خصص البرنامج الوثائقي الأمريكي fortline الذي تذيعه هيئة الإذاعة العامة في الولايات المتحدة حلقة خاصة قدمتها الصحفية البريطانية راميتا نافاي، التي تعود أصولها لإيران عن التحول في طبيعة الصورة الذهنية التي أصبح العراقيون يرون بها الميلشيات الشيعية الموالية لإيران، بمن فيهم العراقيون الشيعة ، وفي الحلقة التي تعرضت لهذه القضية التي تؤرق العراقيون، نشطاء وغير نشطاء، عرضت راميتا نافاي إلى شهادات من عراقيين كشفوا حقيقة مفادها أن النظرة للميلشيات الشيعية الموالية لإيران لدى العراقيين تغيرت من النظرة القديمة التي كان فيها العراقيون، شيعة وبعض السنة، يعتبرون رجال هذه الميلشيات أبطال لأنهم تصدوا لإرهاب داعش والقاعدة وحاربوا الأمريكيين، إلى نظرة سلبية جديدة يرى فيها قطاع واسع من الشارع العراقي هذه الميلشيات على أنها امتداد عضوي للحرس الثوري الإيراني داخل العراق.
وعلى الرغم من أن البرنامج موجه بالأساس للجمهور الأمريكي لتوضيح طبيعة وشبكة الميلشيات الشيعية الموالية لإيران، إلا أنه اعتمد على شهادات لسكان محليين، الذين ادلوا شهادات مفادها أن الشارع العراقي توحد ضد تدخل إيران في الشأن الداخلي للعراق، واستخدام هذه الميلشيات كأداة للقتل ضد معارضي النفوذ الإيراني في البلاد. وحيث خرج العراقيون من أطياف مختلفة للتظاهر ضد ما يرونه تدخلاً إيرانيًا في بلادهم. وهو نوع من الاحتجاج القومي إلى حد كبير.
إلا ان اللافت في هذه الشهادات هو أشار إلى الفساد المالي المفترض والذي يضرب بقوة داخل هذه الميلشيات، حيث تسلمت هذه الميلشيات الملايين من الدولارات القادمة من إيران، ولكن مع ذلك لم تقدم الميلشيات الشيعية الدعم للفقراء ولم تحاول مثلا تحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم أو الكهرباء.
تقول راميتا نافاي في نهاية الحلقة : ( على الرغم من أننا كنا في الماضي نكشف عن انتهاكات الميليشيات الشيعية ، إلا أنهم كانوا لا يزالون يُنظر إليهم على أنهم أبطال ، لا سيما من قبل السكان الشيعة. لقد تغير ذلك تماما. لقد فوجئت حقًا بهذا – كيف ، في هذه السنوات القليلة ، يُنظر إليهم الآن بخوف مطلق ويُنظر إليهم على أنهم أشرار. لم يعد يُنظر إليهم على أنهم الأبطال الذين كانوا في السابق. )
