لقد تبجحت أمريكا كثيراً بحقوق الأنسان والحريات الشخصية ونشر النظام الديمقراطي في العالم ، وقد دعمت كل إمكانياتها الإعلامية والمادية هذا التظاهر حتى أصبحت هذه الدولة رائدة الديمقراطية في العالم إعلامياً وليس واقعياً ، وقد أظهر الحقيقة الأمريكية السوداء مواقفها الداعمة لكل الدكتاتوريات في العالم والمؤيدة لأكثر المنظمات الإرهابية كالقاعدة بجميع تنظيماتها وفصائلها في سوريا ، هذه الدولة التي تتمتع بنظام ديمقراطي قلة نظيره في العالم وتوفر لشعوبها مختلف الحريات وتحترم حقوق الأنسان وكذلك الحيوان ولكن هذا في الداخل الأمريكي ، ولكنها في الخارج تتبنى صورة مغايرة تماماً لما تتبناه في الداخل ، فهي وقفت ضد تطلعات الشعوب وحرياتها بل قامت بقتالها حتى تغير من تصميمها للوصول للأنظمة الديمقراطية وهذا ما حصل في اليمن ، عندما سرقت الثورة من الشعب اليمني وسرقت الثورة من الشعب المصري وأما الشعب البحريني فنضاله قد أرعب كل حكومات المنطقة الرجعية التي بذلت المليارات من أجل ضرب هذه الثورة العملاقة وهذا كله تحت مسمع ومرأى الحكومة الأمريكية بل هذه الحكومة لم تصرح في يوم من الأيام بما يدعم تطلعات الشعب البحريني في تقرير مصيره بل فعلت العكس من خلال دعمها للتدخل العسكري السعودي في البحرين ودموية الوسائل والأدوات التي تواجه بها حكومة البحرين هذا الشعب المسالم الذي يطالب بأبسط حقوقه الأنسانية وهو حق المواطنة الحقيقية ، وبالرغم من كل الحقائق التي تثبت الحقيقة الاستبدادية والتسلطية الأمريكية على شعوب العالم فقد ظهرت لنا ظاهرة تدعم هذه الحقائق وتبين الوجه الحقيقي البشع للحكومة الأمريكية بل تثبت على إنها اكثر الحكومات في العالم دكتاتوريةً على النظام العالمي ، وهذه الظاهرة هي الكبرياء الأمريكي فمن أجل هذا الكبرياء يمكن للحكومة الأمريكية أن تنتهك كرامات الشعوب وحرياتهم واراوحهم المهم عندها أن يبقى هذا الكبرياء محترم ولا يخدش ، وما أحداث سوريا الأخيرة وأستعمال المواد الكيمياوية والتهديد الأمريكي بضرب سوريا إلا ترجمة لهذه الظاهرة التي أثبتت التسلط الأمريكي الأهوج على النظام العالمي ، على الرغم من كثرت الأدلة العقلية والمنطقية والمادية التي أثبتت تورط المعارضة بهذه الضربة ، ولكن الحكومة الأمريكية أصرت على فكرة الضربة خوفاً على كبريائها من الخدش ، ولكن الوقفة الشجاعة والإصرار الكبير لجبهة المقاومة المتمثلة بروسيا وإيران وحزب الله وسوريا وكذلك الصين على التصدي لاي ضربة أمريكية ، جعل الأمريكان يركعون للإيرانيين والروس لكي يفتح المجال لهم من أجل ضربة معنوية تخرج الكبرياء الأمريكي من الجرح والإنكسار ، ولكن استمرار الإصرار والتصدي لهذه الجبهة جعل الأمريكان في موقف محرج بل جعلها تسقط من قلعة القطب الأوحد وأجبرها في الجلوس مع الاقطاب الجدد التي أثبتت الأحداث بصعوبة أتخاذ أي قرار يخص الشرق الأوسط والعالم بدون اشراك هذه القوى وخصوصاً روسيا والصين بالنسبة للعالم وإيران بالنسبة للشرق الأوسط ، وهكذا أرادة الحكومة الأمريكية أن تقتل الشعب السوري وتدمر بلده من أجل الحفاظ على كبريائها ودكتاتوريتها ، ولم تفكر ولو للحظة بمبادئ حقوق الأنسان والسلم الأهلي وغيرها من القوانيين التي تحترم حقوق الأنسان ، ولكن هذا الكبرياء أسقطها من برجها العاجي وجعلها تقتنع بأنها قد فقدت كل المؤهلات والإمكانيات التي من خلالها تستمر في قيادة العالم ،عندما أرجعتها أو أخافتها التهديدات الإيرانية والسورية والروسية عن قرار تنفيذ الضربة نتيجة العواقب الكبيرة والخطيرة التي تم التهديد بها من قبل هذا المحور المقاوم ، وهكذا أصبح الكبرياء الأمريكي وباء على أمريكا لأنه أظهر عوراتها ونقاط ضعفها وحقيقة إمكانياتها العسكرية والأقتصادية مما جعلها تتهاوى من عرش القطب الأوحد الى ذلة التشاور والتحاور مع القوى التي كانت تنظر لهم في يوم من الأيام بالدونية والإستحقار والأستصغار .