لمحت “فرنسا” و”ألمانيا” إلى رغبتهما في المضي قدمًا في الأمر.

طرد دبلوماسيين..

وزاد ضغط العقوبات؛ منذ أن أثارت “موسكو” غضب الدول الأوروبية، في الأسبوع الماضي، بطرد دبلوماسيين من “ألمانيا وبولندا والسويد”؛ بدون إخطار مسؤول السياسة الخارجية في “الاتحاد الأوروبي”، الذي كان يقوم بزيارة لـ”موسكو”.

وردًا على سؤال، خلال مقابلة بشأن اتجاه “موسكو” نحو قطع العلاقات مع التكتل، قال “لافروف”: “نتحرك من منطلق استعدادنا (لفعل هذا). في حال شهدنا مجددًا فرض عقوبات في بعض القطاعات تسبب مخاطر لاقتصادنا، بما في ذلك المجالات الأكثر حساسية”.

وأضاف: “لا نريد عزل أنفسنا عن الحياة العالمية، لكن يتعين أن نكون مستعدون لذلك. إذا كنت تريد السلام استعد للحرب”.

مستعدون لتطوير العلاقات بشرط..

تعقيبًا على تلك التصريحات، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، “دميتري بيسكوف”، إنه يجب على بلاده أن تكون جاهزة لمواجهة تحركات غير ودية من جانب “الاتحاد الأوروبي”، لكنها تبقى حريصة على تطوير العلاقات مع التكتل.

وشدد “بيسكوف”؛ على: “أن وسائل الإعلام تقدم عنوانًا مثيرًا، (حول كلام لافروف)، خارج السياق.. هذا خطأ كبير من الإعلام، وهذا خطأ يغير المعنى”، مضيفًا: “النقطة بالتحديد هي أننا لا نريد قطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، نريد تطوير العلاقات، ولكن إذا سلك الاتحاد مسار فرض عقوبات تشكل خطرًا على الاقتصاد الروسي، فسنكون مستعدين لذلك، لأنه يجب أن نستعد للأسوأ”.

وتابع “بيسكوف”: “هذا ما كان يتحدث عنه الوزير لافروف، ولكن المعنى تم تشويهه وتم تقديم هذا العنوان المثير بطريقة تصور روسيا وكأنها هي التي ستبادر إلى قطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي”.

فيما وصفت “وزارة الخارجية” الألمانية، تصريحات “لافروف”: “بالمثيرة للقلق”.

العلاقات وصلت إلى أدنى نقطة..

كما أكد المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في “الاتحاد الأوروبي”، “غوزيب بوريل”، تعقيبًا على التلميحات الروسية بقطع العلاقات مع التكتل الموحد، على ان العلاقات بين “موسكو” و”بروكسل”: “ليست جيدة، بغض النظر عما قاله الوزير، سيرغي لافروف، بل في الواقع، لقد وصلت إلى أدنى نقطة”، على حد تعبيره.

وقال “بيتر ستانو”، خلال مؤتمر صحافي، أمس الجمعة، في “بروكسل”: “فكرة روسيا واضحة عن كيفية المضي قدمًا: لقد تلقينا مؤشرات عن مدى تجاوبهم  مع مبادرة الممثل الاعلى” بالذهاب إلى “موسكو”.

وأكد المتحدث: “خطتنا تبقى كما هي على الدوام: التعاون المتبادل على المنفعة، عندما يكون الطرف الآخر جاهزًا لمثل هذا التعاون والحوار”، في حين أن: “روسيا أوضحت أنها ليست مستعدة للسير في هذا الاتجاه، عبر عدة رسائل، وليس في مجرد مقابلة صحافية”، في إشارة إلى تصريحات “لافروف” الأخيرة في لقاء صحافي عن إمكانية قطع العلاقات مع “الاتحاد الأوروبي” إذا لجأ إلى تشديد عقوباته المفروضة على “موسكو”.

اعتماد قائمة “العقوبات” تتسم بالسرية..

من جانبه؛ قال “بيتر ستانو”، المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في “الاتحاد الأوروبي”، إن التحضير لعقوبات جديدة، قد تُفرض ضد “روسيا” بسبب، “أليكسي نافالني”، مستمر ويتسم بطابع السرية.

