ترجمات – كتابات :
توقع “فؤاد حسين”، وزير الخارجية العراقي؛ حدوث تغييرات ما في العلاقات بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”، في ظل إدارة البيت الأبيض الجديدة برئاسة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، في أقرب وقت، موضحًا أن أي تغيير من هذا القبيل يجب أن يوفر: “رؤية واضحة” للجانبين.
وأكد “حسين”، متحدثًا لتلفزيون (رويترز)، أمس الأربعاء، في أعقاب زيارته إلى “طهران” في الآونة الأخيرة، أنه بحث مع نظيره الإيراني “الاتفاق النووي”، المُبرم في 2015، قائلاً إنه يرى أن أي تغيير فيه سيعتمد بشكل كبير على السياسات التي يضعها الجانبان، “طهران” و”واشنطن”، في سيرهما قدمًا، إضافة إلى القوى الغربية المشاركة في الاتفاق.
العراق في حاجة إلى “واشنطن”..
وفيما يتعلق بالعلاقات “العراقية-الأميركية”، قال “حسين”: “من السهل بالنسبة للقيادات العراقية الآن، (في ظل إدارة البيت الأبيض الجديدة الحالية)، التواصل مع المسؤولين في واشنطن، حيث أن المسؤولين اليوم في واشنطن يفهمون الوضع العراقي بصورة أعمق من المسؤولين السابقين. فنتطلع إلى أن تكون هذه العلاقات المرتقبة علاقات طبيعية جيدة؛ ولمصلحة البلدين وبناء علاقات في المجالات الاقتصادية، التعليمية، الطاقة، فنحن نحتاج إلى الدعم الأميركي، ودعم الدول الأخرى، لبناء الاقتصاد العراقي. وأيضًا إذا كانت هناك علاقات أمنية وعسكرية بين الطرفين، ستكون ضمن إطار محدد واتفاق واضح، ومحتمل نحتاج لمستشارين ومدربين أو التبادل في مجال المعلومات الاستخباراتية لمحاربة الإرهابيين والدواعش”.
وتحدث عن الوضع الأمني في “العراق”؛ قائلاً: “إن تواجد الإرهابيين في الأراضي العراقية لا زال يشكل خطرًا على الوضع الأمني، ولكن مقارنةٍ مع السابق، الوضع الأمني حاليًا جيد جدًا بالمقارنة مع سنوات: 2015, 2016, 2017, 2014. وهناك فلول من القوات الإرهابية أو عصابات (داعش) في بعض الأماكن، وخاصة في أطراف كركوك، وصلاح الدين، وصحراء الأنبار، وفي بعض الأماكن بمحافظة نينوى، القوات العراقية والقوات الاستخبارية والمعلومات الاستخبارية تواجه هذه العصابات الداعشية، ولكن عدم الاستقرار في سوريا وتواجد مجموعات عديدة من الإرهابيين داخلها، يؤثر على الوضع الأمني العراقي”.
العلاقات “الأميركية-الإيرانية” تؤثر على الوضع العراقي..
أما عن محادثاته في “طهران”؛ قال وزير الخارجية العراقي: “جزء من النقاش كان له علاقة بالعلاقات (الأميركية-الإيرانية). نناقش هذه المسألة لأن حالة التوتر بين واشنطن وطهران تؤثر إيجابيًا وسلبيًا، على الوضع السياسي العراقي. فلهذا يهمنا مناقشة العلاقات (الأميركية-الإيرانية) مع الإيرانيين أنفسهم ومع الأميركان أيضًا. وهناك تغيير في واشنطن، الإدارة الجديدة تختلف عن الإدارة السابقة، فإذاً نتوقع تغييرات في العلاقات. لكن بالنتيجة هذه التغيرات تتعلق بالسياسة الإيرانية تجاه واشنطن والسياسة الأميركية تجاه إيران، تتعلق بالمشروع النووي والاتفاقية النووية. من المعلوم أن الأميركان في عهد الرئيس، ترامب، انسحبوا من هذه الاتفاقية بما سبب مشاكل كبيرة بين الأميركان والإيرانيين وبين مجموعة من الدول الغربية والإيرانيين. سوف نرى كيف تتصرف هذه الدول جميعًا وإيران حول سياسة الإدارة الجديدة؛ وكيف تطرح الإدارة الجديدة المسائل لحل هذه المشكلة. أعتقد الوقت مبكر بالنسبة للإدارة الجديدة، لأن الإدارة الجديدة أيضًا مهتمة بقضايا داخلية وتنظيمية في واشنطن والقضايا الأخرى، ولكن بالنتيجة يجب أن تكون الرؤية واضحة للجميع سواء في طهران أو واشنطن”.
