اللا عنف و الجبن لفظان متعارضان . اللا عنف هو الفضيلة الأسمى ، الجبن هو الخطيئة الأكبر ، اللا عنف ينبع من الحب ، الجبن ينبع من الكراهية، اللا عنف دائماً ما يعانى ، الجبن يسبب المعاناة دائما ، اللا عنف المثالي هو الشجاعة القصوى ، العنف يضعف ممارسه للأبد ، و الجبن يفعل هذا دائماً .
الماهتما غاندي :
قبل سقوط النظام الدكتاتوري وتحديداً في عام 2002,وفي ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر(ع) توجهت أنا ووالدتي المرأة الكهول الطاعنة بالسن،والذي اخذ منها الألم مأخذه,فعند ساحة (عبد المحسن الكاظمي)المعروفة كنقطة دالة في مدينة الكاظمية ,كانت هناك تقف(الكوسترات ) سيارات الامن التابعة للسلطة الوحشية آنذاك,ويقفون بجانبها رجال يطلبون الهويات من الزوار لمعرفة من اية جهة قد جاءو,ولهم كامل الحرية والصلاحية بتوقيف واقتياد من يشاءون,فقد طلبوا مني هويتي وأعطيتهم الهوية,وعندما قرؤوا اسمي واسم ابي وجدي واللقب وجهة الإصدار,انهالواعلي بالضرب المبرح دون اي سبب,وكل منهم ينادي للأخر تعال وضرب،وقال:كبيرهم الذي علمهم السحر(صعدوه بالسيارة) يعني ان سأذهب في خبر كان ,بين المثرامة اوالسجن بحجة التآمر على قلب النظام, ولولا موقف امي التي توسلت بهم ووقعت عليهم وقالت لهم :بصريحة العبارة (اضربوه ..اضربوه ..اضربوه …ولا تأخذوه) ذالك الموقف لم ولن استطيع نسيانه برغم زوال الصنم ودكتاتوريته,بغير رجعة والى مزبلة التاريخ , لكني أحسست من خلالها اني فقدت إحساسي كانسان لي الحق في ممارسة ثقافتي وحريتي التي اجدها مناسبة ,والمهم في الامر والثقافة هو اني لم أتجاوز على حقوق الاخرين وحرياتهم الشخصية .
فمن عادة الطائفة الشيعية انها تتوجه الى مرقد الامام سيراً على الإقدام من كل حدباً وصوب سواء من بغداد أو من المحافظات التي تؤمن بهذه الثقافة والتي هي على حد معرفتي ,ثقافة سمو وأعتزاز لأنها تخلد الرموز التي ترفض منهج وطريق الطغاة الفاسدين,وتعطي رسالة ان التاريخ الصحيح سيبقى يخلد ذكرى المخلدين,مهما اراد المزورين ان يغيروا الحقائق ،ويطمسوا معالم النور الواضحة ،فالوافدين الذين يريدون احياء هذه الذكرى , لم يهاجموا مؤسسة رسمية او وزارة اودائرة تابعة للحكومة رغم بطشها ,فهي مسيرة سلمية تنم عن طائفة تحترم القانون وان كان عليه ظالمون ،لقد عقدوا العزم غير مكترثين بما يلحق بهم من اعتقالات وأذى وزج في السجون من رجالات السلطة القمعية الممسوخين الذين يقومون بهذه الأعمال والأفعال التي ينئ لها جبين الإنسانية ,فالشعائر جمع شعيرة والشعيرة هي العلامة من الشعار أي من العلامة، مجموعة من الممارسات والأنشطة والأعمال تمثل علامات ورموز، دورها تذكير الإنسان بتلك المبادئ والقيم التي يؤمن بها. هذا هو معنى الشعائر, ولكل مكون لديه قيم يؤمن بها في نفسه وفي قلبه، وممارسات خارجية تذكره بتلك المبادئ والقيم التي يؤمن بها حتى لا ينساها أو يغفل عنها ولا ينحرف عن انعكاساتها في الحياة , وقول الباري تبارك وتعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ,فهنالك من يسخر من هذه الشعائروالثقافة ويعتبرها نوع من البدعة وكل بدعة ضلال والضلالة بالنار,وتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة على الابرياء العزل وانتهاك حرمة الانسان هي من واجبات الدين الحنيف الذي أرسله الباري رحمة للعالمين,لأنه يفتقر لمعرفة فهم هذه الممارسات المليء بالروحانيات والخشوع لله ,بسبب عمليات غسيل الدماغ وأحاطته بتكتيم أعلامي عالي المستوى ممنهج ومدروس,وتثقيفه على نظريات تجرم الاخر,وتلغي الرأي ,وتتسلط بكل بساطة على حقوق ومعتقدات المكونات الاخرى,وهنالك من لايريد معرفة الحقيقة ليبقى في جهلً,بل يريد ترويض نفسه في الحقد والأنانية وإيذاء الانفس بدون اي مسبب قانوني او شرعي ,وبدون ضمير يردعه .
ان العالم اليوم تجاوز مسألة الأديان واعتناقها,وحتى الذين لا يؤمنون بالدين ويقرون بالوحدانية لله ,لم يتعرضوا لأي عقوبة من دولهم وأوطانهم المهم انهم يحترمون الدستور والقانون ولا ينحرفون عنه ويحترمونه ،فالمواطنة لاترتبط بالدين ,انما هي انتماء وولاء للوطن والبلد الذي يطعمهم من الجوع ,ويوفر لهم الأمان من الخوف .