وأضاف “ستانو”، في حديث لوكالة (نوفوستي): “بالنسبة للعقوبات المحتملة، لا يسعني إلا أن أضيف أن العمل مستمر. لكن عملية إعداد ومناقشة واعتماد قائمة، (العقوبات)، تتسم بالسرية، لذلك لن نقوم لاحقًا بالتعليق على ذلك”.

وأشار “ستانو”، إلى أن صدور قرار فرض العقوبات الجديدة، سيتطلب موافقة بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء في “الاتحاد الأوروبي”.

هذا؛ وتبحث دول الاتحاد إمكانية فرض عقوبات جديدة على “روسيا”، خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، يوم 22 شباط/فبراير الجاري، ومن ثم خلال قمة ستنعقد، في آذار/مارس 2021.

ويُذكر أن القادة الأوروبيين يعتزمون إجراء مشاورات إستراتيجية بشأن العلاقات مع “روسيا” في، آذار/مارس المقبل. فيما سيناقش وزراء خارجية الدول الأوروبية، خلال اجتماعهم المقبل، في 22 شباط/فبراير الجاري، احتمال فرض إجراءات إضافية، ضد “موسكو”، وذلك على خلفية قضية المعارض الروسي، “أليكسي نافالني”، وتقييم نتائج زيارة الممثل السامي للشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي، “غوزيب بوريل”، إلى “روسيا” مؤخرًا، والذي قال أن: “العلاقات الروسية الأوروبية إلى مفترق طرق”.

موضحًا أن زيارته الأخيرة لـ”موسكو” أظهرت عدم وجود نية لدى “روسيا” لتحسين العلاقات مع الاتحاد، كاشفًا أنه سيتقدم بمبادرة  لفرض عقوبات جديدة، بعد وصول الحوار السياسي معها إلى: “حالة ركود”.

وهو ما جعل “الخارجية الروسية” تقول أن “بروكسل” أرادت، من خلال زيارة “بوريل”، ترتيب “جلد علني” لروسيا.

تدهورت بسبب دول الغرب..

تعليقًا على تلميحات “لافروف” بقطع العلاقات مع “أوروبا”، قالت الدكتورة “إيلينا سوبونينا”، مستشارة مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لـ”الكرملين”، إن العلاقات بين “روسيا” و”الاتحاد الأوروبي” تتدهور بسبب دول الغرب.

مضيفة أن قضية المعارض الروسي، “أليكسي نافالني”، لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات بين “موسكو” و”الاتحاد الأوروبي”.

وأوضحت أن “روسيا” تستطيع أن تعتمد على ذاتها فيما يخص الجانب الاقتصادي، على أن تحافظ دول الغرب على المصالح المشتركة مع “موسكو”.

وأضافت مستشارة مركز الدراسات الإستراتيجية التابع لـ”الكرملين”، أن “روسيا” تنتظر قرار تشديد العقوبات عليها.

وأشارت إلى أن “أوروبا” ساهمت في تدهور العلاقات مع “روسيا”، إذ جاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، ردًا على تصريحات الجانب الأوروبي.

تجميد العلاقات المتجمدة !

والأربعاء الماضي، سلطت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الضوء على تردي العلاقات بين “روسيا” و”الاتحاد الأوروبي”، في الفترة الأخيرة، ما تسبب في تجميد كبير للعلاقات بين الجانبين.

واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن، نشرته على موقعها الإلكتروني، بقول إن معاملة “روسيا”، التي كانت “غير ودية” بشكل كبير، لكبير الدبلوماسيين في “الاتحاد الأوروبي”، خلال رحلته التاريخية الأخيرة إلى هناك، والتي أثارت احتجاجًا سياسيًا داخل العواصم الأوروبية.

ويقول معظم المراقبين إن الخلاف بين “الاتحاد الأوروبي” و”روسيا”، سيؤدي إلى تجميد العلاقات، “المتجمدة”، بالفعل بشكل أكثر صعوبة، ويزيد من فرص تحرك الأوروبيين نحو فرض عقوبات ضد “موسكو” على خلفية احتجازها لناشط المعارضة، “أليكسي نافالني”.

سياسة أكثر عدوانية..

مع ذلك، رأى قلة من المراقبين بأنه من المرجح أن يؤدي الخلاف القائم بين الجانبين، إلى تحول جذري من جانب الدول الأعضاء “القوية”، بقيادة “ألمانيا وفرنسا”، إلى سياسة أكثر عدوانية تجاه “موسكو”، عبر الضغط على المصالح الاقتصادية والإستراتيجية وقطاع الطاقة.