وجاءت تصريحات “حسين”، بعد أيام فقط من قول المرشد الإيراني الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، إن قرار: طهران “النهائي الذي لا رجوع فيه” هو العودة إلى الإمتثال للاتفاق فقط؛ إذا رفعت “واشنطن” العقوبات عن “الجمهورية الإسلامية”.
لكن الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، قال في بيان منفصل؛ إن “الولايات المتحدة” لن ترفع العقوبات لمجرد إعادة “إيران” إلى طاولة المفاوضات.
العلاقات مع “طهران” مع الحفاظ على السيادة العراقية..
وحول علاقات بلاده مع “طهران”، قال الوزير العراقي، “فؤاد حسين”: “بالنشبة للعلاقات (العراقية-الإيرانية)، أولاً: إيران دولة جارة وتربطنا بها علاقات في المجالات: التجاري، والاقتصادي، والطاقة، والكهرباء، وهناك تاريخ بيننا، وتجمعنا ثقافة وجغرافيا مشتركة.. هذه العلاقات كلها موجودة، ولكن هناك أيضًا بعد نقاط الخلاف. وهذه النقاط الخلافية نحاول الحديث حول طرحها بصراحة مع الجارة إيران، وأعتقد أن العلاقات في المراحل القادمة ستصل إلى مستوى آخر، لأن ما نطرحه هو أن تكون العلاقات بين دولة ودولة. لا يمكن للعراق أن يخضع لدولة أخرى، حتى ولو كانت هذه الدولة صديقة جارة، العراق يجب أن يكون القرار فيه بيد العراقيين، بمعنى أن يُصاغ القرار في العراق ويُصنع القرار في العراق ويُتخذ في العراق”.
ننتظر الوزير التركي لمناقشة المسائل العالقة..
وفيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالعلاقات “العراقية-التركية”؛ قال “فؤاد حسين”: “إحدى هذه المسائل لها علاقة بقضية المياه ومنبع المياه ومسألة السدود وحصة العراق من المياه. هذه المناقشات مستمرة مع الجانب التركي، وسوف يكون قريبًا زيارة للسيد وزير الخارجية التركي إلى بغداد للاستمرار بهذه الحوارات حول قضايا مختلفة، سواء القضايا الحدودية أو الأمنية أو قضية الماء، بالإضافة طبعًا إلى التبادل التجاري، وقضية الطاقة، والعلاقات المختلفة. تركيا أيضًا دولة جارة؛ ونؤكد على بناء علاقات جيدة مع الجارة، تركيا، وسوف نستمر في الحوار مع تركيا حول مختلف المواضيع”.
وفيما يخص الوضع السياسي الداخلي في “العراق”، قال وزير الخارجية العراقي، لـ (رويترز): “من الصعوبة أن نتحدث عن المستقبل السياسي، ولكن نتائج الانتخابات سوف تقرر أي حزب، وأي فئة، ستلعب دورًا أكبر في السياسة المستقبلية العراقية، فنترك هذا للمواطنين العراقيين، فهم أصحاب الحق وهم أصحاب القرار”.