رد فعل عنيف..

وأبرزت (فاينانشيال تايمز) إن مشرعي “الاتحاد الأوروبي” وجهوا بضرورة تبني رد فعل عنيف إلى كل من “روسيا” و”غوزيب بوريل”، رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد، بشأن زيارته التي أجراها الأسبوع الماضي إلى “موسكو”؛ والتي عارضتها بعض الدول الأعضاء.

فمن جانبها، قالت عضو البرلمان الأوروبي عن حزب العمال الهولندي، “كيتي بيري”، لـ”بوريل”، إن “روسيا” استخدمته لـ”إذلال وإهانة” الاتحاد الأوروبي، وأضافت أن اللوم على رحلته يجب أن تتقاسمه الدول الأعضاء.

وتعرض “بوريل” لانتقادات شديدة في جلسات خاصة من قبل بعض دبلوماسيي الكتلة، بسبب طريقة تعامله مع ما وصفه لاحقًا بأنه مؤتمر صحافي: “منظم بقوة”، يوم الجمعة الماضي، مع وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، مع ذلك ما زالت حكومات “الاتحاد الأوروبي” أكثر غضبًا من قرار “موسكو” إحراج “بوريل”؛ وقيامها بطرد دبلوماسيين من “ألمانيا وبولندا والسويد” أثناء وجوده في البلاد.

ودافع “بوريل” عن رحلته، وقال إن العلاقات بين “الاتحاد الأوروبي” و”روسيا” قد وصلت إلى: “دائرة كاملة”، منذ سقوط “جدار برلين”، قبل أكثر من ثلاثة عقود، بينما لم تحقق “موسكو” توقعات التحول إلى ديمقراطية حديثة، مضيفًا: “بدلاً من ذلك؛ هناك خيبة أمل عميقة وانعدام ثقة متزايد بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، حتى أن العديد من الركائز التقليدية للعلاقات (الروسية-الأوروبية) بدأت تتلاشى”.

ضربة للمدافعين عن الحوار مع أوروبا..

وفي “ألمانيا”؛ كان هناك غضب واسع النطاق بشأن سلوك “الكرملين”، حيث أكدت “برلين” أن “الاتحاد الأوروبي” فرض عقوبات اقتصادية على “روسيا”، بعد ضمها لشبه جزيرة القرم، عام 2014، لكنها اتخذت موقفًا أقل مواجهة منذ ذلك الحين.

وقال “يورغن هاردت”، المتحدث باسم الشؤون الخارجية في “البرلمان الألماني”: “إنها ضربة حقيقية لكل من ألمانيا وأوروبا ومن يدافعون عن الحوار مع روسيا، ففي كل مرة نمد أيدينا إليهم، يدفعونها بعيدًا”.

مع ذلك، هناك أيضًا خلاف عميق داخل العواصم الأوروبية حول كيفية الرد، حيث أصرت المعارضة الألمانية على أن “برلين” عليها أن تسحب قابس التيار الكهربائي من خط الأنابيب، (نورد ستريم-2) الجديد، الذي ينقل الغاز الروسي مباشرة عبر “بحر البلطيق” إلى “أوروباط، لكن حكومة المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، تقف إلى جانب المشروع.

عقوبات ضد النخبة الروسية..

وبدلاً من ذلك، يقول شركاء “ميركل” في التحالف؛ إنه يتعين على “الاتحاد الأوروبي” تكثيف استخدامه للعقوبات ضد أتباع الرئيس، “فلاديمير بوتين”، ورجال الأعمال الذين يدعمون نظامه.

وقال “نيلز شميد”، عضو “البوندستاغ” الألماني والمتحدث الرسمي باسم الشؤون الخارجية للمجموعة البرلمانية، والشريك الأصغر في تحالف “ميركل”: “إننا بحاجة إلى عقوبات موجهة ضد النخبة الروسية، والقلة الموالية للكرملين، فلا فائدة من إجراء نقاش آخر حول حقوق وأخطاء (نورد ستريم-2)”، في الوقت نفسه لم تُبد “موسكو” أي تأسف بشأن زيارة “بوريل” أو تداعياتها، والتي تضمنت طرد دبلوماسيين روس بالمثل، يوم الإثنين الماضي، من قبل “ألمانيا والسويد وبولندا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة